قبل ايام تلقيت اتصال من احد الاخوة الذين صحبتهم ابان دراستنا الجامعية جدد بها ذكريات ويوميات الصحبة في معيته سفرا على طريق الرياض – الخرج ، هذه الصحبة التي كنا نتقاسم من خلالها كوب الشاي الواحد ولو كان مرا، لا لشيء الا لأنها الأخوة التي عثرنا في طرف ثوبها على وفاء يزن جبال العارضة. * اليوم اصبح معلما في عزيزية الرياض بعد ان قضى عاما خارج اسوار العاصمة ولكنه ابدى خيبته وأساه من حال تعليم العاصمة والنموذج ذاك المجمع التعليمي الذي تم توجيهه له حيث تكدس الاعداد وسوء التنظيم وعشوائية اتخاذ القرار ولم يكن يعلم ان هذا ما ينبغي لمعلم حديث وضع قدمه الاولى في المجال لتكون له تجربة تكسبه مناعة وقتية حتى يتلاءم مع كل الاجواء والظروف التي ستعيد تشكيل ملامحه وترسم تجاعيد وجهه الجديد في قادم الايام. * كل ذلك في كفة وفي الكفة الاخرى طريقة تعامل القائد (غير) التربوي بمسماه الجديد مع زملاءه عندما يوجه احد الطلاب بحصر اسماء المعلمين في غرفة تواجدهم مرورا بكل الفصول قبل ذلك هذا الاجراء الاستخباراتي كشفه الطالب بامتعاض لاستاذه لان عقليته الصغيرة (الكبيرة) لم تستصغ هكذا اجراء مما حدا به لإيضاح حقيقة ورقة وقلم القائد الوهمي لاستاذه الذي علمه حرفا فكان له صديقا وفيا. * من ظلم نفسه فهو لغيره اظلم "والظلم الذي اعنيه هنا هو ظلم النفس بتعطيل مبادئ المهنة واخلاق الرسالة التي ينبغي ان يتحلى بها كل من ينتمي لهذا الميدان فلو تجاوز القائد الوهمي برستيجه الخاوي ورصد كل المخالفات في وقت وجيز أجدى من هز صورة الاستاذ امام تلميذه مما يؤدي الى استشعار الطالب لا اراديا ان قائد المدرسة لا يثق في هؤلاء المعلمين فكيف اثق فيما أتلقفه منهم؟ * ربما تعلم الطالب في نفس اليوم او يوم قبله حديث " "لا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً" وقبل الانصراف يُكلف بهذه المهمة لتضرب المدرسة بكل الأعراف عرض الحائط وتجسد التناقض بكل تجلياته هنا يصادر القائد ما يزرعه المعلم من قيم في نفوس طلابه، ولهذا السبب أكرر : "من ظلم نفسه فهو لغيره أظلم". * ومن هنا اتمنى من صديقي العزيز ايصال رسالتي لهذا القائد الوهمي ان يستنجد بعامل النظافة في مهمة التجسس القادمة ان كان لابد ان تكون في اجندته البالية فهي ربما اقل ضررا من خلق فجوة بين الطالب والمعلم فمن الافضل ان تغلق المدرسة ابوابها. * نقطة آخر السطر: ما كل كلمة حق للناس تنقال أكثر جروح الناس من كلمة الحق @AbdullahAshehry تويتر