قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام اعتذاره للمشاركين في المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل من عدم التمكن من الحضور والمشاركة معهم في المؤتمر الذي افتتحه نيابة عن سموه _رعاه الله _ امس صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة. ورفع سمو ولي العهد في كلمته التي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين والمشرف العام على المؤتمر خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لاهتمامه المتواصل بالمعوقين وقضية الإعاقة ، وحرصه _ حفظه الله _ على أن تكون من أولويات اهتمامات الدولة ، معربا سموه عن خالص أمنياته بنجاح هذا المؤتمر الدولي المهم وأن تتكلل أعمال المؤتمر بالتوفيق وتحقيق الأهداف التي يصبوا إليها الجميع . وقال سموه " إن ما يسعدنا أن يشارك في أعمال المؤتمر هذا التجمع العلمي الخير ، وأن نراه يضع لبنة جديدة في جدار التصدي للإعاقة ؛هذه القضية الحيوية التي تمثل هاجسا إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا للعالم أجمع ، وأنا أوصيكم بالاهتمام بهذه الفرصة لتكون مداولات المؤتمر وتوصياته عند مستوى الحدث ، فالعالم اليوم يمر بمرحلة استثنائية في مجالات العلوم والتقنية ، كما تهيأت فرص التواصل والتكامل بين العلماء والمختصين وأتيحت لهم وبشكل غير مسبوق الموارد المعلوماتية والدعم المادي ، وهذه الفرصة تمنحنا إمكانية تنفيذ أبحاث علمية تؤدي بإذن الله إلى اكتشافات علمية مهمة تساهم في تفادي وعلاج الإعاقة وتساعد المعوقين على تجاوز إعاقتهم بإذن الله تعالي " ودعا سمو ولي العهد المشاركين في المؤتمر إلى استشراف المستقبل بطموح وعزيمة والتأكيد على الحرص والاهتمام في المواجهة الجادة لقضايا الإعاقة وفق أسس تقوم على الأبحاث العلمية المتقدمة واستثمار ومواكبة أحدث ما تم ابتكاره في مجال الرعاية والتأهيل للمعوقين. وقال " أيده الله " "لقد اعتنت حكومة المملكة خلال العقدين الأخيرين بدعم وإنشاء مراكز التأهيل والمعاهد والمراكز التعليمية والتدريبية ومراكز الأبحاث المتخصصة في مجالات الإعاقة ولم تغفل الجوانب الاجتماعية والمادية التي تساعد على التخفيف من حدة المعاناة لذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم ، ولقد تنبهنا في المملكة لأهمية البحث العلمي المتقدم بوصفه نشاطا موازيا لما تقدم من خدمات تأهيلية وتعليمية للمعوقين " . وأكد سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز أن هذا الجانب المضيء في المسيرة الخيرة تحقق بفضل الله أولا ثم بفضل تعاون أجهزة الدولة والمواطنين وقيام القطاع الخاص بمسئولياته نحو المجتمع مبينا أن هذا واجب استشعرته الدولة ورسخته من خلال ما يؤمن به المواطن من قيم الإسلام السمحة التي حثت على التراحم والتكافل والإخلاص في القول والعمل والاهتمام بالعلم والمعرفة لما فيه خير الإنسان . وأفاد سموه أن المملكة العربية السعودية تمد يدها للتعاون والتكامل مع الجميع في إنحاء العالم للوصول إلى الغايات النبيلة التي ينشدها جميعا لخدمة الإنسان والمعوقين بشكل خاص . وأعرب سمو ولي العهد عن تطلعه بثقة بأن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات علمية سيعمل على متابعتها الجميع ليلمس أثرها على أرض الواقع وفي أقرب وقت بمشيئة الله . ورحب سموه في ختام كلمته بالإخوة والأخوات ضيوف المملكة وتمنى لهم طيب الإقامة والتوفيق والنجاح . وكان سمو أمير منطقة الرياض بالنيابة قد افتتح فور وصوله لمقر الحفل الذي أقيم في فندق الأنتركونتننتال بالرياض المعرض المصاحب للمؤتمر ثم تجول على أجنحة المعرض التي تتضمن أحدث الكتب والمراجع العلمية المتخصصة والأجهزة الطبية المتطورة في مختلف مجالات الإعاقة . عقب ذلك بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم من أحد المعوقين ، ثم ألقى معالي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم كلمة عد فيها تنظيم المؤتمر تأكيد على رعاية القيادة الرشيدة واهتمامها بقضايا الأمة ومنها قضية الإعاقة والمعوقين. ووصف المؤتمر بواجهة ترسم