يوما تلو آخر تتكشف المزيد من الحقائق عن الخطر المحدق بنا والذي يتربص تربص العدو المخاتل ليهتبل الفرصة ويباغت مباغتة اللئيم . لقد كانت المملكة العربية السعودية وما زالت برغم كل التيارات المعادية والصراعات والنزاعات صامدة ذائدة عن حياض الاسلام ومقدساته وعن العقيدة النقية الصحيحة وهذا الصمود يكلف الكثير ويستنزف الكثير من الجهود السياسية والاقتصادية والإعلامية والدعوية . ولقد أثبتت التجارب ان الحلول العسكرية وحدها لم تكن يوما هي الحل الحاسم في إنهاء أي صراع خصوصا إن كان أصل هذا الصراع ومنشؤه فكريا ايديولوجيا . وعليه فقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الحلول الدبلوماسية العادلة وبناء القناعات الفكرية الصحيحة هما الأس الصحيح لمعادلة الحرب والسلام. وفي خضم بناء الترسانات وحشد الجيوش يبقى المواطن الصالح هو حجر الزاوية في هذه المعادلة الصعبة فالمواطن هو سلاح الدولة الحقيقي والرقم الصعب الذي يعول عليه في كل الاحوال . وبالتالي فإن المواطن في حاجة الى ان يعرف لماذا يحب وطنه ولماذا يدافع عنه . يجب أن تغرس في نفوس الناشئة قيمة الوطن وعزته وشموخه وأن حمايته أصل أصيل وشرف تليد وذود عن النفس والدين والعرض . يجب أن يعي المنظرون أن الوطنية ليست مجرد شعارات ترفع في المناسبات والمحافل وإنما هي أمر أعمق بكثير من هذا المفهوم . الوطنية الحقة هي بناء الانسان الصالح المنتمي لوطنه والساعي في بنائه وتطويره ورخائه والمدافع عنه بماله وروحه عن إيمان وعقيدة وهذه مسؤولية مشتركة بين مؤسسات عدة منها التربوية والإعلامية والدعوية والتي يجب ان تتشكل لديها رؤية مشتركة هدفها بناء إنسان متكامل متسامح وفي ذات الوقت فطن عارف يعي ويدرك حجم الدور المناط به في ظل هذه الازمات المتتالية وفي ظل الاعلام المفتوح الذي قد ينجرف في شبهاته الكثير ممن ليست لديهم القدرة على تمييز الغث من السمين . twitter :@ omarweb1 hotmail: [email protected]