قد يحدث أنك تسعى إلى طريق من لا يريدك، وتميل عن طريق من يريدك، وقد تفعل المستحيل لمن لا يريدك ، ويفعل لك المستحيل من يريدك، وتشق طريقك على وجهك إلى من لا يريدك ، ويشق طريقه على وجهه من يريدك ، والطريق طويل، طويل جداً ، والشمس حارقة، فتموت لأجل من لا يريدك، ويموت لأجلك من يريدك ! – هذا الأمر يجعلنا في غاية الحيرة ، ويجعلنا نتسائل من القاتل ؟ فهذا يرى أنه مقتول وهذا يرى أنه مقتول ، يا هذا! قاتلك مقتول، وقاتله مقتول، لكننا نريد القاتل الحقيقي ! – من القاتل ؟ – أنت القاتل عزيزي القارئ، نعم أنت. – أنت من تقتل الإنسان – أي إنسان ؟ – أنت من تقتل الإنسان الذي في داخلك! – هيه يا قاتل! ردد معي قول المتنبي : وأنا الذي اجتلب المنية طرفه فمن المطالب والقتيل القاتل. – إذا تأملت يوماً عزيزي فأنك سترى أن الإنسان يقتل بعضه بعضا حتى يموت كلياً. لا تأخذ بقول ابن المعتز فأني أرى في قولة أثرة على نفسه عندما قال : ( فَابْكُوا قَتِيلا بَعْضُهُ قَاتِلُهْ ) ، ليته قال : فابكِ قتيلاً أنتَ قاتله ! – لا تتعلل بالاخرين فكل الذي يحدث لك هو من جريرة يديك، بتأملك وبتفكرك بالامور التي تقتلك عن طريق الأجزاء ، بينما أن الأمر برمته لم يكن يتطلب كل هذا التأمل والتفكر. – الحياة نقيض الموت، والحياة تريدنا ونحن نريدها، فلا تقتل نفسك وأنت على قيدها !