والدنا المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وحد المملكة العربية السعودية في كيان واحد قوي ومؤثر.. وحدها بعد شتاتٍ وضياع في أيام "العوز والفقر والتناحر" قاضياً بذلك على ثالوث الفقر والجهل والمرض وعلى ألا تعود تلكم النعرات التي كانت تدعو إلى التشتت والتعصب والتشرذم والخذلان وذلك في مجتمع يحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله، وعليه ومن هناك تكونت هذه البلاد العظيمة بخطط طموحة وشجاعة من لدن ملك عادل أذهل كل البشرية بسياسته وحنكته وشجاعته وهكذا سارت وتسير به وبمن بعده من ابنائه الملوك الميامين تغمد الله ميتهم بواسع رحمته ورضوانه ,فقد استطاع الملك عبدالعزيز بعد الله من خلق بيئة حضارية ووطنية صادقة لا مثيل لها في العالم المعاصر، ثم سلمت الأمانة بعد من أدوا أدوارهم المشكورة إلى والدنا الغالي "خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وأطال في عمره إنه سميع مجيب. ويواصل مليكنا الغالي "الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن يساعده من اخوانه وحكومته الرشيدة يواصل جهاده في المضي قدماً على نهج والده البطل "الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن" ومن سبقه من اخوته الملوك الأشاوس بعد المؤسس وفي عهده, يحفظه الله, ازدهر كل شيء في خدمة الوطن والمواطن وعظم الأمن والاستقرار في ربوع البلاد وعم العدل والخير في كل الظروف ولله الحمد والمنة وهنا وبعد كل هذه المعطيات الايجابية ماذا يكون دورنا؟. بالطبع الحمل ثقيل والأمانة غالية والواجب يفرض على كل مواطن التخلي عن الأنانية, وانكار الذات, لننطلق في مجتمع موحد يشد بعضه إزر بعض لتحقيق الأماني والأهداف الشاملة للحاكم والمحكوم إن شاء الله ولنصل إلى بر الأمان في كل الاتجاهات الحياتية والمستقبلية المصيرية .. الخ. غير أن الذي حصل وللأسف وجرياً وراء مصالح هذه الفضائيات الربحية بتوجهاتها الايجابية والسلبية برزت لنا ظواهر غريبة ليس من المصلحة تشجيعها والسير خلفها "كإحياء النعرات القبلية المشينة بحيث أخذت كل قبيلة بخطبائها وشعرائها تمجيد ماضيها وحاضرها فقد اقامت الدنيا وأقعدتها وكأنها من "حرر القدس من الصهاينة,أو من وحد شبه الجزيرة العربية بالقتال والفتوحات التي ما سمعنا بها ولا علمناها, أقيمت الاحتفالات الصاخبة وزادت المهايطات التي لا تليق باسلاميتنا وواقعنا الوسطي المقبول". بعض هذه الاحتفالات تقام ممن يحاول بها الوصول إلى "لقب المشيخة ليس إلا" ليقال له الشيخ فلان والمشيخة تعطى ولا تطلب ولها أساس ومجد وتاريخ ونظام "وصدقوني أن هناك من يقيم هذه الاحتفالات والمشاهد العامة والخاصة من أجل البروز والشهرة وأولاده وأهل بيته في حاجة للغذاء والدواء وحليب الإطفال فإلى هنا اترك الأمر لله ثم لقادة هذا الوطن لِيُشَجِعُوه أو يُخَفِّفُوه . ولكل من يشاركني الرأي إبداء ملاحظاته للمصلحة العامة. ومعذرة فالحق لا يُزْعِل والله الموفق.