افتتحت الدورة الثانية لمهرجان الخليج السينمائي الذي يعد من خلال عرض اعمال خليجية جديدة لشباب ومخضرمين بتقديم صورة من عمق هذه المنطقة عبر تجارب تطمح الى صياغة وقائع بلدان الخليج العربي وراهنها السريع التحول. وقال رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة في كلمته الافتتاحية للحفل الذي اقيم في مدينة المهرجانات في دبي "نفتخر باطلاق الدورة الثانية-الحدث من مهرجان الخليج السينمائي الذي يقود عملية تغيير صناعة السينما في الخليج ويعيد رسم ملامح مستقبلها". واعتبر جمعة ان المهرجان "استكمال لما حققه مهرجان دبي الدولي في عامه السادس والذي تحول الى وجهة سينمائية دولية وفرصة لعرض الافلام امام مخرجين من جميع انحاء العالم". اما مدير المهرجان ومؤسس التظاهرة مسعود امرالله فقد راى ان "ملامح هذه الدورة اكثر قربا من ملامح الانسان وهمومه ومسراته خاصة في الاعمال الروائية العشرة الطويلة الخليجية المعروضة". وراى امرالله ان افلام العالم الاخرى المعروضة ضمن فعاليات المهرجان "تتيح للشباب الخليجي فرصة الاحتكاك والمتابعة". واعقب الافتتاح تقديم 6 افلام خليجية قصيرة بينها "السدادة" لعايشة المقلة من البحرين و"عيون بلا روح" لسمير عارف من السعودية و"ارض الرافدين" لفنار احمد من العراق. واستحدث مهرجان الخليج السينمائي في هذه الدورة مسابقة لكتابة السيناريو الطويل في الامارات مفتوحة لكافة المواطنين. وقدم لهذه المسابقة 17 سيناريو طويلا سوف تمنح الجائزة لافضلها. اما المسابقة الرسمية للمهرجان فتضم خمسة اعمال روائية طويلة جديدة يتصدرها فيلم العراقي زمان جاسر "فجر العالم" الذي سبق عرضه في مهرجان دبي السينمائي الاخير. ويشارك فيلمان من الامارات في المهرجان في عرض اول هما شريط "الغرفة الخامسة- عويجة" لماهر الخاجة وهو فيلم رعب يتحدث عن التواصل والنزاع بين البشر والجن وشريط "صوت الحياة" لعلي شاه حاتمي. ويقدم في عرض اول في الامارات شريط الكويتي طارق راشد "مغامرات نفوط" وهو من نوع التحريك الثلاثي الابعاد بينما يشارك من السعودية شريط "الانتقام" لوليد عثمان في عرض عالمي اول ايضا. وتشارك ثلاثة اعمال وثائقية طويلة في المسابقة الرسمية بينها اثنان من العراق: "حياة ما بعد السقوط" لقاسم عبد الذي كان حصل على جائزة افضل فيلم في مهرجان ميونيخ وجائزة الصقر الذهبي في مهرجان روتردام للافلام العربية و"عدسات مفتوحة في العراق" لميسون باجة جي. وكان هذان المخرجان شاركا في تاسيس "الكلية المستقلة للسينما في بغداد" قبل سنوات. وفي الوثائقي ايضا يقدم المهرجان الجزء الثالث من فيلم الكويتي عامر الزهير "عندما تكلم الشعب" الذي يتناول اجواء الحملات الانتخابية في الكويت ويحاول كشف الفساد وعمليات شراء الاصوات التي تشهدها. ويتناول هذا الجزء من الشريط معركة المراة التي خاضت غمار الانتخابات البرلمانية الكويتية في الاقتراع الاخير. وتضم المسابقة افلاما وثائقية قصيرة للعراقيين قيس الزبيدي وقتيبة الجنابي وكلاهما عن الفنانين التشكيليين العراقيين جبر علوان ومحمد صبري بينما انجز العراقي فاروق داوود عملا حول الاديب والكاتب العراقي غائب طعمة فرمان. وتعرض اعمال وثائقية لكل من فيصل العتيبي من السعودية ودريد منجم وجمال امين من العراق اضافة الى المخرجة نور حميد الدين من الامارات. وسيكون على لجنة التحكيم الاختيار بين 40 فيلما خليجيا قصيرا اضافة الى الافلام الطويلة وتظاهرة افلام الطلبة لذلك فهي بدات عملها قبل افتتاح المهرجان. ويعرض في اطار مسابقة افلام الطلبة الخليجيين نحو 20 عملا قصيرا وثائقيا وروائيا. ولا تقل تظاهرة اضواء الموازية اهمية عن افلام المسابقة وهي تضم هذا العام فيلما اماراتيا جديدا للمخرج الاماراتي الشاب نواف الجناحي بعنوان "الدائرة" وفيلم "الرهان الخاسر" لوليد العلفي من اليمن ويدور حول مجموعة متطرفة تقوم بعمليات تخريبية باسم الدين. اما في تظاهرة "تقاطعات" فيتم تقديم مجموعة من الافلام المتنوعة والمستقلة التي تناقش مواضيع جريئة في برنامج يحاول عبره المهرجان فتح باب الحوار بين الخليج والعالم. ويشمل المهرجان تظاهرة لافلام التحريك وافلام الاطفال والمراهقين كما يشمل تظاهرة خاصة بالسينما الهندية القصيرة المستقلة بعنوان "الهند تحت دائرة الضوء" يعرض خلالها 19 عملا من شبه القارة الهندية بحضور بعض مخرجيها الذين سيشاركون في ندوة خاصة عن السينما الهندية المستقلة القصيرة. ويعرض المهرجان الذي يختتم في 15 ابريل 169 فيلما من 32 دولة كما يكرم كلا من الكاتب الاماراتي عبد الرحمن الصالح والمخرج الكويتي خالد الصديق والمصور والمخرج البحريني خليفة شاهين. وكان المهرجان قدم العام الماضي في دورته الاولى 148 عملا توزعت على مختلف التظاهرات وحصدت الاعمال العراقية وخاصة الوثائقي منها 9 من جوائزه.