لم يكن إعجابا!!كان حبا..حب من زمن آخر. لم تدرك كنهه، إلاحين وجدت نفسها تتلهف على الحديث معه كل ليلة، وتقلق أيما قلق ،بل تحس بفراغ رهيب إن هو غاب ،او حتي تأخر عن موعده المعتاد.بينما كان هو لا يتوانى على ترك عشرات الرسائل الحائرة، وربما القصائد لو أخلفت الموعد ليلة.لم تعد تسمع ما يدور حولها من حديث، ولا حتى تحس بمجفف الشعر يداعب خصلات شعرها الحريري.بل لم تعد حتى تهتم بالنظر الى المرآة، لتتابع ما تفعله المصففة بشعرها. ( هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر هذه الدنيا عيون أنت فيه البصر هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر فارحم القلب الذي يصبو إليك فغدا تملكه بين يديك) غابت عن الواقع،وغفلت عما يحيط بها في الصالون إلي درجة أنستها المؤتمر الذي دعيت له ،فقد اختصرت كل السفر في شخصه .تذكرت اللحظة التي فآجأته فيها بأنها ستأتي في زيارة عدة أيام الي بلده، وكيف كانت ردة فعله الطفولية الصاخبة وهو يضحك، ويصرخ قائلا أميرة لا أصدق …فعلا لا أصدق . أحقيقي ما تقولين؟ هل فعلا سأراك ،وألمس يديك؟هل فعلا سينصف القدر صبري ،وأنظر إلي عينيك طويلا..طويلا ، ولطالما سحرني الإبحار فيهما علي صورك الجميلة؟ يا الله! يالها من هدية العمر، وكنت قد يئست من الحصول عليها .وأخيرا سأضمك الي صدري ياملاكي . ( وغدا تأتلف الجنة أنهارا وظلا وغدا ننسى ، فلا نأسى على ماض تولى وغدا نسمو فلا نعرف للغيب محلا وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا قد يكون الغيب حلوا ، إنما الحاضر أحلى أغدا ألقاك؟ ) ولحديث القلوب شجون لا تنتهي.