تأكيداً لعمق الحضارات السودانية وتطورها اكتشف باحثون في مجال الآثار، أن السودانيين القدماء كانوا يزرعون الحبوب الغذائية كالقمح والشعير منذ (7000) سنة، ويستخدمونها كوجبة رئيسية في غذائهم. وجاء هذا الاكتشاف بعد أن وجد متخصصون ألمان بقايا من الشعير والقمح في أسنان هياكل عظمية تتبع لفترة ما أصطلح عليه بالعصر الحجري الحديث بمقابر في وسط السودان. ويعتقد أن القمح تمت زراعته لأول مرة في الشرق الأوسط قبل حوالي(10) آلاف عام، ومن ثم انتشر إلى وسط وجنوب آسيا ومن ثم إلى أوروبا وشمال أفريقيا.وقال الدكتور "ويلمود اوت" من جامعة كيل الألمانية إنه بالتوصل إلى هذه النتيجة فإننا نقول إن الإنسان على طول النيل، لم يأكل فقط الأعشاب البرية والحيوانات وإنما كان يأكل كذلك القمح والشعير. وأضاف أن تنوع الوجبة الغذائية في سودان الماضي أكبر بكثير عما كان يعتقد. وقال "أوت" :إن وجود الحبوب الغذائية في القبور يعني أن هذه الأصناف من المأكولات لديها معنى رمزي سابق لدى قدماء السودانيين، وأوضح أن جزيئات هذه الحبوب المعدنية استطاعت أن تعيش لآلاف السنين في حين فنيت جزيئات نباتات أخرى، مشيراً إلى أنه استخدم في هذه العملية تقانة عالية خاصة وعملية تحليل إشعاعي لتحديد عمرها.وتعتبر المنطقة – بحسب المتخصصين في الآثار- تأوي مجموعات بشرية تتناول البقوليات والدخن كذلك، أي أن السودانيين قد يكون لديهم معرفة بالفول قبل (7000) سنة.وجاءت هذه الدراسة بعد دراسة منفصلة وجدت أن وجبة قدماء المصريين مكونة من الخضروات والفواكه والقمح والشعير.