عندما تقترب ساعات الغروب في المدن والقرى السعودية , لابد وان تسمع على جنبات الشوارع باعة ينادون : " سوبيا – سوبيا " .. وهكذا تظل صرخات الباعة تتعالى , وجميعهم يريد لفت الانتباه اليه , لعله يظفر بأكبر عدد من الزبائن عند مساء رمضاني , والواقع أن مشروب " السوبيا " كان ومازال ذلك القدح الاثير لدى عدد ليس قليل من الصائمين , ولم تعد السوبيا في حقيقة الامر مرتبطة بالمدن الحجازية وحسب , بل لقد وصل المحتفون بها الى معظم المدن السعودية , وقد رأيت ذلك بنفسي في منطقة الباحة , وفي الطائفومكةالمكرمةوجدة . حيث ينتشر الباعة هناك على جنبات الشوارع , يعرضون ذلكم المشروب الأثير في ساعات ما قبل ارتفاع اذان صلاة المغرب , في كل يوم من أيام شهرنا الفضيل رمضان المبارك. أنواع مختلفة وهناك انواع مختلفة من مشروب السوبيا، وذلك تلبية لرغبات الزبائن ,صحيح أن عشاق السوبيا واخواتها الزبيب والتمر الهندي وغيرها يتم تناولها في كل الشهور , الا أن الذاكرة الجمعية جاءت كما لو ارتبط هذا المشروب في أذهان كثير من الناس بشهر رمضان المبارك ، وبالرغم من وجود محلات كثيرة في المدن والبلدان السعودية لبيع هذا المشروب طيلة العام ، إلاّ أن شهر رمضان المبارك صار منذ سنوات بعيدة، يمثل موسماً مزدهراً لتجارة هذا المشروب . عبوات جاهزة ويتم اعداد السوبيات في عبوات مختلفة، منها ما هو اكياس بلاستيكية، وهناك جالونات صغيرة وهكذا.ويظل من اللافت ان كثير من باعة السوبيا يقومون بعرضها للبيع في أماكن ناشئة جديدة لشهر رمضان فقط , حيث يقوم الواحد منهم بنصب مناضد ومواقع للبيع خارج محلاتهم ، ويزينونها بالانوار والاقمشة المزركشة كنوع من لفت انتباه الزبائن نحوهم، كما ينشئ آخرون ممن ليس لهم محلات ثابتة نقاط بيع على جنبات الكثير من الشوارع لبيع السوبيا، التي يتم تعبئتها في اكياس بلاستكية ويضعونها في براميل من البلاستك وسط قوالب ثلج ، وتكون اسعارها بين10 – 15 ريالا لكل عبوة. جنبات الشوارع وخلال جولة ل " البلاد " على عدة أحياء داخل جدة في شرقها وجنوبها وايضا مشاهداتنا من خلال رؤية باعة السوبيا في منطقة الباحة رأيت باعة كثر للسوبيا في محلات ثابتة , وفي نقاط بيع مؤقتة على جوانب الشوارع وداخل الاحياء , ويتم البع من بعد صلاة العصر واحيانا قبل ذلك وحتى قبيل ارتفاع اذان صلاة المغرب، حيث تنشط الحركة الشرائية للمأكولات والمشروبات الرمضانية في كل مكان من المدينة .. صاحب احدى المحلات بحي الجامعة قال لي : ان الطلب يتضاعف على السوبيا في رمضان بشكل واضح , ولذلك فانه يزيد من الكمية المعروضة لمواجهة الطلب الكثيف على مشروبه، الذي قال انه عدة انواع مختلفة .. فهناك السوبيا العادية وهي لونان الاول ابيض طبيعي ، والثاني أحمر بعد اضافة اللون له .. وهناك ايضا ما يعرف ب "الزبيب " ولونه غالبا أحمر، وهو من اكثر الانواع التي تلقى رواجاً بين الزبائن وخصوصا في رمضان.. وهناك التمر الهندي ، وغير ذلك من الانواع ، وتقدم السوبيا مثلجة او باردة كما هو معروف ، ويقول انه يستحسن شربها أولاً بأول ، لأن تأخر شربها يوماً أو أكثر يغير من مذاقها بعض الشيء او يفقدها جودتها . مستوى الاسعار وعن الاسعار والمشترين ، وجدنا أن العبوة البلاستكية الواحدة من مشروب السوبيا أو الزبيب، لها سعر معين ولكنه يختلف في بعض الاماكن ربما باختلاف نوع المحتوى وجودته كما يقول الباعة، ولكن معظم العبوات تكون بسعر عشرة ريالات ، ووجدنا أصحاب سيارات متجولين وقد فتح الواحد منهم شنطة سياراته، وبداخلها برميل به كميات من السوبيا، قال إن السعر عشرة ريالات، لان بضاعته اكثر جودة وافضل مذاقاً، وكان هؤلاء الباعة ينتشرون على جنبات الشوارع، وبعضهم يتخذ مكاناً معروفاً يظهر فيه كل رمضان فقط , واحدهم وجدته قرب تقاطع جسر الجامعة مع طريق الحرمين . زبائن متنوعون والواقع ان الزبائن متنوعون امام مشروب السوبيا فهناك اذواق مختلفة واناس لهم مشروب يختلف عن الآخر ولهذا كان زبائن السوبيا متنوعون , فقد رأيتهم خليطاً من الشباب وكبار السن، حيث أن هناك أناساً اعتادوا على تناول السوبيا أو الزبيب مع وجبة الافكار الرمضانية كتقليد درج عليه سنوياً، وصار عادة رمضانية، وضمن مفردات سفرة، الافطار عنده, بل إنه لا يجد المتعة الا بتناول قدح من السوبيا المثلجة مع وجبة الافطار الرمضاني . مكةوجدةوالطائف واشتهرت السوبيا كما قال لي عدد من الباحة في اسواق مكةالمكرمة اولا ثم انتشرت الى اسواق جدةوالطائف ثم المدينة وغيرها من مدن الحجاز. وتعارف محبو السوبيا على عدة اسماء محدودة ومشهورة بعينها , لمحلات معروفة بالاسم في مكةالمكرمة ، قال لنا عدد من المشترين، انها تمثل افضل انواع السوبيا في المملكة، حتى إن الباعة الجائلين للسوبيا، قد رفع عدد منهم يافطات تحمل اسماء تلك المحلات المشهورة في مكة، ولا أحد يعرف بالضبط هل هي قادمة فعلا من تلك المحلات المكاوية، أم إنها دعاية مجيرة منهم للافادة من شهرة تلك المحلات وترويج محلاتهم.