احتفلت جمعية الثقافة والفنون في الدمام بيوم المسرح العالمي على مسرح الفرع والذي نظمته لجنة المسرح مساء الخميس الماضي بحضور كوكبة من الكتاب المسرحيين والممثلين، قدم الحفل مقرر لجنة المسرح الفنان راشد الورثان والذي هنأ الجميع بيوم المسرح العالمي والاهتمام الثقافي بالمسرح في جميع أنحاء العالم، كما هنأ الورثان إدارة الفرع والحضور بنجاح عرض "عندما يتمرد" والذي اختتم عرضه الخميس في تونس من خلال مهرجان"24 ساعة عروض مسرحية بدون توقف" وهو يمثل الفرع خارج المملكة وهو من العروض التي تبنتها الجمعية بعد نجاحه وتفوقه في مسابقة مسرح الدمام للعروض القصيرة رمضان الماضي. وأضاف الورثان أن المسابقة هذا العام ستكون في منتصف شهر شوال المقبل وان بدء استقبال المشاركين في المسابقة في بداية شهر جماد الأول المقبل. في هذه المناسبة عالميا تم اختيار الكاتب والمخرج المسرحي البرازيلي أوجستو بوال لكتابة الرسالة الدولية لليوم العالمي للمسرح لعام 2009، والذي يحتفل به المسرحيون في العالم يوم 27 مارس من كل عام . ويعد و أوغوستو بوال رائد مسرح المقهورين وهو اسم عالمي يرمز للمسرح الشعبي، والمسرح المعارض، والمسرح التفاعلي، والمسرح الحواري، والمسرح التربوي، والمسرح التشريعي، والمسرح العلاجي... يدعونا مخترع "مسرح المضطهدين" ومبتكر تلك "الشخصية" الخارجة عن المألوف التي يسميها "المشاهد الممثل" في كلمته للصعود على خشبة مسرح حياتنا وخلق عالم تنعدم فيه ثنائية الظالم والمظلوم. وقرأ كلمة اوغستو بوال في الاحتفال المخرج عبدالله الجفال الذي قال تعيش كافة المجتمعات الإنسانية حالة فرجوية في حياتها اليومية حين تعمد إلى إنتاج عروض من نوع ما في مناسباتها الخاصة، على اعتبار أن تلك الحالة الفرجوية هي شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي المنتجة لعروض يمكن الذهاب لمشاهدتها. بل حتى العلاقات الإنسانية تبدو مصممة على نحو مسرحي وإن لم نعي ذلك، لجهة استخدام الفضاء، ولغة الجسد ، واختيار العبارات وتنويعات الصوت علاوة على طرح الأفكار والمشاعر المتناقضة، فكل شيء يجري عرضه على الركح نحن نحياه على ارض الواقع، فكل ذلك هو مسرح. وأضاف وبهذا الفعل المسرحي يمكننا أن نتعلم كيف نرى ما هو ظاهر وجلي، مما لا نراه في حقيقة الأمر ، فقط لأننا اعتدنا النظر إليه، فكل ما يغدو مألوفا للنظر يصبح أمراً غير مرئي ..وبتقديم العروض المسرحية نحن نلقي بمزيد من الضوء على منصة الحياة اليومية. لقد أدهشنا في سبتمبر الماضي ذلك الانكشاف المسرحي ، نحن الذين كنا نعتقد بأننا نعيش في عالم آمن، بالرغم من أشكال الحروب والمجازر وصنوف التعذيب التي تحدث بالفعل لكنها في مواقع نائية وبعيدة عنا..نعم ، نحن الذين ننعم بالحماية بواسطة أموالنا المستثمرة في بعض البنوك أو لدى بعض الشركات المعتبرة في أسواق المال استفقنا أخيراً لنجد أن تلك الأموال أصبحت هباء منثورا ، مجرد أشياء افتراضية لا وجود لها، مجرد اختراع وهمي ابتكره الاقتصاديون غير الوهميين طبعا، وغير الجديرين بالثقة والاحترام. وأضاف الجفال في قراءته للكلمة فلنشارك في هذا العرض الذي يوشك أن يبدأ ، وفي حال عودتكم إلى منازلكم ، مارسوا تمثيل عروضكم الخاصة مع أصدقائكم لتدركوا تلك الأشياء التي لم تكونوا قادرين من قبل على رؤيتها لمجرد أنها واضحة كوضوح الشمس ، فالمسرح ليس مجرد حدث نعايشه بل هو أسلوب وطريقة حياة. إننا جميعا مؤدون، فأن تكون مواطناً لا يعني مجرد العيش في كنف مجتمع ما، وإنما يعني السعي إلى تغييره. وتلا الكلمة العرض المسرحي بعنوان «الرقعة» من تأليف عبدالباقي البخيت وإخراج عبدالله الجفال وتمثيل نضال ابونواس، احمد الحسن، عبد المجيد الكناني، جميل الشايب، وسينغرافيا ومؤثرات عبد الباقي البخيت وإضاءة حسين العباس. وتدور فكرة العمل عن البعد النفسي لأشخاص جمعتهم الصدفة في مكان واحد لايرغبونه تتباين الآراء في مجمل الحلول للخروج من هذا المأزق الذي في نهاية الأمر يرون أن لاهناك مأزق غير ذواتهم ودواخلهم الرافضة لكل مايوصلهم إلى الحقائق.