تزداد أهمية المعلومات والبيانات للمجتمعات البشرية يوماً بعد يوم خاصة أن تلك المجتمعات تتجه أكثر فأكثر إلى أن تصبح مجتمعات حضرية تسهم معلوماتها الدقيقة في تحديد وتقييم مستويات النمو في المجالات المختلفة وتحديد معدلات التنمية إيجاباً أو سلباً وهو ما يسهم مساهمة فاعلة في اتخاذ القرار المناسب. وجاء في كتيب أصدرته أمانة منطقة عسير بعنوان (المرصد الحضري لأبها الحضرية) أن المملكة العربية السعودية تعد من أوائل الدول في العالم العربي التي تملك تجارب مكتملة للمراصد الحضرية حيث أنشأت أول مرصد حضري مكتمل بالمملكة عام 1424ه ، ثم انطلقت مسيرة المراصد الحضرية في المملكة لتجوب مناطقها تباعا حيث جاء توجيه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز بإنشاء مراصد حضرية في كل مناطق المملكة ومدنها الرئيسية. وأوضح الكتيب انه وفقا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير بضرورة إنشاء مراصد حضرية في مدن المنطقة فان مرصد أبها الحضرية جاء كخطوة أولى. ويتوقع للمرصد الحضري المحلي لأبها الحضرية بمشيئة الله أن ينتج معظم المؤشرات الدولية المتفق عليها بالإضافة للمؤشرات المحلية التي تعكس خصوصية أبها الحضرية عن باقي المدن الأخرى. وتناول الكتيب عرضاً تعريفياً سريعاً بالمراصد الحضرية والمؤشرات وكذلك حزمة المؤشرات الحضرية الموسعة التي سيتم اختيار مؤشرات المرصد الحضري لأبها الحضرية من بينها أو الزيادة عليها. وعرف الكتيب المرصد الحضري بأنه يقوم بدور تحسين مركز متخصص يعمل على جمع وتحليل واستخدام المؤشرات الحضرية في إعداد سياسات التنمية الحضرية على جميع المستويات ( الإقليمية ، الوطنية ، المحلية ) ومتابعتها وتقييمها. كما عبر عنه البعض بأنه مركز يعمل على تحديد الاحتياجات التنموية للمدينة والتجمعات السكانية المحيطة بها في إطار مجموعة من الأولويات والقضايا ، وتوفير وإدارة المعلومات اللازمة للتطور العمراني والتخطيطي ، وتحديد السياسات والخطط وتوجيه مساراتها وأولوياتها ، مع تقييم عمليات تنفيذ الخطط وقياس مدى التقدم في تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية والأهداف المنشودة. وأشار الكتيب إلى أهمية المرصد الحضري المحلي والتي تتمحور حول الإسهام في وضع قاعدة معلوماتية لدى صانعي القرار لإعداد السياسات والاستراتجيات التنموية واتخاذ القرارات ومتابعتها وتقييمها ضمن إطار عملية التنمية العمرانية المستدامة وقياس الأداء التنموي والمساهمة في دعم القرار فيما يخص التنمية المستدامة بالإضافة إلى الإسهام في وضع السياسات التنموية الحضرية ومراقبة التحولات في البنية العمرانية والسكانية والاجتماعية والاقتصادية ، والإسهام في معرفة أثر البرامج العمرانية على بيئة المدينة ويوفر البيانات الدقيقة التي تساعد على تفعيل الخطط المحلية وإعداد إطار تنسيقي لجمع وتحليل البيانات اللازمة لإعداد المؤشرات على المستوى المحلي وإعداد وحساب المؤشرات على المستوى المحلي ومقارنتها بالمؤشرات على المستوى الوطني وإعداد تقرير سنوي حول الوضع الحضري والعمراني والتقدم في إنجاز الأهداف اعتماداً على المؤشرات وإعداد تصور عام للسياسات العمرانية والخدمات المحلية على مستوى المدن وعقد ورش العمل والتدريب في مجال المؤشرات لفرق العمل ولكل المهتمين بشئون تنمية العمران والتحضر بما يشمل ممثلين الإدارات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ورصد الكتيب مهام العمل الرئيسية للرصد الحضري المحلي ومنها إجراء المشاورات مع الشركاء في التنمية الحضرية لمراجعة وإعداد الخطط والسياسات في إطار إستراتيجية التنمية الوطنية ، وطرح إطار لسياسة التنمية الحضرية للمساعدة في إعداد خطط العمل في ضوء الإطار العام للإستراتيجية العمرانية الوطنية والمحلية ، ووضع خيارات لتنسيق الأهداف القطاعية يعتمد على دراسة تحليل المؤشرة الحضرية وأفضل الممارسات. ولفت الكتيب إلى أن اختيار حزم المؤشرات تعكس الخصوصية الوطنية والمحلية بالإضافة إلى مجموعة الحد لأدنى من المؤشرات التي تضمنتها التعهدات الدولية. وقدم الكتيب تعريفا موجزا عن منطقة عسير وحجم سكانها وموقعها الاستراتيجي وأهم طرق ومداخل المنطقة والمدن والمحافظات والمراكز التابعة لها. وتناول الكتيب كذلك المفهوم والنشأة عن أبها الحضرية حيث يعبر مفهوم أبها الحضرية عن الكتلة العمرانية الرئيسية بمنطقة عسير المكونة من ثلاثة مدن هي مدينة أبها ومدينة خميس مشيط ومدينة أحد رفيدة. وقدم الكتيب عددا من المؤشرات الحضرية المتوقع التعامل مها في المرصد الحضري المحلي لأبها الحضرية مثل التعريف والنوع ومصادر البيانات وغد ذلك من المعلومات المتعلقة بالنشاطات المختلفة. كما احتوى على صور وبيانات ونتائج دراسات علمية واجتماعية.