إذا كان هناك من شريحة اجتماعية بحاجة للاهتمام والرعاية الاستثنائية من كافة قطاعات الدولة فهي شريحة ربات البيوت .. يكرسن كل جهودهن وأوقاتهن ويهدرن كافة طاقاتهن من أجل حياة طبيعية ومستقرة لنا .. بقية شرائح المجتمع ، فربات البيوت لسن مجرد سيدات عاطلات يتوارين خلف جدران بيوتهن بلا فائدة أو تأثير في مسيرة النهضة وديناميكية البناء الوطني والتقدم الحضاري كما يحلو للبعض وصفهن ، بل هن كما الشموس التي في أفلاكها تدور كافة الشرائح المجتمعية ، والأريكة المريحة التي تمتص أوجاعهم وهمومهم ووخز ضمائرهم ، إنهن أولئك اللاتي لا يحملن شهادات في الطب أو التمريض أو التدريس أو الهندسة ، لكنهن الطبيبات في منازلهن والممرضات كلما لزم الأمر ، المعلمات والمربيات في كل وقت ، أكثر من يهندس كل تفاصيل متطلبات الحياة الأسرية ، هن الإداريات بالفطرة .. وهن وصيفات الضيافة ومتعهدات المناسبات والاحتفالات الخاصة ، هن الطهاة وعاملات النظافة .. هن الدفء والابتسامة والشعور الآمن في الشتاء ، وهن الظل والبهجة والأمل في الصيف .. هن نسائم المودة والحب والرحمة .. هن السكن والاستقرار والطمأنينة .. إنهن الشريحة الأكثر تآكلاً لأجل الجميع دونما مناً منهن أو أذى ، ودونما أن يشعر بهن أحد إلا من استفاق فجأة وألفى بيته خالياً من ربته . إن المتأمل لأوضاع هذه الشريحة بشيء من الحيادية والإنصاف لا يسعه إلا أن يقول أنهن خارج تغطية الاهتمام تماماً .. لا رواتب ولا مكافآت ولا حوافز ، كل اعتمادهن على الله تعالى ثم على إنسانية أزواجهن التي ليست على الدوام معيارية وثابتة !! إنما تتأرجح حسب مزاجية الزوج وحالته النفسية ، حتى وإن كانت نفسية بعض الأزواج طبيعية ومزاجه رايق فلا أظن بأن غالبيتهم في منأى عن كابوس الأزمات المادية ، فما من زوج تقريباً إلا وقد تكبلت يداه في الديون والالتزامات البنكية المؤجلة ، ناهيكم عن حالات ارتفاع تكاليف الحياة ومتطلباتها يوماً بعد يوم ، هذا باستثناء من كان راتبه في الأساس ضعيفاً و(على قد الحال) ، ما يعني أن مسألة إنسانية الأزواج مع زوجاتهم ( ربات البيوت) مسألة واهية وهشة وضيقة وليست ذات اعتبار مطلقاً ، لذا كل أملي من القادة الكرماء في هذا الوطن الكريم..ألا يتركوا هذه الشريحة الاجتماعية الغالية في حياتنا بلا لمسة وفاء مالية تصرف لهن شهرياً ، ليس المطلوب رواتب ضخمة رغم أحقيتهن بذلك ، إنما مجرد مصروف بسيط للجيب..للحاجة المستعجلة..لشحن الجوال..لأي أمر كان .. المهم ( حاجة تنقط عليهن كل شهر ) يشعرن معها بأنهن ذوات قيمة وتقدير..فليس أجمل من وطن يحسسك أنك على البال دائماً ولو بألفي ريال شهرياً. @ad_alshihri [email protected]