لم يكن فوز الهلال بكأس ولي العهد السعودي لكرة القدم للمرة الثامنة في تاريخه مستغربا للكثير من المتابعين لمسيرة "الزعيم" في الآونة الاخيرة, لا سيما منذ ان تولى المدرب الروماني كوزمين أولاريو الاشراف عليه قبل موسمين. وأحتفظ الهلال بلقب بطل كأس ولي العهد للمرة الثانية على التوالي والثامنة في تاريخه (رقم قياسي), عقب فوزه في المباراة النهائية امس الجمعة على الشباب بهدف دون مقابل سجله مدافعه فهد المفرج في الدقيقة 113 من الشوط الاضافي الثاني. والنهائي هو الاول هذا الموسم, مع الاشارة الى ان الشباب والنصر بلغا نهائي كأس الامير فيصل بن فهد الذي يقام في الرابع عشر من مارس المقبل. ورفع الهلال رصيده من البطولات الرسمية المحلية والخارجية الى 48 بطولة (33 محلية و15 خارجية)، وهو الاعلى بين الاندية السعودية. ويتصدر الفريق الهلالي ترتيب الدوري السعودي برصيد 43 نقطة بفارق الاهداف امام الاتحاد قبل اربع مراحل فقط على نهايته, ويسعى للحفاظ على لقبه الذي أحرزه العام الماضي على حساب الاتحاد مطارده المباشر على لقب هذا العام. وبعد موسم اول ناجح مع الهلال حقق خلاله كوزمين بطولتي الدوري وكأس ولي العهد, وضع مدرب ستيوا بوخارست السابق مع رئيس النادي الجديد الامير عبد الرحمن بن مساعد استراتيجية جديدة ل"لأزرق" تقضي بالأحتفاظ اولا بالبطولات التي احرزها الفريق في الموسم الماضي، ثم الانطلاق الى المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي. واوضح رئيس الهلال "لعبنا مباراة صعبة للغاية حبس فيها الشباب انفاسنا كثيرا ولكن نجحنا في تخطي الظروف وتحقيق اول الالقاب المحلية هذا الموسم"، مضيفا "ان فهد المفرج لاعب مؤثر اهدانا بطولة غالية على قلوبنا". يبدأ الهلال مشواره الآسيوي في العاشر من مارس المقبل بلقاء فريق سابا باتري الايراني في الرياض، مع العلم ان مجموعته تضم ايضا كلا من الاهلي الاماراتي وباختاكور الاوزبكي. ومن أجل تنفيذ الحلم الجديد كان لا بد من تغييرات فنية وادارية, بدأت بتعيين قائد الفريق والمنتخب السعودي السابق سامي الجابر مشرفا على كرة القدم, ثم أقام الفريق ثلاثة معسكرات في ايطاليا والنمسا واليونان خاض خلالها سلسلة مباريات ودية ابرزها امام انتر ميلان ولاتسيو وخسرهما بنتيجة واحدة صفر-1. وجرى الاتفاق على بقاء الليبي طارق التايب في صفوف الفريق والتعاقد مع ثلاثي أجنبي اضافي مكون من لاعب المنتخب السويدي كريستيان ويلهامسون والذي سبق له اللعب في اندرلخت البلجيكي وروما الايطالي وبولتون الانكليزي وديبورتيفو لاكورونيا الاسباني واخيرا نانت الفرنسي, واشترى الهلال عقده مقابل 8ر7 مليون يورو, والروماني ميريل رادوي الذي ضمه خلال فترة الانتقال الثانية من ستيوا بوخارست مقابل 2ر1 مليون يورو سنويا، والكوري الجنوبي سيول كي هيون المنتقل الى الهلال من نادي فولهام الانكليزي على سبيل الاعارة. واستغنى الهلال خلال الفترة الثانية عن البوليفي رونالد رالديس بسبب كثرة مشاركاته مع منتخب بلاده. وبدا واضحا ان الفريق الهلالي استفاد جيدا من المعسكرات التي اقامها فكان منافسا منذ البداية على بطولة الدوري المحلي, وقام بمشوار ناجح في بطولة كأس الامير فيصل بن فهد وصل على اثره الى الدور نصف النهائي لكنه خرج أمام الشباب بركلات الترجيح. وفي بطولة كاس ولي العهد تغلب في دور ال16 على الوطني بهدفين، ثم تخطى الوحدة في ربع النهائي, والنصر في دور الاربعة والشباب في النهائي بنتيجة واحدة قوامها هدف نظيف محافظا على شباكه خالية من الاهداف. ولعل ما يميز الهلال هذا الموسم التنظيم الدفاعي المحكم الذي انتهجه كوزمين بوجود ثلاثي المنتخب اسامة هوساوي وماجد المرشدي وعبد الله الزوري، ومن خلفهم الحارس العملاق محمد الدعيع الذي ذاد عن مرماه ببسالة، ويكفي ان ستة أهداف فقط هزت الشباك الهلالية خلال 18 مباراة في بطولة الدوري و9 أهداف في 27 مباراة رسمية خاضها الهلال هذا الموسم أي بمعدل هدف في كل ثلاث مباريات. يذكر ان ماجد المرشدي كان لقب أفضل لاعب في دورة الخليج التاسعة عشرة التي اقيمت في مسقط الشهر الماضي. هذا التنظيم الدفاعي تكامل بوجود لاعبين مميزين منهم خالد عزيز وياسر القحطاني وأحمد الفريدي ثلاثي المنتخب السعودي ايضا. ويبقى القول ان الزعيم، وهو لقب الهلال لكونه أكثر الفرق تحقيقا للبطولات في السعودية, سيعاود مواجهاته في بطولة الدوري بلقاء الوحدة في الخامس من الشهر المقبل قبل المواجهة الآسيوية الاولى امام سابا باتري الايراني في العاشر منه.