زارني قبل ايام الاعلامي المخضرم الزميل خالد تاج سلامة خريج كلية الاعلام في مصر والذي عمل في العلاقات العامة والاعلام بالطيران المدني وكنت في العديد من الصحف المحلية ومن بينها البلاد والمدينة المنورة وابدى اعجابه بمقالي عن استاذنا وعمنا الشيخ عبدالمجيد شبكشي يرحمه الله وتناولنا الحديث عن "كلية الاعلام في مصر". ودعوني افرد هذا المقال لاول كلية للاعلام في جامعة القاهرة المصرية وهي كلية الاعلام والتي بدأت في عام 1974م بعد ان كانت في السابق معهدا للاعلام. ويرجع تاريخ الدراسات الاعلامية في مصر الى العام 1939م حينما انشئ معهد الصحافة العالي الذي عرف فيما بعد باسم معهد التحرير والترحمة والصحافة في كلية الىداب بجامعة القاهرة ويرجع الفضل في تأسيس هذا المعهد الى الدكتور محمود عزمي والدكتور طه حسين وكان المعهد يمنح دبلوماً عالياً معادلا لدرجة الماجستير وتحول هذا المعهد في عام 1954م الى قسم للتحرير والترجمة والصحافة بكلية الاداب ومن خريجي هذا القسم في مصر الكاتب الصحفي جلال دويدار الذي تولى رئاسة تحرير الاخبار فيما بعد ومن زملائه في القسم الكاتب السعودي يوسف دمنهوري – يرحمه الله – الذي تولى رئاسة تحرير الندوة السعودية فيما بعد. في العام 1974م تقرر تحويل معهد الاعلام الى كلية الاعلام واعلن عن ذلك لتكون اول كلية مستقلة من الشرق الاوسط وتضم ثلاث اقسام علمية هي الصحافة والنسر – الاذاعة والتلفزيون – والعلاقات العامة والاعلان. ومن هنا كانت البداية اعلنت الكلية انها لن تسجل فيها الا من يجتازون الاختبار الشفهي والتحريري وتقدم للالتحاق بالكلية الوليدة اربعة الاف طالب حاصلين على الثانوية العامة العلمي ليتم عصَّرهم عصراً شديد عن طريق استاذ الصحافة الكبير الاستاذ جلال الدين الحمامصي ولجنة من كبار اساتذة الاعلام في مصر منهم الدكتور عبداللطيف حمزة والدكتور ابراهيم امام والدكتور عبدالملك عوده والدكتور مختار التهامي والدكتورة جيهان رشتي. هذه اللجنة (عصرت المتقدمين) لتختار من بين الاربعة آلاف (مائتين فقط) هم كل المقبولين في اول دفعة لكلية الاعلام بجامعة القاهرة وكانت المفاجأة بالنسبة لي ان شقيقي حمدي عبدالعزيز – يرحمه الله – كان من بين المقبولين في الدفعة الاولى مع زملاء آخرين له من بينهم محمود سليمان علم الدين واشرف صالح واحمد كشكوشة ومحمد الشماع واسامة سرايا وعماد الدين اديب وليلى عبدالمجيد وامال عبدالسلام وثناء ابوالحمد وسناء عبدالحليم ومجموعة كبيرة من خريجي هذه الكلية الجديدة تولى الكثير منهم مناصب قيادية في الصحف المصرية حتى وصلوا الى منصب رئيس التحرير ونواب رئيس التحرير ومدراء التحرير والاوائل من الكلية مثل محمود سليمان علم الدين واشرف صالح اصبحوا معيدين في نفس الكلية. الاستاذ جلال الدين الحمامصي الذي كان احد رؤساء تحرير الاخبار في هذا الوقت استقطب عدداً من ابناء المهنة الصحفيين النابعين لعملوا مشرفين على طلبة الاعلام واصدروا جريدة (صوت الجامعة) وهي من اعداد واخراج وملادة طلبة الاعلام بل كان على الطالب الواحد ان يوزع ثلاثين نسخة من هذا الاصدار في المنطقة المحيطة بمنزله وكان "المطبخ الصحفي" للجريدة داخل (مؤسسة اخبار اليوم الصحفية) وكنت اشاهد هؤلاء الطلاب وهم يهرولون بالمادة الصحفية لنشرها في (صوت الجامعة) للحصول على الدرجات ويسهرون في الاخراج والتوزيع (عصرهم الاستاذ الحمامصي) ولكن النتائج كانت باهرة ورحم الله شقيقي حمدي عبدالعزيز مدير تحرير روز اليوسف.