يقول المثل : لا يتحدث عنك إلا محب أو حاسد . وقد دأبت قناة المنار اللبنانية الهوية الفارسية الهوى إلى تحقيق الشق الثاني من المثل خلال السنوات الماضية ولكن بشكل غير مباشر . ومنذ اندلاع عاصفة الحزم وتحطيم آمال طهران وأذرعها في لبنان واليمن أخذ العداء يظهر علنا على هذه القناة التعيسة . وخلال الاسبوع المنصرم كان هناك لقاء مع الوزير السابق والمعين بالواسطة وئام وهاب ذو الشخصية السطحية كثيرة الهزل ضحلة الفكر . وكان الحديث منصبا حول النيل من المملكة بترابها وإنسانها وقيادتها بأسلوب أقرب ما يكون إلى أحاديث السفهاء بعيدا عن العمق والتحليل المبني على البراهين المنطقية . وكان من ضمن ما طرح في اللقاء سؤال وجهه المذيع حول امكانية استغناء المملكة عن اليد العاملة غير الوطنية من جنسيات معينة كرد فعل تجاه ما يجري فكان جواب وهاب : (هادول تنابل ما بيحسنوا يشتغلوا ) . وفي الحقيقة ان هذه الإجابة لم تكن صادمة ولا مفاجئة فهذا البوق لم يخرج قيد أنملة في كل ما قاله عن الرؤية الإيرانية التي تطرح من وقت لآخر على لسان مسؤولين إيرانيين أو على لسان بشار الأسد أو حسن نصر الله وهي كما يقال : شنشنة أعرفها من أخزم . المملكة العربية السعودية لم ولن تتخلى عن أشقائها ليس لأن السعوديين لا يحسنون العمل ولكن لأن قيم الأخوة تعلو على جراح غادرة صدرت من مجرم هنا أو عميل هناك . وقد ضربت المملكة أروع الأمثلة إبان حرب الخليج الأولى حين تنكر لها كثير من أشقائها ولكنها لم تعامل أحدا بجريرة آخر فلم تطرد ولم تسجن ولم تعتقل أحدا من مواطني تلك الانظمة التي تخلت عنها وقت الحاجة القصوى بل بقوا معززين مكرمين يمارسون أعمالهم وفق الأنظمة . والتاريخ يعيد نفسه اليوم والمواقف الشريفة تبقى كما كانت لأن المعدن النفيس لا يتغير . أما بخصوص (التنابل) المشار إليهم في كلام ذلك المريض فهم يفاخرون بأنهم هم وحدهم من يسير عجلة التنمية باقتدار في واحدة من دول العشرين الفاعلة في العالم . وهم من يسير وبكفاءة أضخم شركة نفط في العالم . وهم من يشرف ويتشرف على خدمة الحرمين الشريفين بنجاح شهد له المبغض قبل المحب وهم من ينطلق شبابها كل صباح الى أكثر من ثلاثين جامعة حكومية مرموقة وهم من حقق المراكز المتقدمة عالميا في كافة المجالات في حين لا تزال بعض الدول غير قادرة على إقرار ميزانيتها وتسليم رواتب موظفيها بسبب العجز في موازناتها بسبب هذا العميل وأمثاله . ولست هنا بصدد تعداد ما يتمتع به سكان هذه البلاد الطاهرة من مميزات ومؤهلات تجعلهم عن قريب إن شاء الله أكثر ألقا وتقدما .الأزمات تكشف الأقنعة وتعري القلوب المريضة ورب ضارة نافعة وليس بمستغرب أن نجد ذلك الدعي يطرق أبواب بلادنا عما قريب طالبا للصفح والإحسان بعد أن يلفظه شرفاء بلاده . دمت يا وطني في أحسن حال . Hotmail : [email protected] Twitter:@ omarweb1