اتابع عن قرب كل ما يدور في "مصر المحروسة" وعيني بالذات على الاعلام المصري في هذه الايام وبالذات بعد ثورة التصحيح التي قادها الرئيس عبدالفتاح السيسي ولكني ارقب عن بعد ملامح تنذر بالخطر وبصفتي احد قدامى هؤلاء الاعلاميين الذين ينتسبون الى صحافة مصر القومية العريقة .. فانا اتساءل عن ما يدور في الصحافة والاعلام والتلفزيون الوطني والقنوات الفضائية المصرية. الصحافة القومية في مصر وهي صحف الاهرام وأخبار اليوم والجمهورية والمساء والمجلات الصادرة عن دار الهلال وروز اليوسف واكتوبر هي ما يطلق عليه "الصحافة القومية". ولكن في المقابل الآخر ظهرت صحف مستقلة او خاصة وحزبية ومنها صحف الوفد – الدستور – الوطن – واليوم السابع – والمصريون – والمقال وكلها صحف اصدرها رجال الاعمال او بعض الاحزاب المصرية وهي صحف تعيش على الاثارة الصحفية والعناوين البراقة وهي بذلك تشد انتباه القارئ المصري وبدأت هذه الصحف المستقلة تستحوذ على (قارئ من الصحف القومية) على الرغم ان بعض هذه الصحف لها اتجاهات خاصة وبالذات المملوكة لرجال الاعمال حيث تدافع عن (شريحة معينة من الاغنياء في مصر). الصحفيون المصريون المنضمون الى نقابة الصحفيين في مصر والذين يزيد عددهم على الاربعة الاف وخمس مئة عضو اختاروا مجلس جديد للنقابة بقيادة النقابي الاستاذ (يحيى قلاش) على أمل تحسين اوضاع الصحفيين المصريين اعضاء النقابة ودعمهم صندوق المعاشات وصندوق العلاج الصحي ورفع الحد الادنى لأجور الصحفيين وتوفير مساكن للصحفيين الشبان. وهؤلاء الصحفيون والذين ينتسب اغلبهم للصحف القومية ملتزمون بخط اعلامي واضح يساند الحكومة والدولة في كافة مشاريعها وان كانت هذه الصحف لا تخلو من نقد الحكومة في حالة تقصيرها في الخدمات. نعود مرة اخرى للصحف الحزبية والمستقلة والخاصة وهي – الصحف – التي يكاد يكون بعضها (منفلتا) لا تضع معايير واضحة للنشر ويصبح هدفها هو الحصول على الاعلان بالدرجة الاولى او التعرض لبعض المواقف العربية والدولية والتي قد لا تعبر عن وجهة نظر الحكومة المصرية وبالتالي تقع بعض هذه الصحف والتي يزيد عددها عن ثلاثين صحيفة في وجهات نظر مختلفة مع بعض الدول العربية والصديقة ويصبح الاعلام المصري في الحالة (مدان) مع ان هذه المقالات او وجهات النظر هي لمجموعة قليلة من الكتاب او لكتاب يأخذون بمقولة (خالف تعرف) حيث يتناول احدهم على سبيل المثال موقف احدى الدول الخليجية بالنقد ولا يراعي ظروف مليون و300 الف مصري يعيشون في هذه الدولة ينعمون بالرعاية والاهتمام من هذه الدولة الشقيقة، مطلوب ميثاق شرف اعلامي عربي .. يراعي الثوابت العربية ولا يتعرض للداخل العربي في كل دولة ، ان الدور المأمول من مجلس نقابة الصحفيين الجديد واتحاد الصحفيين العرب وهيئة الصحفيين السعوديين لالتقاء وتوحيد جهودها للخروج باعلام عربي ناجح يواكب ما يحدث حولنا من متغيرات ويساهم في دعم مسيرة العمل العربي المشترك لأننا كإعلاميين مشاركون في دعم مجتمعنا العربي في هذه المرحلة المهمة من تاريخه ومع ميثاق العمل الاعلامي المشترك سوف نشاهد مواطنا عربيا يثق في اعلامه والمعلومة التي يقدمها ولا يبحث عنها من مصادر اخرى وبالله التوفيق.