يتوقع أن تدخل حسابات كل مواطن على أرض هذه البلاد الكريمة خلال هذا الأسبوع مبالغ لا يستهان بها يمكن أن تغير في ميزان الأسرة الاقتصادي للأفضل ولفترة طويلة إن أحسن التعامل معها . ولكن المتوقع أن هذه المكرمة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لن تصمد لأكثر من أسبوع كما يرى كثير من المحللين الاقتصاديين خصوصا أنها سوف تتزامن مع إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني وهذا ما يفتح ابواب السفر والتسوق غير المنضبط على مصاريعها . نحن أمة تفتقد ثقافة التخطيط في غالب أمور حياتها ونعيش كما يقال( على البركة ) ونعيش تخبطا ماليا لا مثيل له ونرفع شعار ( اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب ) متناسين أن التدبير والاقتصاد من أسس ديننا القويم ففي سورة الاسراء يقول الله تبارك وتعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) وفي الحديث الشريف ( ما عال من اقتصد ) و ( التدبير نصف المعيشة ) . ثقافة الادخار يجب أن تنمى وتؤصل في مناهجنا وداخل بيوتنا . إن نمط حياتنا القائم على الصرف المفرط يجب أن يتغير . كثير من الأسر تصارع من أجل البقاء بعد منتصف الشهر نتيجة غياب الصرف غير المتزن حين نزول الراتب الشهري ومن ثم يكتشف رب الأسرة أنه غير قادر على الوفاء بمتطلبات والتزامات الاسرة . يرى كثير من المهتمين بأسس التخطيط والتدبير المنزلي أنه يجب أن يدخر ما لا يقل عن 10 % من دخل الاسرة الشهري ويبقى هذا المبلغ بعيدا عن الصرف تحت أي مبرر حتى تتكيف الأسرة على العيش وفق المبلغ المتبقي . إن تقنين المصروفات وتقديرها بشكل مسبق ثم الالتزام بها يساعد كثيرا في تحقيق الاستقرار المالي للأسرة والذي بدوره يحقق درجة عالية من الأمان والثقة ويقلل من التعرض المزعج للمفاجآت غير المتوقعة وبالتالي الوقوع في براثن الدين التي لا تحمد عقباها . من المهم جدا استغلال هذه المبالغ في تحقيق الأولويات كسداد الديون والالتزامات الأكثر أهمية وتخصيص جزء منها كاحتياطي تلجأ إليه الأسرة عند الحاجة . twitter : marweb1@ email: [email protected]