- أيمن السهلي - جدة نظمت شعبة التراث العمراني بالهيئة السعودية للمهندسين بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار والمجلس البلدي بمحافظة جدة والجمعية السعودية لعلوم العمران، مساء أمس السبت برنامجا لزيارة ميدانية لمسجد الشافعي بجدة التاريخية، كما أقامت محاضرة علمية بعنوان " الجوانب الفنية في ترميم مسجد الشافعي بجدة " ألقاها الدكتور صالح لمعي مصطفى مدير عام مركز إحياء تراث العمارة الإسلامية بالقاهرة والمشرف على ترميم المسجد، بمشاركة وحضور عدد من المختصين والمهتمين في التراث العمراني والإعلاميين. وقد انطلق البرنامج المعد للزيارة من أمام بيت نصيف التاريخي، حيث تولى المهندس طلال عبدالله سمرقندي عضو مجلس شعبة التراث العمراني بالهيئة السعودية للمهندسين قيادة المشاركين إلى مسجد الشافعي وقدم خلالها نبذة عن مدينة جدة وتاريخها ومميزات مبانيها ورواشينها وبرحاتها، بالإضافة إلى التعريف بأصالة تقاليدها وعاداتها القديمة المتوارثة. وأكد الدكتور صالح مصطفى انه لا بد عن بداية أي مشروع ترميم من القيام بدراسة تاريخية ومسحية للموقع الأثري المراد ترميمه وقراءة جميع النقوش والكتابات على الجدران وتفسيرها، مشيراً إلى أن المسجد تعرض لتدهور شديد وتعديات قام بها من يريد الإصلاح ولكنهم للأسف لم يكونوا متخصصين في هذا المجال، مبيناً أن نتائج التحاليل للمكونات الأساسية المستخدمة في المسجد قديماً بينت أنها تحتوي على 28% رمل و 10.3% جبس و 61.7%. وكانت المحاضرة قد بدأت بكلمة للمهندس أيمن زريعة عطية الله الشيخ رئيس مجلس شعبة التراث العمراني بالهيئة السعودية للمهندسين وكلمة للأستاذ عمر طيبة نيابة عن المجلس البلدي بجدة، كما تم في نهاية المحاضرة تكريم عدد من الجهات الداعمة وفي مقدمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار تسلمها المهندس سلطان فادن مدير مكتب الآثار بجدة. ويعقد أهالي جدة آمالهم وحلمهم الكبير في نجاح مشروع ترميم مسجد الشافعي أو كما يسمى أيضاَ بالجامع العتيق بجدة، حيث أنه يحتل أهمية خاصة كونه أقدم مساجد مدينة جدة، يعتبر أول مشروع لترميم مبنى تراثي مصنف على الطريقة المعتمدة العلمية لدى اليونسكو، وسيتم الاستفادة من تلك التجربة عند ترميم المباني التراثية الأخرى في المنطقة التاريخية في جدة. ويجري العمل في مشروع ترميم المسجد حاليا تحت إشراف فريق عمل فني وخبراء عالميين. تجدر الإشارة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد أعلن أثناء زيارته لجدة التاريخية لافتتاح فعاليات ملتقى التراث العمراني الأول الذي أقيم مطلع عام 1433م بجدة بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تبنى ترميم أول مسجدين تاريخيين في جدة التاريخية هما مسجد الشافعي ومسجد المعمار واللذين بدأ الترميم فيهما فعلياً مؤخراً. وتؤكد الهيئة العامة للسياحة والآثار اهتمامها بمشروع ترميم مسجد الشافعي ليتكامل مع مشاريع التأهيل الجاري تنفيذها في جدة التاريخية، وتنفذ هذا العام مشاريع في جدة التاريخية بأكثر من 50 مليون ريال منها تقديم الخدمات الاستشارية لترميم المباني التاريخية في منطقة البلد وتركيب وتوريد أعمدة الإنارة وإنشاء مواقف وأرصفة للسيارات، تنظيف وصيانة المنطقة التاريخية صيانة وترميم المباني والمتاحف في المنطقة التاريخية، مشروع ترميم وصيانة سبعة مباني تراثية ضمن نطاق بلدية جدة التاريخية, مشروع ترميم وصيانة سبعة وعشرون مبني تراثي ضمن نطاق بلدية جدة التاريخية ، مشروع الدراسات لترميم وصيانة وإعادة تأهيل مائتي مبنى شعبي ضمن نطاق بلدية جدة التاريخية. كما تبذل الهيئة جهودًا كبيرة في منطقة جدة التاريخية، في إطار مشروع تطوير وإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية، الذي تعمل عليه الهيئة بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وانطلاقًا من حرص الهيئة على تطوير هذه المواقع التاريخية المهمة والمحافظة عليها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي واقتصادي، حيث تهدف الهيئة من مشروع تطوير جدة التاريخية إلى المحافظة على المنطقة وتأهيلها وتنميتها عمرانيًا وثقافيًا واقتصاديًا بأسلوب مستديم، يُبرز معالمها وتراثها العمراني والثقافي، ويشجع الملاك على حماية ممتلكاتهم.