مازال مسلسل الموت في خزانات الصرف الصحي حالة قائمة في مجتمعنا بشكل عام وفي جدة بشكل خاص، الأمر الذي أثار ولازال يثير أسئلة ساخنة عن السبب وراء هذه الحوادث المروعة التي تنتهي غالباً بالموت، ومن المسؤول عنها، ومتى يتم وضع حد نهائي لها؟.. (البلاد) طرحت هذا الموضوع على بساط النقاش مع عدد من المواطنين الذين أكدوا انزعاجهم الشديد من تواصل حلقات هذا المسلسل الدرامي، وطالبوا بوضع تشريعات واضحة ضد المتسببين وسن تنظيمات آمنة لخزانات وفتحات الصرف الصحي، وانهاء مشكلة غياب شبكة الصرف الصحي عن جدة.. وهنا تفاصيل ما تحدث به الينا المواطنون.. وقد تحدث لنا كل من المواطنين عبدالله علي الصائغ وابراهيم مصطفى شلبي، وطلال حسن غريب، فقالوا: ان مشكلة حوادث الصرف الصحي في جدة قد زادت مؤخراً واصبحت حالة مقلقة للغاية والأمر الذي يوجب على الجهات الرسمية فتح هذا الملف بكل جدية، وعدم اغلاقه الا بعد دراسة وعرض واقتراحات وحلول ناجحة، تكون كفيلة بالحد من هذه الحوادث المؤلمة والتي سببت فجائع اجتماعية وانتهى اغلبها بالموت لاطفال وشباب وطلاب مدارس وعمال. وقالوا : لعلنا نتذكر ما حدث الاسبوع قبل الماضي عندما سقط طفل في شارع ام القرى بشمال جدة في خزان للصرف ولم يتمكن غواصو الدفاع المدني من انتشاله الا بعد ان فارق الحياة، في مشهد درامي مؤلم، كان له اكبر الاثر على كل من رأى او سمع عن تلك الواقعة الصعبة، التي هزت مجتمع جدة. واضافوا : ان تلك الحادثة تأتي بعد حادثة سبقتها بأشهر قليلة لطالب بالمرحلة الثانوية هو الطالب عبدالله الزهراني الذي ابتلعته فتحة خزان صرفي صحي امام مدرسته بجنوبجدة عندما كان خارجاً من المدرسة وهي الحادثة التي هزت المجتمع بعد وقت قليل ايضا من حادثة المواطن (منشو وابنه) في شاعر التحلية والذين سقطا تباعاً في خزان صرف صحي ليكون الموت هو نهاية اولئك الثلاثة في مشهد غريب لم يتم بعد وضع النقاط على الحروف. وشددوا على اهمية ان تقوم الجهات الرسمية بوضع حل لهذه الاشكالية التي صارت تتكرر من دون توقف ، الامر الذي يفتح فرضية سقوطات جديدة لأناس آخرين في المستقبل القريب ان لم يتم تدارك الامر بجملة من الحلول العملية الصارمة والواعية والمخلصة وذلك من قبل كل من امانة جدة وشركة المياه الوطنية والمجلس البلدي وغيرها من جهات الاختصاص الرسمية. موضحين ان تقاذف المسؤولية بين هذه الجهات كل جهة ترمي بالمسؤولية على غيرها، او انها تتبرأ منها، لا يفيد المجتمع بشيء ولا يعجل بنهاية حاسمة حازمة لهذه القضية المهمة المتعلقة بأرواح الناس وحياتهم، حيث انه لا أمل للحياة غالباً في كل نفس تسقط في خزانات الصرف نتيجة لانها خزانات عميقة وايضا هي ذات مواد شديدة السمية ولا يتحملها احد لعدة دقائق. وأبدوا دهشتهم من عدم قيام المسؤولين في جدة بعقد اجتماع مهم على ضوء الحوادث الاخيرة لهذه الخزانات ومنتجات الموت التي تعلوها، يكون من شأنه وضع حلول لعل من بينها وضع شبك على هيئة حوض بعمق لا يزيد عن نصف متر لكل فتحة صرف صحي ، يكون ملزماً لكل صاحب عمارة في جدة، مع اعادة النظر في اغطية تلك الخزانات والتي يكون عدد منها غطاء خفيفاً يسهل تحريكه، او انه يسهل سرقته من قبل لصوص يتاجرون به في سوق الخردوات مطالبين باشتراطات ان يكون الغطاء سميكاً جديداً وغير قابل للحركة بسهولة او حتى السرقة او حتى وضع اقفال على فتحات الصرف الصحي. كما طالبوا الجهات الرسمية بمراقبة شديدة وواسعة ودورية لفتحات الصرف الصحي وكتابة تقارير أولية مباشرة عنها في محاولة لمعرفة اطوالها وضعفها من قوتها ووجود الاغطية من عدمها ومطابقتها للاشتراطات الآمنة مع التشديد على سائقي شاحنات سحب الصرف الصحي بعد العمل الا بعد الثانية ليلا حتى لا تكون فتحات الخزانات عرضة لسقوط احد فيها وقت حركة الناس كما يجب التنبيه الشديد على اولئك السائقين بوضع سياج مربع حول فتحة الخزانات خلال سحب المياه منه لا يمكن لاحد تجاوزها مع إلزام كل مخالف بعقوبة صارمة. وتساءلوا عن السبب الذي اخر ويؤخر اتمام انجاز شبكة الصرف الصحي في مدينة مهمة مثل جدة لا يغطيها حاليا الا حوالي 20 % من شبكة الصرف الصحي بينما مازال 80% من المدينة بدون شبكة وبالتالي فالمواطنون فيها يعتمدون على البيارات او خزانات الصرف الصحي ، مبدين دهشتهم من تأخر هذا المشروع المهم، والذي كلما جاء مسؤول قدم وعداً بانجازه خلال سنوات قريبة ثم يحدث ان تمضي المدة بدون انجاز، ليأتي مسؤول آخر بوعود أخرى مماثلة وهكذا.. مشددين ان هذا المشروع يعد جزء من المشكلة فلو تم انجازه لانتهت ظاهرة البيارات ولتوقفت حكاية سقوط الموت منها للشباب والاطفال والعمال.
