تستدعي الحاجة كثيرا لإجراء المقابلات الشخصية مع المتقدمين والمتفاضلين على وظائف معينة سواء في القطاع العام أو الخاص في كل دول العالم . ويكون من أهدافها انتقاء الأفضل للعمل أو الدراسة … واختيار الموظف المناسب للوظيفة المناسبة . وذلك في إطار حرص جهات وأصحاب العمل لكسب الأميز بما يساهم في رفع الإنتاجية وزيادة العطاء . والمقابلة الشخصية ليست إجراء روتينيا كما يتصور البعض أو مجرد عمل عادي لاكتمال شروط التوظيف أو الدراسة ! بل هي مطلب مهم لخدمة المؤسسات أيا كانت . تحتاج إلى فن في كيفية إدارتها بطريقة صحيحة لكشف جوانب شخصية المرشح ومعرفة مهاراته وخبراته ومدى وعيه ومستوى ثقافته، مما يقتضي أن يكون القائم أو القائمون بإجرائها على درجة من الوعي والاتزان واستيعاب الأهداف العليا بما يخدم مصلحة العمل في المقام الأول . وأن يكون الاختيار والفرز وفق منهجية علمية وبشكل موضوعي بعيدا عن العواطف الذاتية أو التوصيات والأحكام المسبقة . وهنا تبرز المهارة الفعلية لاختيار أفضل المتقدمين من ذوي الكفاءة والفاعلية بما يتلاءم مع متطلبات الوظيفة ونوعها. حيث ان اختيار المناسب سيكون إضافة لفريق العمل ، وبالمقابل فإن اختيار غير المناسب سيؤثر سلبا على مسيرة العمل ويصيب العاملين المجيدين بالإحباط أو التوتر نتيجة عدم مجاراته لهم ولكثرة أخطائه على حساب العمل ..الذي يرهقهم لتصحيحه ومعالجته باستمرار . والمؤسف أن كثيرا من المقابلات تجرى بشكل عشوائي وغير مخطط ودون أن تدرس أوراق كل متقدم وليس هناك معايير دقيقة فتأتي كيفما اتفق ، حيث تترك انطباعا سيئا لدى المرشحين سواء من قبل منهم أولم يقبل الأمر الذي ينعكس على سمعة المؤسسة بكل تأكيد . ولأن المقابلات الشخصية إحدى ضرورات العمل للانتقائية السليمة فمن الأهمية أن تتولى الوزارات والشركات والجهات المعنية عملية تدريب من يقوم بإجرائها وتوعيتهم بأهدافها حتى لا تخرج عن مسارها أوتتدخل العواطف فيها . وبالمقابل فإنه ينبغي على المتقدم للمقابلة الشخصية الاستعداد لها وعدم الاستهانة بها وإدراك طبيعة العمل وتحديد الهدف وإعطاء صورة جيدة عن نفسه بما في ذلك الأناقة في المظهر والمنطق ولغة الجسد واحترام المحاور والتحكم في مستوى القلق والقدرة على الإقناع وإظهار الحماس والطموح . بما يحقق له كسب الوظيفة أو الدراسة التي يستحقها . للمقالة صلة ..