أوصى مجلس الشعب المصري بإعدام الخنازير في مختلف أنحاء البلاد خوفا من الانفلونزا المسماة باسمها على الرغم من أن المرض ينتشر بالانتقال من إنسان لآخر. ووافق المجلس بالإجماع على توصية من لجنته للشؤون الصحية والبيئية بإعدام جميع الخنازير على الفور وقال إنه "يوصي الحكومة بالقيام بهذه المهمة ويحملها المسؤولية في حالة تأخير تنفيذ القرار." وقال وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية وممثل الحكومة في المجلس مفيد شهاب إن الحكومة "ستأخذ توصية المجلس على محمل الجدية." لكن أعضاء في المجلس غضبوا لأن رده بدا لهم متأنيا في مواجهة ما يعتقدون أنه خطر عاجل يواجه البلاد. ومصر هي أسوأ الدول تضررا من انفلونزا أخرى هي انفلونزا الطيور خارج آسيا. وشهدت البلاد زيادة حادة في حالات الإصابة بانفلونزا الطيور في الأسابيع الأخيرة وبلغ عدد الاصابات في أبريل نيسان ثماني حالات إصابة جديدة وهو ما يعادل حالات الإصابة في عام 2008 كله. ومات في مصر 26 مريضا. ويقدر عدد الخنازير في مصر بمئات الألوف يربيها غالبا مسيحيون يجمعون القمامة. لكن النائبة المسيحية ابتسام حبيب قالت إنها لم تأكل لحم الخنزير في حياتها. وقالت "فلتعدم الخنازير.. فلتعدم الخنازير.. فلتعدم الخنازير." وصفق لها النواب. وحذرت النائبة المسيحية جورجيت قليني من إعدام الخنازير قبل توفير فرص عمل للعاملين بتربيتها. وقالت ساخرة "لو أعدمنا الخنازير سيأتي الزبالون إلى المجلس ليأكلوا النواب." ورد عليها العضو رجب هلال حميدة قائلا "لو جاءوا ليأكلونا سنأكلهم." وتكهنت وسائل الإعلام المكسيكية بأن الانفلونزا ربما كان مصدرها مزرعة خنازير بجنوب شرق المكسيك. ويقول مسؤولون إن الإصابة بالفيروس لا تحدث نتيجة تناول منتجات لحم الخنزير ولكن عدة دول حظرت استيراد لحوم الخنازير الأمريكية. وقرر أكثر من محافظ في مصر التخلص من الخنازير في محافظاتهم وتعويض أصحابها وقامت لجنة في محافظة المنيا الى الجنوب من القاهرة بإعدام 17 خنزيرا. وضمت اللجنة رجال شرطة وأطباء بيطريين ومسؤولين محليين. وقالت مصادر في المحافظة إنه جار تحديد حظائر الخنازير في القري التي تسكنها أغلبية مسيحية تمهيدا لإعدامها. وشددت سلطات المطار إجراءات الحجر الصحي خاصة على القادمين من المكسيك. ولم يمت أحد من انفلونزا الخنازير خارج المكسيك لكن العدوى أصابت أكثر من 50 شخصا في الولاياتالمتحدة وستة في كندا وثلاثة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي في إسبانيا واسكتلندا وكذلك شخصين في إسرائيل. وتجري اختبارات بشأن حالات محتملة في مناطق بعيدة مثل كوريا الجنوبية وأستراليا. ومن بين الأمور الغامضة التي تكتنف التفشي الحالي للمرض أن كل الحالات خارج المكسيك خفيفة نسبيا حتى الآن. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الانفلونزا تنتشر من خلال الانتقال من إنسان لآخر ولكنها لا تنصح بفرض أي قيود على السفر أو إغلاق للحدود. ويمكن الشفاء من هذا الفيروس السريع الانتشار إذا عولج بسرعة بأدوية مضادة للفيروسات ولكن لا يوجد أحد لديه مناعة طبيعية منه.