للعارض الصحي المفاجئ كنت سأتوقف عن الكتابة في (البلاد) حتى يأذن الله بالشفاء من إصابة في العين إلا أنني (أمليت) هذا المقال لابنتي لوجود ما يجعلني أقطع ما قررته للحديث عن الأستاذ الكبير العلم الصحفي د.هاشم عبده هاشم بعد استقالته من رئاسة تحرير صحيفة عكاظ بعد أكثر من نصف قرن قضاها (متألقاً) في العمل الصحفي . رسالة للأستاذ الكبير: ذكرت ولازلت أن علاقتي بالدكتور هاشم علاقة التلميذ بأستاذه إذ ساقتني إرادة الله وحظي الجميل أن أتعلم على يديه بداية عملي الصحفي في جريدة البلاد 1397ه وكان مديراً للتحرير ثم نائباً لرئيس التحرير، فترة رئاسة الأستاذ عبد المجيد شبكشي, رحمه الله , منذ تلك الأيام وحتى اليوم وغداً أُدين له بفضل كبير وأردد اسمه في كل محفل وهو يستحق ذلك لما عرفته وعرفه عنه كل من تعامل معه صاحب مدرسة صحفية متفردة وفي رأيي الشخصي أنه الأوحد من أبناء جيله ومن جاء بعده بل أستطيع أن أقول إن الدكتور هاشم عبده هاشم الصحفي الوحيد في بلادنا الذي جمع المهنية والقدرة والعطاء والاستمرارية على مدى نصف قرن وغادر عكاظ وعاد إليها ثم هو يغادرها اليوم والناس .. كل الناس يصفقون له قُراء ومتابعين وكل من عمل معه في صحف المدينة والبلاد وعكاظ .. عكاظ التي أعاد لها الحياة فأصبحت الصحيفة الأولى في المملكة بما أعطاها من جهده ووقته وخبرته ونبوغه في العمل الصحفي يشهد بذلك كل من تعامل معه بل حتى الذين اختلفوا معه. كنت أتحدث معه مساء الأحد الماضي أثناء وجوده في شرم الشيخ وكان معه زميلنا العزيز علي حسون وعرفت بقراره بتقديم استقالته من عكاظ وفرحت لهذا القرار وقلت له مُبارك يا دكتور.. آن لك أن تتفرغ لنفسك وأسرتك فقد أعطيت الكثير الكثير وأنعم الله عليك بسيرة متميزة وعطاء وصفات عملية قلً أن تجتمع في شخص واحد. وستظل الصحافة في بلادنا تذكر الدكتور هاشم أستاذاً وصاحب قاعدة ونظريات في العمل الصحفي.. وأسأل اليوم أعطوني شخصاً يماثل الدكتور هاشم في هذا التفرد ؟!. لقد عرفت الدكتور هاشم على مدى 4 سنوات في صحيفة البلاد وعرفت متابعته وتشجيعه واهتمامه بتعليم المحررين والأخذ بأيديهم وذكرت ذلك في كتابي (حياة في الصحافة والتربية) الذي أسعدني بأن قَدم له والذي صدر ربيع الثاني العام الماضي. د. هاشم الرجل القدوة الذي يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسب من يعمل معه يتواجد في مكتبه في الثامنة صباحاً ويستمر حتى الثالثة ثم يعود للعمل في الفترة المسائية.. أعطوني شخصاً يماثل الدكتور هاشم في هذا التفرد؟! اليوم يحق للدكتور هاشم أن يعيش أيامه المقبلة بفضل الله بعد أن قدم الكثير الكثير وسجل اسمه بمداد من ذهب وألماس في تاريخ الصحافة السعودية والعربية وإن ذُكرت لا يمكن إلا أن يُذكر اسمه محفوفاً بتحايا الناس وتقديرهم وامتنانهم. قلً ما تجد شخصاً يحتفظ بصفات عديدة تحتاج للكثير من الجهد والعمل والصبر لكن توفيق الله للدكتور هاشم سجل له هذا الحضور وهذا العطاء وهذا التفرد. دكتور هاشم شكراً.. شكراً لك من عشرات ومئات من التلاميذ الذين أصبحوا اليوم من أشهر رجال الصحافة في بلادنا وشكراً على ما قدمته من أعمال للوطن والمجتمع. دكتور هاشم نلتقي دائماً معك بإذن الله على طريق الخير والعطاء.. عش أيامك تنظر لما قدمته بكل فخر للوطن ولأسرتك ولك .. أخلد للراحة وتواصل مع المهنئين لك أينما تكون..