صورة التلاحم بين جميع أطياف المجتمع وقطاعات الدولة ومؤسساتها وذلك لإبراز الجهود المشتركة التي تقدمها المملكة لأبنائها المعوقين ولكل المعوقين في العالم . وبين أنه يشارك في المؤتمر إلى جانب مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وجمعية الأطفال المعوقين وعدد من الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني إضافة إلى مشاركة فود من 30 دولة بأكثر من 180 ورقة علمية تقدم من أكثر من 22 ورشة عمل حيث يشارك فيها أساتذة من داخل المملكة ومن الدول العربية والأوروبية ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية . وبين أن جميع البحوث التي ستقدم في المؤتمر تتسق مع محاوره التي تركز على أهمية البحث العلمي والدراسات في دفع عملية العطاء في مجال الإعاقة والمعوقين مفيدا أن المؤتمر يشتمل على محاور أربعة ، الأول هو التشريعات والأخلاقيات وحقوق المعاقين ، أما المحور الثاني فسيكون عن الجانب الاجتماعي ودمج المعوقين ، فيما يبحث المحور الثالث عن المستجدات في المجال الطبي خاصة بحوث الجينات وتقنية استعمال الخلايا الجذعية وذلك من خلال الاستماع إلى تجارب الأطباء عنها ، بينما يختص المحور الرابع بالتعليم والتدريب والتأهيل ودمج المعوقين في مدارس التعليم العام . وأفاد الدكتور السويلم أن المؤتمر يركز على لغة الإشارة وإمكانية تطويرها . بعد ذلك ألقيت كلمة المعوقين وألقاها كل من استشاري أمراض سرطان الدم الدكتور مازن بن فؤاد خياط والأستاذ عمار هيثم بوقس أكدا فيها على أن الإعاقة من أهم الموضوعات التي تثير اهتمام الباحثين والعلماء مشيرين إلى أن العناية بالمعوقين تمثل إحدى مؤشرات حضارة الأمم . إثر ذلك ألقى عمار هيثم كلمة أخرى بالنيابة عن المعوقين شكره فيها الله ثم الحكومة الرشيدة على ما توليه من اهتمام كبير بذوي الاحتياجات الخاصة . عقب ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة الجهات المنظمة للمؤتمر عد فيه احتضان المملكة للمؤتمر يعكس ماتوليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين من اهتمام ودعم لقضية الإعاقة ولتوفير حياة كريمة للمعوقين . وبين معاليه أن منظومة الخدمات والرعاية المقدمة للمعوقين في المملكة شهدت نقلة ملموسة خلال العقود الثلاثة الأخيرة حيث تناغمت أدوار المراكز الحكومية والأهلية والخيرية لتقدم مظلة من التأهيل والتعليم والعلاج والرعاية الاجتماعية والتوظيف لعشرات الآلاف من المعوقين وتوجت تلك الجهود مؤخرا بصدور توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز / حفظه الله / بمضاعفة الإعانات التي تصرف للمعوقين واحتساب توظيف المعوق مقابل توظيف 4 من غير المعوقين في نظام السعودة . وأكد معاليه أن مؤسسات المجتمع المدني في المملكة من جهات ومؤسسات خيرية تساهم بدور رائد في رعاية المعوقين عادا المؤتمر أحد صور الدور المتنامي الذي تزكيه الدولة وترعاه وتدعمه . وأشار معاليه إلى أن جميع المهتمين بقضية الإعاقة في المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية يتطلعون إلى نتائج هذا المؤتمر وما سيطرح خلاله من أفكار وبرامج وأبحاث ومشروعات ستسهم بمشيئة الله في المزيد من الحراك في الاهتمام بقضية الإعاقة وبرامج رعاية المعوقين وحقوقهم وواجباتهم. بعد ذلك ألقى سمو الأمير رعد بن زيد كبير أمناء ملك المملكة الأردنية الهاشمية ورئيس المجلس الأعلى لشؤون المعوقين في المملكة الأردنية كلمة الضيوف والمشاركين في المؤتمر أبرز فيها اهتمام المملكة العربية السعودية على رعاية المعوقين ومساهمتها في جعلهم أفراد مبدعين ومتميزين متمنيا للجميع التوفيق والاستفادة . وفي ختام قام صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة بتكريم الرعاة الداعمين للمؤتمر ثم تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة . حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول الثروة المعدنية وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو المكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز وعدد من أصحاب المعالي والمسؤولين .