يحل العالم العربي ضيف شرف على واشنطن لمدة ثلاثة اسابيع بمناسبة اكبر مهرجان للثقافة العربية يقام حتى الان في الولاياتالمتحدة، في وقت وعد الرئيس باراك اوباما بمد اليد الى منطقة لا تزال غريبة عن الغالبية الساحقة من الاميركيين. وستتعاقب العروض حتى 15 مارس في مركز كينيدي للفنون على ضفاف نهر بوتوماك في اطار مهرجان "ارابيسك" الذي يشارك فيه اكثر من 800 موسيقي وممثل وراقص ومسرحي وفنان قادمين من 22 بلدا. ويهدف هذا المهرجان الى فتح نافذة على قسم من العالم بات منذ 11 سبتمبر 2001 يقترن في اذهان العديدين بالارهاب. واوضحت اليشيا ادامز منظمة المهرجان الذي جاب 15 بلدا على مدى ثلاث سنوات بحثا عن فنانين يشاركون فيه "ان الفن هو افضل اداة في متناولنا لتغيير رأي الناس في الدول والشعوب الاخرى". واضافت "قدمنا العديد من المهرجانات الدولية في السنوات الاخيرة. وبالنسبة لهذه المنطقة، اردت ان اظهر جمالها ووجهها الانساني". وان كان المهرجان البالغة ميزانيته عشرة ملايين دولار يكرم التراث فيقدم عروضا مثل عروض دراويش حلب، غير انه يخصص ايضا حيزا كبيرا للفن المعاصر حيث يتضمن عروضا لفرقة المغربي خالد بنغريب لرقص الباليه وفنان الهيب هوب الصومالي كنان. ومن العروض المرتقبة مسرحية "ألايف فروم بالستاين" (حيا من فلسطين) لفرقة القصابة المتحدرة من رام الله، وتعرض سلسلة من الاسكتشات والمونولوجات من وحي الانتفاضة الثانية فتعطي لمحة عن الحياة اليومية في الاراضي الفلسطينية في ظل الاحتلال الاسرائيلي. ويخص المهرجان النساء بحصة كبيرة، فيقدم فرقة نساء للغناء البربري من مراكش، كما يقدم الفنانة نوال، اول موسيقية من القمر تحيي خارج بلادها. ويتضمن المهرجان عرضا للراقصة المصرية كريمة منصور التي اسست اول فرقة مستقلة للرقص المعاصر في القاهرة، يرافقها احمد كومباوري على الايقاع. ونقل منظمو المهرجان اطنانا من المعدات لاستخدامها في العروض والمعارض العديدة التي سيتم تنظيمها ومنها معرض صانعة الحلى المصرية عزة فهمي التي تعد بين زبائن مجوهراتها الكثير من المشاهير مثل الملكة نور وكاترين دونوف. وقال رئيس مركز كينيدي مايكل كايزر "ان الفن يشجع السلام ويفتح نافذة للتفاهم بين الشعوب" مضيفا "آمل ان يساعد هذا المهرجان على التقريب بين العالم العربي والغرب". ويظهر هذا التقارب جليا في اقتباس الكاتب والمخرج الكويتي سليمان البسام لمسرحية شيكسبير "ريتشارد الثالث". وقالت ادامز ان تنظيم المهرجان بعد شهر فقط على تولي باراك اوباما السلطة هو من باب الصدفة لكن "ذلك سيعطي الحدث المزيد من الزخم والاصداء منه لو كنا ما زلنا في عهد جورج بوش". ووعد اوباما العالم العربي لدى تنصيبه في 20 يناير باعتماد "مقاربة جديدة تقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل".