لا يكاد يخلو شهر من شهور العام دون أن يمر أحد الأسابيع التفاعلية التي تتبناها وتشرف عليها إحدى الجهات الحكومية . ومن هذه الأسابيع أسبوع المرور وأسبوع النظافة وأسبوع الشجرة وأسبوع المساجد واليوم العالمي للمعلم واليوم العالمي لمكافحة التدخين ويوم الأمومة الى غير ذلك من المناسبات التي تتكرر كل عام. لكن الناظر والمتأمل في واقع هذه المناسبات يجد أنها لا تعدو كونها مناسبات شكلية تطبع خلالها مطبوعات وملصقات تكلف ملايين الريالات وتلقى كلمات مكرورة هي ذاتها التي سمعناها من عشرات السنين وحين تنظر في الواقع لا ترى تغييرا يذكر. فأسبوع المرور لم يخفض نسبة الحوادث واليوم العالمي للدفاع المدني لا تقدم فيه خدمات حقيقية كالكشف على المنشئات وتقديم الدعم والمساندة ويوم المعلم لا يعلم به المعلم والطالب إلا من خلال وسائل الإعلام دون أن يرى أثرا لهذا اليوم في حياته وهكذا . ولقد شهد كثير ممن تخطوا الأربعين توظيفا حقيقيا لمفهوم هذه الأسابيع في الماضي حيث كانت وحتى منتصف الثمانينيات الميلادية تمارس ممارسة فعلية . ففي اسبوع المساجد كان الطلاب يقومون بجولات على مساجد الحي ويساهمون في صيانتها والعناية بها وكانت المعاهد المهنية تهدي بعض أعمال طلابها للمساجد كحاملات المصاحف والدواليب وغيرها . وفي اسبوع النظافة كذلك كانت المدارس تشارك بفاعلية في تنظيف الحي او القرية محققة بذلك عدة أهداف منها غرس مفهوم المواطنة في نفوس النشء وان أبناء الوطن هم عدته الحقيقية وهم من يعملون على رقيه وتطوره بدأ من تنظيف الشوارع وانتهاء بأهم الأعمال وكذلك تعويد الطلاب على أن العمل الشريف يعد مصدر فخر واعتزاز فلا يترفع أحد عن أي عمل ما دام شريفا. إننا الآن أكثر حاجة من أي وقت مضى لإعادة وهج هذه المناسبات من خلال شراكة حقيقية تهدف فعلا إلى غرس القيم من خلال الممارسة العملية بعيدا عن الفلاشات والتقارير الإعلامية. Email: [email protected] Twitter :omarweb1