أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أهمية ما نتج عن المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في دورته الحادية والعشرين والتي اختتمت بالقاهرة امس من توصيات تحث على التجديد في الفكر الإسلامي مع التأكيد على عدم إهمال ثوابت الدين أو الخروج على مسلماته بهدف العودة بالإسلام نقياً وصافياً كما جاء به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ونوه معاليه في تصريح له امس عقب الجلسة الختامية للمؤتمر بدعوة المؤتمر علماء الأمة ومجتهديها ومؤسساتها الإسلامية والمجامع والمنظمات الإسلامية ببذل أقصى جهدهم وطاقاتهم العقلية والفكرية لإنزال النصوص على الوقائع التي تستجد في حياة الناس متبعين مناهج الفكر وأصول الفقه الإسلامي لكي يتمكنوا من مواجهة المشكلات والتحديات المستجدة التي تواجه الأمة بشكل دائم في الوقت الحاضر. ولفت إلى التوصيات العامة التي أكد عليها المشاركون في المؤتمر والمطالبة بوقف إجراءات تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاص بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير ودعوة المجتمع الدولي إلى تجنب ازدواجية المعايير التي تطبقها مؤسساته لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل وما ترتكبه من عدوان مستمر على الشرعية الدولية. وأكد الشيخ صالح بن عبد الغزير آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية لديها عدة برامج مهمة في تطوير الاجتهاد الفقي وتطوير مناهج الفكر الإسلامي فضلا عن برامج مختلفة في دعم وتبنى حوار أتباع الأديان والثقافات.. مشيرا إلى ما عقدته المملكة من عدة ملتقيات ومؤتمرات في هذا الشأن. وقال معاليه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- أيده الله -دعا إلى فتح الحوار مع العالم وأيضا فتح الحوار الداخلي في المملكة العربية السعودية ..لافتا إلى المؤتمرات الثلاث التي عقدتها المملكة في مكة ومدريد والمؤتمر الذي دعت إليه الأممالمتحدة والخاصة بالحوار مع العالم بين أتباع الأديان والثقافات والتي كانت كلها تصب في إشاعة روح السلام والحرص على أن يتبنى العالم بدلا من لغة الحرب والاستعلاء والاستعداء والخصام لغة الحوار والنقاش والتفاهم وهو ما صبت عليه المؤتمرات السابقة وهو أن الحوار هو البديل الأمثل في التفاهم بين أتباع الديانات والثقافات. وأضاف قائلا إن المملكة العربية السعودية على صعيدها الداخلي دعت إلى حوار شامل وطني شامل وأقامت مركزا ضخما هو مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والذي يلتقي فيه علماء ومفكرون وخاصة ومتخصصون وشباب أيضا لمناقشة القضايا الداخلية في موضوعات الحوار. وأكد معالى وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن الاجتهاد هو مطلب دائم كما أن المملكة حريصة على أن تبقى الروح الإسلامية الفقهية متطلعة إلى زمن قادم يكون أكثر معالجة لمشكلات الأمة وأكثر نزولا لحاجة الناس لذلك جاءت تشكيلة هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في الشهر الماضي بضم عدد اكبر من مذاهب مختلفة في إطار المذاهب السنية في المملكة ليزيد تمثيل المذاهب الإسلامية المختلفة وكل هذا يصب في إطار التجديد في الفكر الإسلامي وفى المناهج الإسلامية في الفقه والسلوك والحوار. واوضح معاليه أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حرصت على أن يكون القران الكريم هو دستورها في الوقت الذي كان فيه الآخرون يبحثون عن دساتير في الشرق والغرب وأنشأت في كل منطقة ومحافظة جمعية خاصة لتحفيظ القران الكريم وقد بلغ عدد المنتمين إلى هذه الجمعيات والمتعلمين من خلالها أكثر من 600 ألف دارس ودارسة في عموم المملكة العربية فضلا عن إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة الصحف الشريف والذي طبع أكثر من 240 مليون نسخة من القرآن وترجمة معانيه إلى أكثر من 50 لغة وهو ما يتم وفق برامج محددة من المملكة لدعم هذا الاتجاه القرآني ..مشيرا إلى أن المحاكم بالمملكة تحكم بما دل عليه القران والسنة واجتهادات العلماء الإسلامية وهو منحى تطبيقي لهداية القرآن والأخذ به. وثمن معالي الوزير في ختام تصريحه الموضوعات التي ناقشها المؤتمر والخاصة بالاجتهاد الفقهى وتفعيل نظرية المقاصد الإسلامية .. مشيرا إلى هذه هي المناقشة الثانية لموضوع تجديد الفكرة الإسلامي والذي يعكس مدى الحراك في الأمة الإسلامية وارتباطها بالأوضاع العالمية.