يعتبر نادي الوحدة من أوائل الاندية الرياضية الذي ادخل النشاط الثقافي ضمن إطار مناشطه المختلفة منذ عام 1385ه وأصبح الوحدة نادٍ رياضي اجتماعي ثقافي في الوقت الذي كانت فيه جل الاندية الرياضية في المملكة لا تعرف سوى التركيز على لعبة كرة القدم حتى ترسب في أذهان المتابعين للحركة الرياضية في ذلك الوقت بأن النادي مضيعة للوقت ولا يرتاده سوى أبناء الحارة ( والدوشر ) ومثل هذة المفاهيم والمعتقدات الخاطئة قد تغيرت تماما ولم تعد هذه النظرة الضيقة قائمة حول طبيعة دور وعمل الاندية الرياضية تجاه المجتمع وما تقدمه من خدمات جليلة للشباب الرياضي وكان نادي الوحدة أقول كان نادي الوحدة حديقة غناء تجد فيه جميع أنواع النشاطات ويعتبر ملتقى للأدباء والمفكرين والعلماء وأصحاب الرأي والمسؤلين عن القطاعات الحكومية بمكةالمكرمة وأجريت فيه العديد من المسابقات وأقيمت فيه عدد من المعارض المختلفة وكانت المحاضرات والندوات سمة تميز الوحدة عن غيره من الاندية الرياضية الأخرى شارك فيها عدد من نخبة المثقفين والعلماء نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر محاضرة ألقاها معالي الشيخ حسن عبداللة آل الشيخ يرحمه الله باسم كرامة الفرد في الإسلام عام 1386 ه ومحاضرة أخرى ألقاها الشيخ حسن الندوي تحت عنوان لنعد الى الإسلام عام 1387ه وفي نفس العام القى الأستاذ المرحوم عبدالله عريف محاضرة بعنوان من هنا منطلق الشباب وعدد من المحاضرات الأخرى كما القي المرحوم الأستاذ والأديب احمد السباعي محاضرة بعنوان عبدالله بن الزبير صاحب فكرة في تاريخ مكة ولم يتوقف النادي على هذا النشاط فقط بل كان منارة للعلم ومعلما حضاريا ربط شباب العاصمة المقدسة بالنادي وأصبح عدد كبير من شباب مكةالمكرمة منبعا للتنوير والتثقيف وتوعية المجتمع و كذلك ساهم النشاط المسرحي في جوانب أخرى إيمانا بالدور التربوي والاجتماعي الذي يلعبه المسرح على خارطة المجتمع و لازلت أتذكر الجائزة التي حصل عليها الوحدة بطولة المنطقة الغربية في مسرحية ( السجن بدل الدوار ) ورشحت تلك المسرحية للمنافسة على مستوى المملكة وكانت من تأليف الأستاذ شرف العبدلي . لهذا كنت أتمنى من الأستاذ منصور الخضيري نائب الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب والدكتور فهد العليان الاشارة الي تلك المنجزات التي حققها نادي الوحدة في تلك الفترة أثناء اللقاء الذي اجرى معهما عبر قناة الإخبارية بحر الأسبوع الماضي حتى يكون المتابع والمشاهد على علم بكل الأنشطة الثقافية التي قدمتها عدد من أنديتنا الرياضية ولا يعتقد بأن هذا النشاط جديد على الاندية أو حديث عهد بها مع أن جل أنديتنا لعبت دورا حيويا في النشاطين الثقافي والاجتماعي منذ فترة طويلة ولا يزال البعض يؤدي رسالته بالشكل المطلوب. وقفة للتأمل * عدد كبير من الأندية الرياضية في الوقت الراهن لم تعد تهتم بالجانبين الثقافي والاجتماعي كما كان يحدث سابقا عندما كانت الأندية خلية من النحل يجتمع فيها الشباب من اجل تزجية وقت الفراغ للممارسة الرياضة ومشاهدة أفلام السينما. [email protected]