بداية أهنئ معالي الدكتور/ محمد علي آل هيازع بالثقة الملكية بتعيينه وزيرا للصحة واتمنى أن تكون مع مقدمة بوادر وضع إستراتيجيات ذات بعد مستقبلي لعلاج اوجه القصور المتفشية حاليا وبشكل غير معقول سيما وان معاليه يمتلك سيرة ذاتية ثرية. ورسالتي اليوم ليست جديدة بل سبق أن وجهتها منذ أكثر من ثلاثين عاما من قبل لكل من اصحاب المعالي .د / فيصل الحجيلان ود/ اسامة شبكشي ود/ حمد المانع ود/ عبدالله الربيعة والمهندس/ عادل فيه وزراء الصحة . وحقيقة كم سعادتي بصدق ما طرحته مشوبة بعدم الرضى لكون كل ما حذرت منه وقع ولكن تضرر منه أناس كثر . و من باب التوثيق فقد ذكرت هنا قبل فترة انه لو نسخت إحدى مقالتي تلك حول هموم المريض مع وزارة الصحة فلا جديد اللهم إرتفاع ميزانية وزارة الصحة من 4 مليار تقريبا الى أكثر 65 مليار لاشك انها انتجت بنية تحتية جبارة . لكن كان ينقصها إدارات مواكبة تسخر تلك الامكانيات لتقديم خدمات تتوافق وحاجيات المرضى ، لكن للأسف المتابع لاحظ في الاونة الاخيرة . توابع عناوين كثيرة ومذهلة دون حراك وسأتناول ذلك لاحقا بشيء من التفصيل ومن تلك بشكل عام العناوين التي نشير اليها من باب التذكير . وفاة دكتور بمستشفى بجده إثر عملية جراحية من قبل طاقم طبي غير مرخص لهم وبعد فترة وفاة طفل في ذات المستشفى نتيجة خطاء طبي فادح و مستشفى حكومي في جازان حقن طفلة بالإيدز وبعد إستفزاز الرأي العام نقلت الضحية إلى الرياض وهنالك جدل بين الوزارة وأهل الضحية حول صحة التقارير لازال قائما حتى تاريخيه . ومستشفى حكومي آخر في القصيم حقن طفلة أخرى بالكيماوي ومواطن آخر يتهم مستشفى ببيشة بحقن زوجته بدم ملوث بالإيدز و مواطن يتهم مستشفى عفيف بسرقة إحدى كلى شقيقه مواطن يتهم مستشفى بحائل بموت ابنته "جوعا" طبيبة أميركية تتهم ممرضات تخصصي الرياض ببيع "المورفين" الشيخ محمد بن زايد يتكفل بعلاج الطفلة السعودية "نورة" ضحية "التقوّس" في مستشفيات لندن إستيراد اجهزة غشيل كلى مضروبة و .. و.. هذه نماذج ليست تغريدات بمفهومها الرائج إنما كوارث وفي اقل من عام وهذا قليل من كثير تعج به وسائل الاعلام و كان يومها يتبارى المسؤلون في وزارة الصحة في الساعات الأولى في الدفاع ومحاولة التشكيك في مصداقية ثم بعد آيام تتضح الصورة ولكن لا نرى ما يفيد أن هنالك تقصي ومتابعة نحو التصحيح بل السلبيات في تزايد. ولا أود هنا سرد سلبيات هذه الوزارة فقد يطول بنا المقام لذا أعود وأكرر ما كتبته مرارا وتكرارا أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط كتبت هنا أكثر من (46) مقالاً حول حال الصحة وذلك ضمن الأطروحات الإعلامية المواكبة والمتتالية حول مشاكل وإشكلات المرافق الصحية وبشكل أصبح عاماً ولست الوحيد الذي يتناول هذا الهم ، فالأحداث المؤلمة تتتابع على مدار الساعة وقلت يومها ولا زلت اكرر إننا نحاول قدر الإمكان أن لانكتب في إطار المقالة عن إنطباعات مزاجية أو ردة فعل عاطفية لذلك تنوعت مقالاتنا بين الإشادة تارة والنقد تارة إشادة من غير تطبيل ونقد من غير قسوة نعكس على الحالة ما تعلمناه وما إكتسبناه من خبرات في مجالات متنوعة سواء على الممارسة العملية أو العلمية أو المعايشة الفعلية ولا نكتب حتى نتحرى المصداقية الكفيلة بإخراج مقالة تخدم الصالح العام،أو مالم تنفي الوزارة ما يشاع ويقلق الرأي العام. لاننظر للأشخاص فهم متحركون ولكن تبقى المعطيات التي يجب أن تكون جيدة لتتوارثها الأجيال عطاء أو إستفادة ، لكن الحقيقة المرة أن المواطن المحتاج للخدمات الطبية لا يلمس على الأرض أي تطور ، ومما (زاد الطين بلة) وحسب تصريح وزير الصحة السابق الربيعة أن نسبة 60% من تلك الميزانية مرتبات ، وأخشى كما ذكرت مراراً أن تكون نسبة كبيرة من المتبقي لاسمح الله مشاريع متعثرة هذا وللحديث بقية. جدة ص . ب 8894 تويتر – saleh1958