معالي وزير الحج الدكتور بندر محمد حجار في حوار مع مجلة (الحرمان الشريفان) .. توفير 23 % من مساحة المشاعر بعد نقل الجهات الحكومية التي تتطلب اعمالها وجودا في المشاعر

تقدم وزارة الحج خدمات مهمة وضرورية لكل حاج ومعتمر وزائر نأمل من معاليكم تزويد القارئ الكريم بنبذة عن دور الوزارة في هذا الجانب والقوى العاملة التي تقوم على تنفيذ ما تقدمه الوزارة من خدمات؟
– في البدء يطيب لي ان اشكر مجلة "الحرمان الشريفان" على اهتمامها بوزارة الحج وحرصها على ابراز اعمالها وادوارها في خدمة ضيوف الرحمن وعلى اتاحة هذه الفرصة لاجراء هذا الحوار متمنيا لها – وهي في اصداراتها الاولى – كل تقدم وازدهار وللقائمين عليها، وفي مقدمتهم معالي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي (المشرف العام على المجلة) دوام التوفيق والسداد.
ورداً على سؤالك حول ادوار وزارة الحج واهم الخدمات التي تقدمها لكل حاج ومعتمر وزائر فان اعمال وزارة الحج ومهامها تنطلق من تطلعات حكومة المملكة العربية السعودية التي تضع خدمة وفود الله في مقدمة أولوياتها، ووفرت كل الاحتياجات المالية والبشرية والتقنية لخدمتهم، وتبذل قصارى جهودها لكي تكون مناسك حجهم سهلة وميسرة، وان تتم في اجواء روحانية مفعمة بالايمان، ينعمون فيه بكل الخدمات والتسهيلات منذ وصولهم الى المملكة وحتى مغادرتهم الى بلادهم سالمين غانمين وهم يحملون معهم اجمل الانطباعات والذكريات وكذلك من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – بتوفير جميع الخدمات وكامل الرعاية والعناية لضيوف الرحمن.
ولذا، فان وزارة الحج تقوم من خلال التنسيق الفعال مع مختلف الاجهزة الحكومية المعنية، ومن خلال الاشراف على أداء الجهات الواقعة تحت اشرافها من مقدمي الخدمات من الشركات والمؤسسات المرخصة من قبلها، بتطيق سياسة الدولة فيما يخص الحج والعمرة، ومتابعة تقديم افضل الخدمات لضيوف الرحمن من حجاج وعمار وزوار وتسهيل اجراءاتهم، والتأكد من أن أداء كافة العاملين في مجال خدمات ضيوف الرحمن يتم باسلوب شامل واستجابة سريعة وجودة عالية في زمن قياسي بروح الفريق الواحد مستخدمين احدث وسائل التقنية لضمان ارقى مستويات التميز في الاداء والجودة في الخدمة.
كان للوزارة مشكورة دور بارز في محاولة القضاء على الحملات الوهمية للحج والعمرة في الموسم الماضي، فما هي السبل والآليات التي تم اتخاذها؟ وهل من جديد في هذه الخدمة لموسم هذا العام؟
– لمكافحة حملات الحج الوهمية والقضاء عليها، نفذت الوزارة في موسم الحج الماضي حملات اعلامية واسعة للتحذير من التعامل مع هذه الحملات الوهمية، كما دشنت مركزاً للتواصل واعلنت عن رقم مجاني وهو 8004304444 ليتواصل عبره الحجاج على مدار الساعة بغية التأكد من صحة تصاريح الحملات وذلك قبل التعاقد معها، وكذلك عن طريق البوابة الالكترونية للوزارة التي تقوم بنشر قوائم الشركات المصرح لها وتوضيح عناوينها وارقام تصاريحها كما ان وزارة الحج – ومن خلال فرقها الميدانية – تقوم بجولات ميدانية للتأكد من ان الحملات المرخص لها من الوزارة قد فتحت ابوابها بالفعل في مواقعها المختلفة، وفي مختلف المدن بالمملكة وفي حالة وجود حملات غير مصرح لها من الوزارة فانها تبلغ الامن العام لاتخاذ الاجراءات اللازمة وذلك قبل قدوم المتعاقدين من الحجاج الى مكة المكرمة.