طفل الخمس سنوات سقط طفل عمره خمس سنوات في خزان للصرف الصحي بجدة في شارع ام القرى في يوم 9 مايو 2015 وانتشله الدفاع المدني جثة هامدة بعد 8 ساعات من العمل المضنى والبحث والغوص المتوالي من قبل غواصي الدفاع المدني حتى تم الوصول الى جثته بعد ان فارق الحياة. عامل في العقد الثالث وفي يوم 6 يناير 2015م لقي مقيم حتفه في خزان مياه في حي النخيل بشرق جدة بعد سقوطه فيه وكان العامل من المقيمين اليمنيين في المملكة في العقد الثالث من عمره وكان الخزان الذي سقط فيه بعمق 4 امتار وبأبعاد 8×5م .. وتبين انه سقط في الخزان من خلال فتحة حديثة الانشاء في سقف الخزان بالقرب من الفتحة الرئيسية. الطفل منشو ووالده وفي يوم 11 اكتوبر 2014م شهد شارع التحلية بجدة فاجعة اخرى مؤلمة وهي سقوط الطفل محمد علي منشو في فتحة خزان للصرف الصحي فور خروجه مع والده من احد الاماكن التجارية وعلى الفور لم يتمالك الاب نفسه (علي) فنزل للحفرة وراء ابنه محاولا انقاذه الا انه لحقه ولقي حتفه ذلك في ذات المكان واللحظة.. وتقاذف المسؤولية حينها عدة جهات (الامانة) المياه، صاحب البناية). مقيم افريقي بالصفا وفي يوم 29 يوليو 2013م لقي مقيم افريقي حتفه في خزان للصرف الصحي في حي الصفا بجدة وتم انتشال جثته من قبل الدفاع المدني وكان الخزان تابع لاحد المراكز التجارية شمال جدة وبعمق 5 امتار.. والمقيم من الجالية الافريقية ويبلغ من العمر 34 عاما، ولم يتمكن الدفاع المدني من انقاذه الا بعد ان فارق الحياة بعد ان باشرت الفرق الرسمية والاسعافية الحادث في حينها. طفل الثماني سنوات بالنزهة في يوم 30 مارس 2015 م سقط طفل عمره ثماني سنوات في خزان للصرف الصحي في حي النزهة بجدة تابع لبناية من ثلاث ادوار بعمق ثلاثة امتار وكانت العمارة مأهولة وفيها ايضا اعمال ترميم ومع كل جهود الدفاع المدني في محاول انقاذ حياة الطفل الا كل المحاولات ذهبت ادراج الرياح ولم يتم الوصول له الا وهو قد فارق الحياة. طالب الثانوية الزهراني وفي يوم 16 نوفمبر 2014م ابتلعت حفرة للصرف الصحي الطالب عبدالله الزهراني من طلاب مدرسة سعيد بن حبين الثانوية في كيلو 14 جنوبجدة بسبب هشاشة غطاء الحفر الخاصة بالصرف الصحي بجوار سور المدرسة ولقي الطالب حتفه فور سقوطه رغم جهود الدفاع المدني لإنقاذه وكان الطالب الزهراني في سن ال 17 من عمره كأكبر اشقائه سناً. طفل النسيم بجدة وفي يوم 14 مارس 2014م لقي طفل عمره 8 سنوات حتفة في خزان للصرف الصحي بحي النسيم في الوسط الشرقي من جدة .. وافاد الدفاع المدني في حينه بأنه وصل مباشرة للموقع بعد تلقي بلاغ بسقوط طفل في خزان صرف صحي بحي النسيم وبعد الوصول للموقع اتضح وجود الجثة داخل الخزان لعمارة مكونة من ثلاثة ادوار وتم نزول الغواصين داخل الخزان وانتشال الجثة بعد فراق صاحبها الحياة.