زاوية يكتبها يومياً : د. أحمد عبد القادر المعبي كيف يمكن الحد من ظاهرة غلاء المهور عند الآباء؟ رياض بن أحمد منتزه الهوري جدة الحقيقة ان الزواج ليس صفقة تجارية كما يظن البعض بل هو شركة روحية تقوم على اسمى الاهداف وأنبلها وانطلاقا من هذا المفهوم الواسع يجب على كل أب ألا يغالي في صداق ابنته لأنه لو كان في هذا الغلو شرفا وميزة لكان أولى به فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات. نعم ان الشريعة الاسلامية لم تجعل حدا لقلة المهر ولا حدا لكثرته ذلك لأن الناس يختلفون في الغنى والفقر أو يتفاوتون في السعة والضيق ولكل جهة عاداتها وتقاليدها ومن أجل ذلك تركت الشريعة أمر الصداق لظروف الناس ليعطي كل واحد على قدر طاقته وحسب حالته وعادات عشيرته بقطع النظر عن القلة والكثرة، وهذا من يسر الشريعة، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ان اعظم النكاح بركة أيسره مؤنة رواه الامام أحمد وقول عمر بن الخطاب في معرض النهي في المغالاة في المهور: لا تغالوا في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مهور نسائه صلى الله عليه وسلم لا تزيد على 500 درهم وهي ما تعادل في زماننا اليوم 130 ريالا سعوديا أما مهور بناته صلى الله عليه وسلم فهي لا تزيد على 400 درهم وهي اليوم تعادل 100 ريال سعودي.