وأود أن أوضح أن هناك صنفان للحملات الوهمية التي تقوم بعملية النصب والاحتيال على المواطنين والمقيمين، الصنف الأول من يدعي ان لديه حملات ويقوم بأخذ اموال الحجاج وبعدها يختفي بعد خداعهم وهذا النوع من النصب يتم التعامل معه بصفته "جريمة جنائية" تحال بعد ضبطها الى هيئة التحقيق والادعاء العام، ثم الى المحاكمة والقضاء ويتم اعادة الحقوق الى اصحابها، والصنف الآخر يتمثل في الحملات غير المصرح لها بتقديم الخدمات للحجاج وهذا النوع يحال عند القبض عليه الى لجنة النظر في مخالفة نظام شركات ومؤسسات حجاج الداخل وتفرض عليه غرامات مالية، وتعاد حقوق الحجاج لهم من خلال هذه اللجنة التي اشرت اليها سلفاً.
ما هي خطط الوزارة في توعية الحجاج والمعتمرين؟ وهل هناك تنسيق مع بعثات الحج المختلفة في هذا الجانب؟
– تضع وزارة الحج توعية الحجاج في مقدمة اهتماماتها، وتجند كثيراً من الكوادر المؤهلة لاداء هذه المهمة، وتقوم إدارة التوجيه والتوعية بالوزارة باعداد العديد من البرامج التي تنطلق من اسس وقواعد راسخة مبنية على التيسير على الحجاج حيث ان المملكة العربية السعودية تضع الانظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحجاج وادارة الحج انطلاقاً من ثلاثة اعتبارات اساسية الاول قوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) والثاني ان لكل حاج الحق في ان يؤدي الفريضة في طمأنينة وسلامة، والثالث أن المملكة هي المسؤولة عن توفير المناخ الملائم الذي يمكن الحاج من أداء الفريضة بيسر وسهولة وأمن وأمان ليتحقق له الحج المبرور، ولذلك فان حكومة المملكة لا تسمح باستغلال الحج لاغراض سياسية وتمنع منعاً باتاً جميع الاعمال التي تتعارض مع التفرغ التام للعبادة وأداء النسك، مثل توزيع المنشورات واقامة التجمعات لاهداف سياسية والمظاهرات وتوزيع الصور والافلام، احتراماً لقدسية المكان وحفظ حقوق الحجاج في أداء الفريضة، وان الاخلال بالانظمة والتعليمات يعرض فاعله للعقوبات بغض النظر عن منصبه وفي هذا الشأن يتم التوقيع على اتفاقيات مع مكاتب شؤون الحجاج تتضمن ذلك.
ولهذا الغرض تتم – قبل بدء اعمال موسم حج كل عام – لقاءات بعدد من اصحاب المعالي وزراء الاوقاف والشؤون الدينية، رؤساء وفود مكاتب الحجاج، في اكثر من (75) دولة من الدول الاسلامية، ودول الاقليات الاسلامية، وتتناول هذه اللقاءات ضرورة الاهتمام بالبرامج المعدة من قبل وزارة الحج، ومنها مسألة توعية الحجاج في بلادهم قبل قدومهم الى الاراضي المقدسة، وبالتأكيد على التوعية بالنواحي الفقهية، والدينية، والسلوكية، والصحية، والبيئية، ومتطلبات السلامة العامة غيرها.
كما تحصل الوزارة على تعهدات خطية من جميع مكاتب شؤون الحجاج بالتزام حجاجهم بجميع هذه الانظمة والتعليمات الصادرة في المملكة، وبعدم الخروج عن اهداف ومقاصد الحج وعدم رفع اي شعارات سياسية او مذهبية، او الخوض في قضايا لا تمت للحج بصلة، ويتم الالتزام الفعلي من قبلهم بهذه التعهدات.
