الأبعاد والحقائق التي أظهرتها عاصفة الحزم عديدة وعلى كل الأوجه والجوانب والمستويات محليا واقليمياً وعالمياً فقد أثبتت انها عاصفة عسكرية وإدارية وسياسية واجتماعية . لقد اعادت هذه العاصفة الروح للبلاد العربية ، فاجتمع العرب واتفقوا على تشكيل قوات مشتركة ، اعادت التضامن العربي المفقود ، وأخرجت الأمة العربية من الركود الى الحراك الإيجابي ، إنها عاصفة الفعل وليس ردة الفعل ، عاصفة العمل الإيجابي وليس السلبي . عاصفة اعادة القرار للمنطقة واهلها بعد ان كان يتخذ بعيداً عنها . هذه العاصفة أثبتت أن هناك تخطيطا وعملا جادا وجهدا جبارا وخبرة تراكمية وقيادة شابة وراء هذه العاصفة التي عصفت بالطامعين والكارهين والصغار . فظهر للقريب والبعيد الوزن والثقل السياسي للملكة العربية السعودية ، كما ظهر حجم السعودية في الميدان العسكري ، أن قيام 100 طائرة حربية في آن واحد لضرب الأهداف المعادية يدل على حجم القدرات العسكرية التي شكك فيها الأعداء والطامعون وأذنابهم ، فعصفت بهم عاصفة الحزم . إن النجاح لا يكون وليدة صدفة وإنما يكون نتاج تخطيط وعمل وجهد وإدارة وقدرات وامكانيات وتوقيت محكم وقرارات حكيمة ورأيا واضحة وقيادة حازمة وشباب مؤمن وروح عالية فهذه العناصر جمعيا هي التي خلقت هذه العاصفة ، إن قيام 100 طيار بطائراتهم دفعة واحدة في اول طلعة جوية تعني ان هناك مئات بل آلاف من الفنيين والإداريين والقيادات والضباط والجنود في كل القطاعات عملوا على تجهيز الطائرات وتأمين سلامتها ونجاح مهمة هؤلاء الأبطال الذين أصابوا الهدف باحترافية وفعالية جعلت الأذناب يفيئون لرشدهم ويطالبون بالحوار. إن عاصفة الحزم كشفت الوزن الحقيقي للمملكة العربية السعودية كقوة إقليمية التي حاول الطامعون التشكيك فيها . عاصفة الحزم سوف يكون لها أكبر الأثر على الأصدقاء والقوى العظمى وسوف تعيد الحسابات على كل الأصعدة ، لذا يجب البناء عليها فقد ثبت انه بالعلم والاحترافية والتخطيط والعمل وجسارة الشباب والإيمان بالوطن ومقدراته نستطيع ان نحدث الفرق بعيداً عن المذهبية والطائفية والاختلاف والفرقة . إن رفع شعار الوطن والوطنية قادر على توحيد الكلمة داخلياً وخارجياً بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة.