إن الغالبية تعتبر الصلابة في قول الحق والتريث في عدم اطلاق الأحكام العشوائية على أفعال الآخرين قيماً تهذيبية تفسرها الرؤية الخلقية الفاضلة في مجتمع يتعاضد فيه أفراد وتعبر عنها بوتقة الفضيلة دون أوهام.. أو مجازفة في القول ازاء ما يصدر أو يقوم به الآخرون. ولكن .. مما يثير الأسف في النفوس أن البعض لا يفسر ذلك من منطلق تبيان الحقيقة فيرتكبون الخطأ في أعمالهم.. يوهمون أنفسهم أنهم على حق وصواب.. وإذا ما عادوا إلى الجادة ندموا.. ونحبوا.. فلا تجعل يا أخي نفسك تهوى إلى درك التخبط في درك الوشاية.. أو النفاق.. أو التزلف.. وراء محاولة يائسة لطمس معالم شمس الحقيقة. فمجتمعنا نسيج علاقات.. والتعامل فيه مبني على الحب والاحترام.. والقيم في المعاملات الإنسانية.. وعنصر نقص .. ونقد للذات.. واحساس بالعلاقة القائمة بين أخلاقيات الأفراد جميعاً. ولا شك .. فذاك اساس قوي.. وعميق لما يصدر من الفرد تجاه الآخرين.. وليست صوراً يبتدعها اتفاقاً لمصلحته وهواه.. وليست بدعاً من يقوم ويهتم بمن حوله.. أو يهتم بما يصدر منه من أعمال وأفعال متفهماً معنى حياته ووجوده مدركاً السعي في اتقان عمله الذي يرضي ضميره ووجدانه. فعلينا جميعاً .. أن نسعى ونعمل مهتدين بنبراس قول الحق تبارك وتعالى فينا.. ونرتفع عن محاسبة بعضنا عن الهفوات التي قد تعترينا.. وليكتب كل منا بعد ذلك صفحة مضيئة في حياته لأنه ترفع عن كل شائن .. وأنكر ذاته.. وأحب لأخيه ما حب لنفسه.. وطوبى لصاحب ذلك العمل الذي لا ينتظر مديحاً.. أو ثناءً فإنه لن يصاب بخيبة أمل في حياته أو حديث جارح من أقرانه.