كما تهدف هذه اللقاءات التي تستمر لنحو (6) اشهر الى بحث الخدمات التي تقدمها وزارة الحج والمؤسسات الاهلية لارباب الطوائف التي تعمل تحت مظلتها، والتي تضم المطوفين والادلاء والوكلاء والزمازمة، والاطمئنان على خطط موسم الحج وبرامجه، كما تعد هذه اللقاءات فرصة لاطلاع هؤلاء المسؤولين على جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحج والحجاج، واعمار الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والارتقاء بمستوى الخدمات لتمكين الحجاج من اداء الفريضة بكل يسر وسهولة، وكذلك لاطلاعهم على ابرز مستجدات التعليمات والانظمة المنظمة لشؤون الحجاج، واستعراض ما تحقق من ايجابيات، وما تم رصده من ملاحظات على اداء هذه المكاتب التي كانت تسمى في السابق "بعثات الحج" لتعزيز الايجابيات وتلافي بعض الملاحظات التي وردت في مواسم الحج السابقة، ولتعريفهم بأهم الخدمات التي تقدمها الوزارة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار لمسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم وتنتهي هذه الاجتماعات بتوقيع اتفاقيات بين الوزارة ومكاتب شؤون الحجاج والمطالبة بالالتزام بما ابرم في هذه العقود.
ويتيح الموقع الالكتروني للوزارة للحجاج والمعتمرين الحصول على المعلومات والاطلاع على التعليمات والانظمة، وذلك بسبع لغات، وتعمل في الوقت الحالي على انجاز مشروع التوعية الالكترونية التي تصور رحلة الحج والعمرة منذ اللحظة التي يفكر فيها الحاج في اداء النسك وحتى عودته مرة اخرى لبلده، واثناء اقامته في المملكة وذلك بسبع لغات.
صرح معاليكم ان الوزارة تقوم بدراسة لرفع الطاقة الاستيعابية لمشعر منى والتعمير حتى سفوح جبالها، فما ابرز جوانب هذه الدراسة؟
– اود ان افيد بأن وزارة الحج قد رفعت دراسة لتطوير المشاعر المقدسة والبناء على سفوح جبال مشعر منى وذلك ضمن الضوابط الشرعية لهيئة كبار العلماء ليستوعب مشعر منى نحو (5) ملايين حاج، وقد احيلت هذه الدراسة – مع غيرها من الدراسات – للجهات المختصة لدراستها وابداء الرأي فيها.
كما أن هناك حلولاً عدة تعمل عليها الوزارة لتحقيق هذا الهدف، ومن اهمها تنفيذ التوجيه السامي الكريم الصادرة بنقل جميع الجهات الحكومية التي ليست لها اعمال مباشرة مع الحجيج، خارج مشعر منى، وتنفيذ مجمع حكومي جديد في حدود المشاعر المقدسة وتحديدا في حمى المشاعر المقدسة ب"مزدلفة" لاستيعاب جميع هذه الجهات، بهدف توفير مساحات للاستفادة منها في زيادة اعداد الحجاج الامر الذي اسهم في توفير مساحة تقدر ب23% من مساحة مشعر "منى، اضافة لرفع الطاقة الاستيعابية للمشعر بزيادة نحو 200 الف حاج، حيث تم قبل بدء موسم حج عام 1424ه تنفيذ هذا المشروع، وانتقال الاداءات الحكومية التي لا تتطلب اعمالها وجودا في مشعر منى.
كما ان هناك مشروعاً جديداً تجري دراسته للبناء على سفوح الجبال بالمشعر، تقدمت به هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، واجيز من قبل هيئة كبار العلماء، وفق ضوابط شرعية محددة، ويهدف لتوسعة مشعر منى، وتدرس في الوقت الحالي آلية تنفيذه لانه سيؤدي لرفع الطاقة الاستيعابية للمشعر الى 5ر4 مليون حاج، بدلا من 6 ملايين حاج.
هذا بالاضافة الى دراسات مكتملة وافكار مطروحة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة على طاولات المعنيين باعمال الحج سيتم الاعلان عنها قريبا، وهي جميعها تصب في مصلحة زيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج في المشاعر المقدسة بصفة عامة وعلى وجه الخصوص في مشعر منى.
