من نعم الله تبارك وتعالى على السودان أن حباه جل وعلا إلى جانب نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى بخريف في غاية التميز من حيث معدلات الأمطار العالية واستمراريتها طوال الموسم الزراعي مما مكن البلاد من زراعة أكثر من 52 مليون فدان منها زراعة أكثر من 25 مليون فدان ذرة بإنتاج يتوقع أن يبلغ 6 ملايين و917 طنا فيما يتوقع أن يبلغ عائد إنتاج محصولي السمسم والفول السوداني المليار دولار. ولا شك أن عوامل أخرى ساهمت بعون الله وتوفيقه في هذه الإنتاجية العالية هذا العام منها توفير البنك الزراعي السوداني للتمويل وإن كان محدوداً وتوزيع التقاوي المحسنة والأصناف الجيدة والأسمدة والمبيدات والاستخدام الأمثل للحزم التقنية على نطاق واسع ومكافحة الآفات وتوفير عدد من المعدات والحاصدات الزراعية والمشتقات البترولية. كا أنه من المتوقع زراعة 2.2 مليون فدان في الموسم الشتوي منها 840 ألف فدان قمح و139 ألف فدان زهرة شمس إلى جانب 1.2 مليون فدان من الخضروات والتوابل والأعلاف والبقوليات هذا إلى جانب مشروعات ومزارع البستنة والزراعة التقليدية والبيوت المحمية. ولكن مع وفرة الإنتاج وإدخال محاصيل جديدة في الدورات الزراعية خاصة في القطاع المروي الذي يتمدد على مساحة خمسة ملايين فدان، مثل القطن المحور وراثياً والأرز، ووجود أسواق للمحاصيل والحديث عن سلة الغذاء وتشجيع المستثمرين وتدخل الدولة في عمليات الشراء لصالح المزارعين إلا أن الزراعة في السودان تواجه مشاكل جمة من أهمها ضعف التمويل والتسويق وعدم الاستفادة من المنتج عن طريق التصنيع ووعورة الطرق داخل المشروعات الزراعية ونزاعات الأراضي والتقاوي الفاسدة وبطء كهربة المشروعات ونزوح العمالة للبحث عن الذهب في مناطق التعدين الأهلي والصراعات القبلية والتفلتات الأمنية. السودان سلة غذاء حقيقية وفي حاجة لمن يملأها ليفيد ويستفيد.