بدأ " ملتقى الرواية العربية " اعماله مساء الاحد الماضي في دمشق في غياب عدد كبير من ابرز الروائيين العرب اعتذروا عن الحضور لاسباب مختلفة . وافتتحت " ملتقى الرواية العربية : تحولات السرد الروائي " حنان قصاب حسن امينة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 التي تنظم هذا اللقاء قبل عرض فيلم تسجيلي للتعريف بالرواية السورية وابرز اعلامها . ويعقد الملتقى في غياب عدد من الروائيين الذين اعتذروا عن حضوره لظروف صحية، من بينهم بهاء طاهر وابراهيم اصلان وحنا مينا بينما اعتذر آخرون لظروف مختلفة مثل طيب صالح وابراهيم الكوني وجابر عصفور ورشيد الضعيف وحسن داوود . وقال منسق الملتقى الروائي والصحافي السوري خليل صويلح ان غياب هذه الاسماء " اثر بشكل معنوي على الملتقى وبشكل طفيف على برمجته " .واضاف ان " المحور الاساسي وهو الكتابة الجديدة لم يتأثر وفكرتي الاساسية كانت ملتقى للكتاب الجدد فقط " . واوضح صويلح انه يعول على الكتاب الجدد في ملتقى الرواية لانه " ضجر من تكرار نفس الاسماء " .وقال ان " هناك روائيين كبار قالوا انهم يكتبون ابحاثهم في الطائرة .الكتاب الكبار يرتجلوا كلاما عابرا لكن وجودهم معنوي " .وتابع ان الكتاب الشباب " يهتمون ببحثهم اكثر خصوصا في مؤتمر عربي سيتعرف عليه فيه آخرون " .ويناقش الملتقى في جلسات بحثية ولقاءات ثلاثة محاور رئيسية هي " تحولات الشكل في التجربة الروائية العربية " و " اللغة الروائية وتحولاتها " و " الكتابة الجديدة : قطيعة أم نص مغاير " . وقال المنظمون انهم يتوقعون ان يثير المحور الاخير " سجالات ومعارك حامية بين الآباء والابناء من الروائيين الجدد اذ ان هناك من يقول ان الكتابة الجديدة هي قطيعة مع ما كتبه الآباء وهناك من يرفض ذلك القول " . وفي اول جلسة بحثية بعد افتتاح الملتقى، قال الناقد فيصل دراج ان " الهوية العربية موجودة في الكتابة فقط واشك انها قائمة خارجها والرواية هي اهم من يقوم بالدفاع عنها " . وجاءت مداخلته هذه بعد طلب احد المشاريكن في الندوة ان تحمل الرواية " الهوية العربية المستقبلية وتدافع عنها " . وردا على وصف بعض الروايات العربية بانها تنتمي الى ما بعد الحداثة، تساءل دراج " كيف نتكلم عن رواية ما بعد الحداثة اذا كنا في مجتمعات اخفقت في صنع حداثتها الخاصة ولو على مستوى فقير؟ " . ويشارك في ملتقى الرواية صموئيل شمعون وشاكر الانباري وعلي بدر " العراق " ومحمد برادة وسعيد بنكرادة وصدوق نور الدين " المغرب " ونعمة خالد وفيصل دراج " فلسطين " وشيرين ابو النجا وخيري شلبي ومحمد بدوى ومنى برنس وميرال الطحاوي ومنصورة عز الدين ومنتصر القفاش " مصر " . كما يحضر الملتقى وجدي الاهدل " اليمن " والحبيب السالمي " تونس " ومحمد العباس " السعودية " وموسى ولد ابنه " موريتانيا " . ويمثل سوريا في هذا الملتقى وليد اخلاصي وحيدر حيدر وكوليت خوري ونبيل سليمان وحسن صقر وخيري الذهبي وخليل الرز وعبير اسبر وروزا ياسين حسن وفيصل خرتش وخالد خليفة ومحمود عزام وسمر يزبك . وفي ندوة الكتابة الجديدة هذه، ستلقى مداخلات بعناوين عدة من بينها تساؤل حول ما اذا كانت هذه الكتابة تعبر عن " الاستسهال ام الرغبة في التجاوز " و " هل هناك كتابة من الصفر؟ " .من جهته، يقدم الكاتب محمد برادة في هذا المحور مداخلة بعنوان " الكتابة الجديدة : مفهوم القطيعة عبر ستة نصوص " فيما يدلي الروائي خيري الذهبي بمداخلة بعنوان " القطيعة افتراض خاطئ " .وقد اهدى المنظمون الفيلم التسجيلي الذي عرض في افتتاح الملتقى الى الروائي السوري الراحل هاني الراهب . ويحمل الفيلم عنوان احدى روايات الراهب " بلد واحد هو العالم " . وقال صويلح ان الاهداء للراهب جاء لانه " من اكثر الروائيين السوريين مغامرة بالتجريب في الشكل واللغة والمواضيع الجديدة ونوع من العرفان لروائي احدثت روايته الاولى + المهزومون + منعطفا في التجربة الروائية العربية " . واضاف ان اختيار الفيلم للافتتاح جاء " لتعريف العرب بالرواية السورية اذ ان هناك الكثيرين ممن يقولون انها غير موجودة او يلخصون تاريخها باسم واحد كحنا مينا " . وتابع " اعتقد ان هناك الآن خريطة اوسع للرواية السورية وهناك اسماء مهمة جدا بدليل ان دور النشر العربية تبحث الآن عن الكاتب السوري " .