لمواصلة تدريب وتأهيل العاملين دور مهم في الرقي بالخدمات المقدمة فما هي خطط الوزارة في تأهيل وتدريب العاملين في خدمة المعتمرين والحجاج والزوار؟
= اود ان اؤكد ان التدريب وتنويع مستوى الخدمة طريقنا لتحقيق معدلات اداء قياسية في مواسم الحج – وبالذات في الاعمال الميدانية – التي يتحقق من خلالها ملامسة احتياجات الحجاج عن كثب، والوقوف على تهيئتها وادائها على اكمل وجه لضيوف الرحمن سواء في مكة المكرمة او في المدينة المنورة او في المشاعر المقدسة، لذا فان من اهم ملامح خطة وزارة الحج التشغيلية، تكثيف التدريب لكل العاملين في الميدان سواء من موظفي الوزارة او المؤسسات التي ترخص لها الوزارة وتحديد مؤشرات كمية لقياس اداء الخدمة ومعايير لقياس رضا الحجاج لتحقيق تطلعات حكومتنا الرشيدة بالرقي بمستوى الاداء وصولا الى افضل واعلى مستويات الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولتحقيق هذه الاهداف انشأت الوزارة مركزا لتدريب العاملين في الحج والعمرة والزيارة وتعتزم افتتاح فرع لهذا المركز في المدينة المنورة قريباً – إن شاء الله -.
وفي هذا الصدد يتم التشديد على انه لا مجال لغير المتدرب في اعمال مختلف مجالات الوزارة، حيث ان هناك رؤية مستقبلية للتدريب تتمحور حول عدم السماح لاي موظف – دائم او موسمي – سواء يعمل في الوزارة او في المؤسسات التي تشرف عليها الوزارة بالعمل في مجال الحج والعمرة والزيارة الا بعد انخراطه في دورات تدريبية متنوعة تؤهله لممارسة عمله بكل كفاءة واقتدار، وتتناول هذه الدورات ثلاثة محاور رئيسة، يركز الاول منها على الجوانب الشرعية وخاصة بالنسبة للمطوفين، فمهنة الطوافة تستلزم الالمام بنسك الحج والادعية والاحكام ولذلك امتهن هذه المهنة في الماضي القضاة والعلماء، ويركز المحور الثاني على الجوانب المهنية، اي المعرفة بالانظمة والاجراءات واستخدام الحاسب وفي بعض المواقع الالمام بلغة او اكثر، والمحور الثالث على الجانب السلوكي اي التعامل باسلوب حضاري مع ضيوف الرحمن وتكريس مفهوم ثقافة الضيافة وحسن الاستقبال حتى في ظل ضغوط العمل، ولذلك يجري اختبار الموظفين الذين يستقبلون الحجاج ويودعونهم بكل اهتمام وعناية، مع العمل على تطوير مركز تدريب العاملين في الحج والعمرة.
وفي هذا الخصوص اقدمت وزارة الحج – بالتنسيق مع الهيئة التنسيقية لمؤسسات الراب الطوائف – على تفعيل اتفاقية التعاون التدريبي التي ابرمتها مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي – ممثلة في ادارة التطويف – وذلك بعقد حلقات تدريبية بالعاصمة المقدسة تعنى بتطويف الحجاج حول الكعبة بمشاركة اكثر من 345 مطوفا وهذه الحلقات التدريبية تمتد ضمن 4 لقاءات متتابعة لرؤساء ونواب مكاتب الخدمة الميدانية ممن عملوا في مواسم الحج الماضية، وتأتي ضمن بنود هذه الاتفاقية فيما يتعلق بأمور التطويف ومنح البطاقة المعنية بأمور التطويف للمطوفين ومؤسسات الطوافة، وتسهم في اتاحة الفرصة لذوي الخبرة والكفاءة من المطوفين لتأدية ادوارهم بالشكل المطلوب.
ما هو رأي معاليكم في الخدمات التي تقدمها مؤسسات ارباب الطوائف ومؤسسات حجاج الداخل؟ وهل هناك اطر جديدة في منظومة الخدمات التي تقدمها؟
– المؤسسات الاهلية لارباب الطوائف المعنية تقوم بخدمة نحو مليون و400 الف حاج يفدون من نحو 75 دولة لتأدية مناسك الحج، تقدم خدمات مميزة لهم وبذلك عبر نحو 420 مكتبا ومجموعة خدمة ميدانية يعمل بها كوكبة متميزة من الكوادر المدربة من المطوفين والمطوفات والموظفين الرسميين والموسميين، من ابناء المملكة من حملة المؤهلات الدراسية والاكاديمية العليا، كما ان الوزارة تولي جانب المراقبة والمتابعة لكافة الخدمات المقدمة من مجموعات الخدمات الميدانية للحجاج من خلال 300 فرقة ميدانية مؤهلة علميا وعمليا، الى جانب قيام الوزارة بمساندة جميع المؤسسات وتذليل العقبات التي قد تواجهها وتلبية احتياجاتها لاداء رسالتها السامية تجاه حجاج بيت الله الحرام بما يتوافق مع توجيهات ولاة الامر – حفظهم الله -.
