السودان على مشارف مرحلة جديدة قد تخرجه من وهدته إن أحسن إدارتها في ظل تدني التجاوب الشعبي مع أطروحات الحزب الحاكم رغم فوزه في الانتخابات الأخيرة بأغلبية المقاعد القومية والولائية مما يؤهله لقيادة البلاد لخمس سنوات قادمة. التحديات التي تواجه الحزب عديدة على رأسها تقاسمه السلطة مع شركائه الذين خاضوا الانتخابات معه.. ولو بنسب محدودة وإن كانت التجارب السابقة قد أثبتت أن هذا الأمر قد خضع للمجاملات والترضيات ولم يمس كثيراً المصلحة العامة مما أفرز تضخماً في الوظائف التنفيذية والدستورية والقيادية على كافة المستويات وبالتالي إرهاق ميزانية الدولة التي تعاني أصلاً من تبعات الحصار والحروب والنزاعات المسلحة. ومن التحديات أيضا تعيين ولاة 18 ولاية بعد أن طلب الرئيس عمر أحمد البشير من المجلس الوطني تعديل الدستور ليتم تعيين الولاة بدلاً عن انتخابهم لتفادي التجربة السابقة التي أججت المشاعر القبلية في بعض الولايات يضاف إلى ذلك فوز عدد مقدر من المستقلين وتطلعهم إلى موطئ قدم في مسالك السلطة وأيضاً الوضع الإداري في ولايات دارفور واقناع الحركات المسلحة بالانضمام إلى ركب السلام وتحجيم الصراعات القبلية بنزع السلاح وإعلاء قيم المصالحات. وكان السودان قد شهد في الفترة الماضية تخلي عدد من قدامى قيادات الحزب الحاكم عن مقاعدهم الوزارية لإتاحة الفرصة لجيل الشباب إلا أن المردود كان قليلاً لذا قد يفكر البعض في العودة مجدداً وقد تظهر وجوه شابة جديدة. ولعل من أكبر التحديات ذات الأثر الحاسم في الاستقرار والوصول إلى بر الأمان استكمال الحوار الوطني الذي ما زال يراوح مكانه رغم أهميته في رسم مستقبل البلاد والتوافق على هويتها ودستورها الدائم والفصل في قضايا السلام والاقتصاد والترتيبات السياسية. نأمل أن يستشعر الجميع عظم المسؤولية لتجاوز هذه الفترة الحرجة ليسترد السودان عافيته ويحبط كيد أعدائه والمتربصين به.