تابعت عن قرب نشأة كلية الاعلام في مصر وهي اول كلية متخصصة لتخريج الاعلاميين في مصر وكان ذلك في عام 1971 ميلادية وكان صاحب هذه الفكرة هو الصحفي والكاتب المصري المعروف جلال الدين الحمامصي .. وتخصصت هذه الكلية في تخريج ثلاث تخصصات هي اقسام (الصحافة) و(العلاقة العامة) و(الاذاعة والتلفزيون) وكان عدد طلاب هذه الدفعة 200 طالب تم توزيعهم على الشعب الثلاث بعد اجتياز اختبارات تحريرية وشفهية "صعبة " للتعرف على قدرات هؤلاء الطلاب فيما اذا كانوا يصلحون للعمل في الصحافة والاذاعة والعلاقات العامة ام لا ومن اجتياز هذه الاختبارات تم قيده للدراسة بأول كلية للاعلام في مصر وبالفعل وصل عدد كبير من هؤلاء الطلاب الى مناصب رئيس التحرير في الصحف القومية او الخاصة او مدراء التحرير او نواب رؤساء التحرير نظراً للاختبار الجيد الذي طبق عليهم. بعدها قامت العديد من الجامعات العربية ومن بينها جامعات الأزهر وجامعات المملكة في إنشاء (اقسام للأعلام) لتخريج شباب صحفيين ليعملوا في الحقل الصحفي .. ولقد تابعت عن قرب إنشاء (قسم الصحافة) في كلية الاداب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الذي ارسل لنا دفعة من الطلاب للتدريب في (صحيفة البلاد الام) وكان من بينهم الدكتور غازي زين عوض الله والزملاء الاعزاء عبدالله خوجة بكة وعبدالرحمن عبدالواحد ونبيل العشري (السفير الآن بالخارجية السعودية) وعبدالرحمن عبدالملك الذي عمل فيما بعد في وكالة الانباء السعودية وكان يرافقهم الاستاذ (ثاقب) للتدريب العملي في جريدة البلاد. والحقيقة ان كليات الاعلام تخرج الصحفي "الكشكول" الذي الم بكل فنون العمل الصحفي ولكن تخصص الصحفي في مجال معين لا تقوم به وعندما جئت الى العمل في هذه الجريدة قبل سنوات بعيدة حاولت تطبيق مبدأ التخصص وساعدني مدير تحرير البلاد في وقت مبكر الدكتور هاشم عبده هاشم في تخصص زاوية وصفحات (الخدمة المدنية) وبالفعل تمكنت ولله الحمد وبالمثابرة ان اكون (صحفي متخصص) في الخدمة المدنية واحمد الله انني دخلت الى قلوب كل العاملين في الخدمة المدنية بدءاً من الوزير الانسان المحترم معالي الاستاذ تركي خالد السديري مروراً بمعالي الاستاذ عبدالرحمن السدحان الأمين العام لمجلس الخدمة المدنية في هذا الوقت والاستاذ عبدالحميد جمال حريري والاساتذة عبدالعزيز شرف وطه عطية وعصام ابوزنادة وسحمي الهاجري وفهد الوافي وحتى اصغر موظف او فراش بالديوان ومازالت علاقتي الانسانية معهم قوية حتى اليوم والحمد لله .. اقول لقد حاولت ان اطبق ذلك على نفسي في ايجاد (الصحفي المتخصص) ولو في مجال واحد وهو الخدمة المدنية ولكن ذلك لم يكن متوفر في أي صحيفة زميلة اخرى. بقي ان اعود اليوم لما كتبه الاستاذ عبدالمحسن هلال في الزميلة عكاظ تحت عنوان (الصحافة والتخصص) والذي تساءل فيه عن سبب غياب التخصص في مجال العمل الصحفي وقد علق على هذا المقال الاستاذ ياسر الغسلان في مقالة بصحيفة الوطن . وأشار الى غياب المراسل العسكري خاصة بعد (عاصفة الحزم) التي بدأت قبل اسابيع ولم نجد الصحفي السعودي المتخصص الذي يلاحق هذه الاحداث، بقي ان نقول ان المملكة كأكبر منتج للبترول على مستوى العالم يجب ان يكون بها الصحفي المتخصص في شؤون البترول وشؤون التعليم والخدمة الاجتماعية والصحفية المتخصصة في شؤون المرأة والشؤون الاجتماعية والاقتصاد والأمن العام بالاضافة الى الصحفي المتخصص في الشؤون الرياضية واعتقد انه متوفر في صحفنا المحلية. آن الأوان الآن لإيجاد (الصحفي المتخصص) الذي يتلقى دورات ومن بين أهمها (الترجمة وبالذات اللغة الانجليزية) لأن الصحفي بدون لغة اجنبية مساعدة يصبح عمله ناقصاً ومما يدفعنا للمطالبة بالصحفي المتخصص اننا نجد الغرب يولي لهذا الموضوع اولوية (قصوى) وتجد المراسلين الحربين من دول العالم اول من يتحرك لتغطية اخبارنا في الشرق الاوسط ونحن مازلنا نأتي ولكن آسف "متأخرين". ويضيف الاستاذ ناصر الشهري عضو مجلس ادارة هيئة الصحفيين السعوديين : ونتيجة لهذه الاخفاقات في تخريج القدرات الصحفية والاعلامية. فقد وافق اتحاد الصحافة العربية في مؤتمره الذي انعقد في طنجة مؤخرا على انشاء اكاديمية متخصصة في الصحافة والاعلام يقوم بالتدريس لمخرجاتها متخصصون في مختلف وسائل الاعلام. وهو المشروع الذي تقدم به عضو مجلس ادارة الصحفيين السعوديين الزميل ناصر الشهري الذي شارك ممثلا لهيئة الصحفيين في المؤتمر. بقي ان اقول ان مصر تنبهت لهذا الموضوع في ايجاد "الصحفي المتخصص" وخلقت اجيال متعاقبة من المحررين في مجالات مختلفة وكان من اشهر المحررين العسكريين في مصر على سبيل المثال مكرم محمد احمد وصلاح قبضايا وفاروق الشاذلي وجمال الغيطاني وعبده مباشر وياسر رزق كل هؤلاء محررين عسكريين في الصحف القومية في مصر ومن أشهر محررات المرأة سكينة فؤاد ونعم الباز ومنى نشأت ومن اشهر محرري صفحة الحوادث في مصر محمود عبدالسميع وسامي جوهر وابراهيم الزغبي ومصطفى سنان وغيرهم حاولت مصر ان توجد (الصحفي المتخصص) بفضل التنوع الكبير في المجال الصحفي.