هذا مع حرص هذه المؤسسات على تطوير كوادرها وفق منهجية علمية، وذلك بالتدريب المستمر، واهتمامها باستخدام التقنية في خدمات ضيوف الرحمن ومحاولة مواكبة النقلات التطويرية التي تعيشها بلادنا – ولله الحمد- بهدف الارتقاء المستمر باساليب خدمة ضيوف الرحمن انفاذا للتوجيهات السامية بالعناية الفاقة والمستمرة بهؤلاء الضيوف الكرام، كما ان راحة الحاج وتمكينه من اداء الفريضة بيسر وطمأنينة تمثل اولوية قصوى لدى الوزارة، خاصة بعد اكتمال منظومة الوزارة التقنية الالكترونية "النظام الالكتروني الموحد" بين جميع مؤسسات ارباب الطوائف حيث تم ربط تلك المؤسسات مع وزارة الحج مع الحرص على استمرار تفعيل دور هذا المسار الالكتروني خاصة فيما يتعلق بقيام عموم مكاتب شؤون الحج والمنظمين بتوثيق عقود الاسكان والنقل والاعاشة من المؤسسات ومن ثم من وزارة الحج.
مع التأكيد المستمر على ترسيخ مفهوم العمل بروح الفريق الواحد، وتجسيد مبدأ التعاون والشراكة وايجاد المنافسة الحميمة في تقديم الخدمة والرقي بجودتها، من اجل كسب رضا ضيوف الرحمن بتكثيف الاستعدادات والتجهيزات اللازمة وبذل المزيد من الجهد والعطاء والتفاني والاخلاص في اداء الواجب تجاههم، واستشعار عظم المسؤولية التي اولكها الله عز وجل لحكومة وشعب هذه البلاد المباركة لخدمة ورعاية الحجاج، وتهيئة جميع الطاقات لخدمة وفود الرحمن وفي مقدمتها اهمية تنفيذ البرامج الخاصة بالترحيب بهم، والتأكيد على حسن استقبالهم وتوديعهم ومعاملتهم المعاملة الحسنة التي تعكس القيم العربية والاسلامية الاصيلة في الضيافة وذلك منذ وصولهم الى اراضي المملكة العربية السعودية وحتى مغادرتهم لها ليحملوا معهم افضل الانطباعات عن هذه الاراضي الطاهرة مهبط الوحي، ولكي تترك رحلة عمرهم – رحلة الحج – اثراً ايجابياً عن المملكة وعن انسان هذا البلد المبارك، ولتظل ذكرى جميلة يتذكرها الحاج طيلة حياته.
وفيما يختص بالشركات والمؤسسات الخاصة بخدمات حجاج الداخل فوزارة الحج على تواصل دائم ومستمر مع جميع هذه الشركات والمؤسسات الوطنية التي تقدم خدماتها لحجاج الداخل وذلك من خلال الادارة العامة لشؤون حجاج الداخل، ولتفعيل هذا التواصل البناء وتقنيته وتنظيمه بصورة اكثر قامت الوزارة في شهر رجب من عام 1434ه بتشكيل "مجلس تنسيقي لمؤسسات وشركات حجاج الداخل" ليعنى بتطوير خدمات حجاج الداخل والارتقاء بها وتذليل العقبات التي قد تواجهها.
كما ان هناك عدة خطوات للارتقاء بمعدلات الاداء في الشركات والمؤسسات الخاصة بخدمات حجاج الداخل ومنها اعادة هيكلتها واقتراح انظمة جديدة وتعديل بعض الانظمة واللوائح الحالية لتضييق الفجوة بين الواقع والمثال، انطلاقا من دور الوزارة لايجاد البيئة المناسبة للتنافس الشريف وتذليل المعوقات لتمكين مقدمي الخدمة من القيام باوادرهم بكل كفاءة واقتدار وكل ذلك يتحقق – بعون الله وتوفيقه – ثم من خلال تطوير الانظمة واللوائح واستخدام الواسع للتقنية وتقوية المؤسسات مالياً واداريا والالتزام بتقييم ممارسة المهنة.
