يعد معهد إعداد الأئمة والدعاة التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة من أبرز الصروح العلمية والمنارات الدعوية المضيئة في العالم الإسلامي برزت معالمه منذ تأسيسه عام 1403ه في مكةالمكرمة بقرار من المجلس الأعلى العالمي للمساجد، انطلاقا من أن الدعوة في هذا العصر لم تعد جهدًا فرديًا، بل أصبحت علمًا وتدريبًا دقيقًا على جملة من المهارات والخبرات الدعوية. ويهدف المعهد من خلال دوراته الداخلية والخارجية إلى تقوية الإيمان وتزكية الأنفس والتربية على المطابقة بين القول والعمل ليكون الداعية داعية بخلقه وسلوكه، بالإضافة إلى بيانه ولسانه والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن وسد حاجة المساجد والمراكز، والأقليات الإسلامية بالكفاءات المتخصصة من الأئمة المؤهلين ، والخطباء المؤثرين ، والدعاة المتبصرين بما يسهم بفعالية في حل المشكلات وتوحيد الجهود وجمع الصفوف على الحق وتأهيل وتدريب الدعاة والأئمة والخطباء لرفع مستوى الأداء وتنمية القدرات والمواهب. كما يهدف إلى الاهتمام بالبحث العلمي التطبيقي في ميادين الدعوة ومجالاتها وعلومها ومشكلاتها للمساعدة في نشر العلوم الشرعية مع الاهتمام بنشر العقيدة الصحيحة وتقديم الحلول العملية لمشكلات الدعوة والدعاة في الميادين المختلفة وتنمية روح الإخاء والتعاون ، والإيثار بين المسلمين عامة والدعاة إلى الله خاصة. ويقدم المعهد خدماته لكل الدول والأقليات الإسلامية، إضافة إلى عنايته الفائقة في التربية السلوكية للأئمة والدعاة من خلال بعض مقرراته، والنشاط المصاحب الذي ينفذه، والتدريب العملي على إعداد خطبة الجمعة وإلقائها وعلى تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع مع تطبيق أحكام التجويد ، وكذلك التدريب على إعداد المواعظ وإلقائها واهتمام المعهد بالوسطية وانتهاج الحكمة وعنايته بالجمع بين الأصالة والمعاصرة في برامجه ومناهجه. ويخدم المعهد الشعوب والأقليات الإسلامية حيثما وجدت، مما ينسجم مع الطبيعة العالمية لرابطة العالم الإسلامي من الأنظمة واللوائح واقتضت هذه الميزات المهمة للمعهد أن ?يزيد عدد الدارسين في كل صف دراسي عن عشرين دارسًا، ضمانا للمحافظة على هذه الميزات في أداء المعهد رسالته على أحسن وجه، كما اقتضت أن تكون الشريحة المستهدفة في برامج المعهد من الأئمة والخطباء والدعاة الذين يحملون مؤهلات دراسية ويتمتعون بمواهب وقدرات جيدة في أن يصبحوا مؤثرين في مجتمعاتهم ، فاعلين في أداء رسالتهم . ومن إنجازات المعهد تخريج 34 دورة من الأئمة والدعاة والخطباء من جميع البلدان الإسلامية والأقليات، وأقام عدة دورات لمنسوبي الدفاع المدني والعاملين في مواسم الحج عن طريق إدارة التوعية الإسلامية في الحج بمشاركة أعضاء هيئة التدريس في المعهد وتنظيم دورات في الحاسب الآلي لطلاب المعهد ودورات البرامج اللغوية العصبية كما افتتح المعهد موقع الدراسة عن بعد على الشبكة العالمية للمعلومات كما يصدر المعهد مجلة الهداية المتخصصة في الدعوة. ومن المعاهد التي إقامتها رابطة العالم الإسلامي وتشرف عليها في الخارج، معهد الرابطة في موريتانيا الذي بدأ تشغيله عام 1980م ويقع ضمن مبنى مكتب الرابطة في نواكشوط، ويضم فصلين دراسيين يستوعب كل منهما 60 طالبًا ومدة الدراسة بالمعهد سنتان لمن يحفظ القرآن الكريم، بينما يُدرس في المعهد علوم اللغة العربية والعلوم الشرعية وعلوم القرآن الكريم، ويمنح الدارس شهادة الدراسات القرآنية . و قامت رابطة العام الإسلامي بتشغيل عدد من المعاهد في جمهورية جزر القمر منذ عام 1988م، وهي : معهد مروني العاصمة، ومعهد فومبوني جنوب الجزيرة الكبرى، و معهد ميطامهولي شمال الجزيرة الكبرى، ومعهد دموني جزيرة هتروان، ومعهد موتسامود هتروان، ومعهد موهيلي جزيرة موهيلي، وتمنح تلك المعاهد شهادة ابتدائية وشهادة متوسطة معترف بها من قبل الوزارة المختصة بجزر القمر. وفي معهد الرابطة في النيجر والذي يمثل احد أنشطة مركز الملك فيصل الإسلامي في نيامي ويستوعب أكثر من 370 طالبًا وطالبة في مستوى الدراسة المتوسطة والثانوية حيث يتم تدريس مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية طيلة أيام الأسبوع، بالإضافة إلى مناهج المواد العامة حسب المناهج الحكومية ويمنح المعهد شهادات الإعدادية والثانوية معترف بها من وزارة التربية النيجرية ومن الأنشطة الرئيسية لمكتب رابطة العالم الإسلامي في بنجلاديش معهد التدريب المهني في دكا، ويضم سبعة أقسام هي :إصلاح السيارات والكهرباء، والتبريد والتكييف، والإذاعة والتليفزيون، واللحام، وقيادة السيارات، والحاسب الآلي .