لظرف مرضي لاحد الاصدقاء تواصلت مع عدد من المراكز الصحية والمستشفيات في "الهند" لوجود مراكز يقال انها تقدم مستوى صحياً متقدماً خاصة في ما يتعلق بالضعف في الاعصاب او الشلل والعلاج عن طريق "زيوت" ولهذه المراكز او يمكن يقال عن بعضها "المحلات" نشرات وصور للدعاية حتى ان بعضها يُعالج جميع الأمراض عبر الزيوت ومواد خاصة بهم.. قبل ثلاثة اشهر نقل لي احد الاصدقاء ان صديقه ذهب لاحد المراكز مصابا بما يشبه الشلل الكامل حتى انه سافر محمولا على كرسي خاص لعدم استطاعته السير على قدميه وبعد حوالي ثلاثة اشهر عاد للمملكة يسير على "عكاز" ثم بعد مرور نصف عام تعافى لأسباب علاج "المروخ" .. اجريت اتصالا بأحد هذه المراكز في "كيرلا" ووجدت ان تكلفة العلاج والسكن والمطعم لمدة شهر لا تزيد عن عشرة آلاف ريال سعودي ومن يرغب بمستوى افضل تصل التكلفة الى 12 ألفا فقط للمريض والمرافق.. المشكلة ان اقارب واصدقاء سافروا الى هناك واكثرهم يحمل ثقافة ومعرفة وساهموا للأسف في "تضليل" الناس وشجعوا العشرات بل المئات للسفر خاصة مع قلة التكلفة. دعاية مجانية وزاد من تضليل الناس قيام شاب بنشر مقطع فيديو يشجع فيه الناس على الذهاب لمركز صحي اظهر اسمه وصور الاطباء الذين يعالجون القلب والشلل بمواد خاصة بهم يتم حقنها في جسم المريض وانت تشاهد الفيلم تكتشف ان المركز الذي يُعالج هذه الامراض التي تعتذر عنها مستشفيات امريكا والمانيا وبريطانيا عبارة عن غرفة وسرير ومكتب للطبيب ومريض "ملقى" على السرير ويقول انه خلال يومين شعر بتحسن في القلب وصاحب الدعاية يتحدث بأسلوب يُغرر بالناس وقال ان المدينة التي عالج فيها "عمه" امتلأت مساكنها بالمرضى واسرهم واكثرهم من دول الخليج.. وبعد اسبوعين شاهدت مقطعاً آخر يتحدث فيه شخص سعودي يُصحح الخدعة التي وقع فيها كثير من الناس بوجود علاجات واجرى احاديث مع بعض المرضى الذين لم يجدوا أي تحسن وكسبت هذه "الدكاكين" ملايين الريالات والدولارات حتى ان احد الاخوة حدثني ان التنافس قائم بين هذه المراكز وقد عرفوا ان العرب يمكن ان يصدقوا كل شيء فأصبحوا يقدمون خدمات اضافية ضمن مجموعة الامراض وبسعر "تنافسي" ولازال الناس يواصلون اتصالاتهم والحجز الذي لا يتوفر في بعض هذه المستشفيات الا بعد اشهر وبعضها يشترط البقاء 40 يوماً والعودة لهم بعد ستة اشهر ولهذه المراكز مواقع وصفحات عبر "النت" وقد نفعت في بعض الحالات التي تحتاج لشيء من العلاج الطبيعي الا ان تأكيد بعض الذين ذهبوا الى هناك وجدوا تحسناً جعل الطلب على هذه المراكز كبيراً ادى لاعتذار بعضها عن استقبال المرضى.. اردت هنا ان اوضح "معاناة" صديقي وغيره واتمنى من وزارة الصحة التدخل لتوعية الناس خاصة وهي تستطيع ان تقف على مستوى هذه المستشفيات التي تعالج جميع الامراض بالأعشاب والزيوت ووجود السكن الذي يبدأ من غرفة بدون مكيف الى غرفة وصالة بمكيف وغسالة ملابس ومطعم يقدم الاكل الهندي كل ذلك مهما كان المرض ولمدة شهرين مع المرافق و"الكاري" بأقل من 20 الف ريال اما ما يحصل بعد ذلك فلا يعنيهم بشيء وتبقى مراكز امريكا والمانيا وغيرها تنتظر الزبائن او المتضررين من الزيت والأعشاب.