من انجازات الوزارة لحج عام 1435ه مشروع الحج منخفض التكاليف كيف يقيم معاليكم هذه التجربة وهل من جديد بشأنها هذا العام؟
اطلقت وزارة الحج برنامج (الحج المخفض التكلفة) وذلك لتحقيق تطلعات ولاة الامر – ايدهم الله – وتلبية طموحات المسؤولين وذلك بعد ان تجاوبت اعداد مقدرة من الشركات معه، وبادرت بتقديم خدماتها لحجاج الداخل مراعاة لحاجة المواطنين والمقيمين من ذوي الدخل المحدود الراغبين في اداء فريضة الحج وتيسيراً عليهم لاداء النسك باقل تكلفة، عبر حملات منظمة من بعض شركات حجاج الداخل المرخص لها بتطبيق البرنامج مع وجود لجان ميدانية لرصد الخدمات المقدمة من قبل الشركات لحجاج بيت الله الحرام وتسجيل الملاحظات والتأكد من سير اعمالها وفقا لتوجيهات الوزارة وتم تشجيع الشركات والمؤسسات التي تسهم في تنفيذ هذا البرنامج.
كما تم – ولله الحمد – تسهيل اتاحة الخدمة لاكثر قدر ممكن من الراغبين في الاستفادة من هذا البرنانمج عبر زيادة المساحات المخصصة له، برفع طاقته الاستيعابية من 19 الف حاج في موسم حج عام 1434ه الى 41 الف حاج لموسم حج عام 1435ه بزياردة بلغت نحو 22 الف حاج وبنسبة بلغت 116% تمكنوا – ولله الحمد – من اداء مناسك الحج بعد ان تم استكمال تسجيلهم في الشركات المشتركة في هذا البرنامج عبر آلية الحجز الاكتروني المخصص لذلك، الذي اتاح جميع البيانات الخاصة بالشركات والمؤسسات المشاركة.
ولتحقيق مزيد من الرقابة اخضعت وزارة الحج نحو (60) متدرباً ومتدربة لورشة عمل تدريبية بعنوان "المراقبة الموجهة" خاصة بمراقبة برامنج الحج المنخفض التكلفة، والحج الميسر، وبعض مخيمات حجاج الخارج للالمام بطريقة آلية الضبط والتدوين على النمناذج، وكيفية التعامل مع حالات التبليغ وتقبل الشكاوى وملاحظات الحجاج وذلك بمقر فرع وزارة الحج بمحافظة جدة، كما اهابت بالمواطنين والمقيمين – وبالأخص من قاموا بالتسجيل في الحج المخفض خارج البوابة الالكترونية – التأكد من الشركات بشكل مباشر، وكذلك التأكد من العقد والاسعار المحددة في البرنامج.
في الموسم المنقضي حذرت الوزارة حملات الحج من التهاون فيما يظهر من الامراض الوبائية، فكيف كان التجاوب مع التعليمات ازاء هذا الموضوع وما اهم الملاحظات في هذا الجانب؟ وهل من جديد في الاستعداد لمواجهة المستقبل؟
– اود ان اؤكد على وجود تنسيق دائم ومستمر بين وزارات الخارجية والصحة والحج في الامور الخاصة بسلامة الحجاج، ومتابعة الحالات الصحية للحجاج والمعتمرين القادمين الى المملكة، وان هناك تواصل مستمر على كل الاصعدة فيما يتعلق بالجوانب الصحية والطبية للحفاظ على سلامة الحجاج ومتابعة قدوم الحجاج من الدول التي تنشر بها بعض الامراض الوبائية، واتخاذ كل التدابير اللازمة لذلك.
كما ان الوزارة تنقاش مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية احترازات مواجهة الامراض المعدية في موسم الحج وخاصة مرض "ايبولا" الذي تفشي مؤخرا في بعض دول غرب افريقيا وستنفذ كل ما تقدمه وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية من اجراءات احترازية لضمان سلامة الحجاج وخلو الموسم من الامراض الوبائية.
كما ان الجهة المعنية بالرقابة العلاجية والوقائية بشأن الاوبئة والامراض تتمثل في وزارة الصحة وذلك بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والحج مع وجود جهود مستمرة ومكثفة لمراقبة ومتابعة هذه الامور، وتقوم وزارة الحج بتنفيذ ما توصي به وزارة الصحة بهذا الخصوص.
هذا مع التأكيد على عدم وجود اي تأثير لهذه الاوبئة والفيروسات على مواسم الحج والعمرة حيث كانت الاوضاع الصحية للحجاج والمعتمرين مطمئنة جدا مع عدم وجود ما يدعو للقلق ولله الحمد.
معالي الوزير تناقلت وسائل الاعلام عزم وزارة الحج اطلاق شبكة الكترونية عالمية لطلبات تأشيرات العمرة واصدارها نرجو القاء الضوء على حيثيات هذا الموضوع واجراءات تنفيذه وما النتائج الايجابية لهذا الانجاز؟ وكيفية التنسيق مع وزارتي الخارجية والداخلية ووزارة الحج بهذا الخصوص؟
– نعم.. فانطلاقا من حرص وزارة الحج على اتاحة امكانية اداء العمرة لجميع المسلمين في كافة بقاع العالم وتسهيل الاجراءات اللازمة لذلك دون اخلال بالضوابط المعتمدة ونظرا لان هناك عدد من دول العالم لا يوجد بها متعهدون او وكالات خارجية تتولى تنظيم قدوم راغبي اداء العمرة منها وتكون مسؤولة عنهم، اما لقلة اعداد راغبي اداء العمرة او لعدم تحقيق هذه الوكالات الاشتراطات المطلوبة لتقديم خدمات المعتمرين ممتا يحتم ضرورة وجود آلية مناسبة لتنظيم قدوم هذه الفئة عبر الشبكة العالمية الالكترونية للعمرة، لذا فقد قامت وزارة الحج في بداية هذا العام بالتنسيق مع وزارة الخارجية بانشاء بوابة الكترونية خاصة لتنظيم قدوم هذه الفئة من راغبي اداء العمرة بحيث تقوم شركات ومؤسسات العمرة الرابغة في العمل في هذه الدول بعرض ما لديها من حزم خدمات تشمل السكن بمكة المكرمة والمدينة المنورة وسائط النقل، وآليات دفع قيم حزم الخدمات من خلال انظمة الدفع الالكتروني.. ويتم من خلال هذه البوابة استقبال طلابات التاشيرات لراغبي اداء العمرة من هذه الدول وتتولى وزارة الحج استكمال كافة الاجراءات غير المسار الالكتروني كالمعتاد، ويحاط مقدم الطلب بموعد مراجعة الممثلية السعودية في بلده لتقديم جواز سفره للحصول على التأشيرة المطلوبة.
من خلال عضوية الوزارة في لجنة الحج العليا، كيف ترون الجهود الكبيرة التي تبذلها اللجنة برئاسة سمو الامير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية في تطوير منظومة الحج؟
– تعد لجنة الحج العليا، من اللجان الوزارية المشتركة التي تتولى جميع مسؤوليات ترتيبات الحج في كل عام، ويرأسها صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتضم في عضويتها الوزارات والجهات ذات العلاقة باعمال الحج وينبثق منها لجنة الحج المركزية بمكة المكرمة برئاسة صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة المكرمة ولجنة الحج بالمدينة المنورة برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة.
وتقوم اللجنة بجهود كبيرة ومقدرة للاشراف على كافة الاعمال المتعلقة بالحج في المملكة العربية السعودية – تخطيطا وتنظيما، واشرافا، وتطويراً – وتقدم تقاريرها لمقام مجلس الوزراء والتي تشمل جميع مراحل خطة الحج العامة، بما في ذلك الجوانب الامنية، والادارية، والاعلامية والخدمات العامة التي توفرها الدولة لحجاج بيت الله العتيق، من حيث الرعاية الصحية، والعناية بتوفير وسائل النقل والمواصلات وسبل الاتصالات وغيرها من خدمات وتسهيلات.
لتتم موافقة خادم الحرمين الشريفين على توصياتها التي تعنى بشؤون الحج والحجاج، وتقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة لهم، والتي تخلص اليها خلال اجتماعاتها الدورية التي تعقد برئاسة سمو وزير الداخلية.
كما تعنى لجنة الحج العليا بالاشراف العام ومتابعة تنفيذ سياسة الدولة وخططها فيما يتعلق باعمال الحج، ودراسة ما يرد اليها من دراسات وتوصيات من وزارة الحج، بالاضافة الى ما يرفع من مجالس المناطق في المملكة العربية السعودية، من اقتراحات تتعلق بشؤون الحج والحجاج.
فهذه اللجنة التي يرأسها سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تضم في عضويتها كل من (وزير الخارجية، وزير الشؤون البلدية والقروية، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ووزير المالية والاقتصاد الوطني, ووزير الحج، ووزير الاقتصاد والتخطيط ووزير الثقافة والاعلام ووزير الصحة ووزير النقل ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني ورئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ومدير الامن العام والمدير العام للدفاع المدني).
كيف ينظر معاليكم للتعاون بين وزارة الحج والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وما هي تطلعاتكم لتعزيز هذا التعاون؟
– تأتي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ضمن القطاعات التي تقوم وزارة الحج بالتعاون والتنسيق معها ولتعبر الوزارة بمختلف اداراتها وقطاعاتها تعبر عن فخرها واعتزازها بهذا التعاون البناء واستثمار دور "الرئاسة" الرائد في ابراز الخدمات الجليلة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن.
وفي هذا السياق فقد تم بتاريخ 2 جمادى الاخرة 1425ه الموافق 3 ابريل 2014م توقيع مذكرة تفاهم بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ووزارة الحج بهدف التنسيق والتعاون وتضافر الجهود لتحقيق توجيهات القيادة الرشيدة بتقديم افضل الخدمات والتسهيلات قاصدي الحرمين الشريفين من حجاج ومعتمرين.
وهذه المذكرة تصب في روح التعاون البناء بين وزارة الحج "الجهة التي اوكل لها شؤون الحج والحجاج والمعتمرين وزوار مسجد رسوله الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم" والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، "التي تقوم بالمهام الفنية والخدمية للحرمين الشريفين" وتفتح افاق بعيدة للمضى قدما في هذا العمل الخير الذي ينطلق من توجيهات ولاة الامر – حفظهم الله -في تقديم افضل الخدمات للحرمين الشريفين وقاصديهما، والحرص على ان يؤدي الحجاج والمعتمرين والزوار مناسكهم وعباداتهم وزيارتهم بكل يسر وطمأنينة وتشمل عدة مجالات ادارية وفنية وخدمية بين الجهتين فيما يحقق مصلحة الحجاج والعمار والزوار، وتوعيتهم وارشادهم من خلال الاصدارات العلمية والكتيبات الارشادية التي تصدرها الوزارة والرئاسة وتحدد الاطر العامة لتحقيق التعاون البناء فيما يحقق المصالح العامة وفق البنود التي شملتها المذكرة، والتي وردت في طياتها، وفي مقدمتها التعاون فيما يتعلق بتأهيل العاملين في مؤسسات ارباب الطوائف – تأهيل شرعي ومعرفي – لخدمة الحجاج والالتزام بالانظمة والتعليمات التي تشرعها الدولية – رعاها الله – كما ان تنظيم المحاضرات والندوات العلمية وتبادل الزيارات واستضافة الشخصيات والمؤسسات بين الجهتين – كما ورد في بنود المذكرة – يجسد روح التعاون البناء من خلال تنفيذ البرامج وعمل اللجان التنسيقية لتفعيل هذا التعاون – ان شاء الله تعالى –
واكدت هذه المذكرة على مؤسسات الطوافة القيام – وعبر مكاتب شؤون الحج – بتوعية الحجاج بالالتزام بآداب الحرمين الشريفين وانظمتها واحكامها والاستفادة من خدمات الرئاسة المهيأة فيهما، وعلى التنسيق المستمر بين الرئاسة والوزارة مما يكفل اداء المناسك بكل يسر وسهولة، داعية الى اتمام الربط الشبكي بين الجهتين بهدف تبادل وتكامل المعلومات عن الحجاج والعمار والزوار وفق تنسيق يتم بين المختصين في هذا الخصوص والعناية بالتعاون من الناحية الاعلامية والتقنية وامكانيتهما المتاحة بين الجهتين لخدمة الحجاج والمعتمرين، والتنسيق بين الجهتين في مجال الترجمة واستثمارها في توعية الحجاج والمعتمرين بلغاتهم.
نقلاً عن مجلة (الحرمان الشريفان).