ا زعلك وارضيك ثم ارجع ازعل واشتاق انا لرضاك وارضى لحالي اكذب عليك ان قلت عنك ابرحل اجيك أنا وشوقي يسابق خيالي هذا المطلع من قصيدة تغنى به الفنان عبدالله عبدالعزيز وعندما نذهب للنص نجد التوغل في كتابات الشاعر عبداللطيف الشيخ يثري الذائقة ويفتح باب الجمال الشعري على مصراعيه حيث بدأ هذا النص من فوهة البركان العاطفي ثايرا متوهجا ب ( ازعلّك و أرضيك ) وكأن الشاعر لديه قناعة تامه بأن تراضي العشاق فصل خامس يمارسونه كُل ما خف وهج الحب وقد تكون أيضاً لعبة يمارسها العشاق لتجديد خلايا الوصل في أوردة الحب والملفت للأنتباه والدهشةأن الشاعر تحدّث عن هذه اللعبة في تفاصيل بسيطة عندما قال ( ثم ارجع ازعل ) وكأنها مشاكسة لذيذه بين قلب الحبيب ومحبوبته ولكن لماذا كل هذا .. نجد الشاعر يكشف عن السبب في بداية الشطر الثاني( واشتاق أنا لرضاك) هذا المنعطف يؤكد ماذكرناه بأن طقوس التراضي ومحاولة إرضاء الطرف الآخر ماهي إلا ركض بإتجاه الحب يمارسه العاشق بشكل تلقائي كلما قلّ منسوب الشوق بداخله إضافة إلى أن العاشق يُحب أن يرى ذاته ويشبع نرجسيته عندما تركض إليه المعشوقة محاولة منها لإشعال قناديل الرضى والفرح في قلب العاشق.. وقبل نهاية الشطر يأخذنا الشاعر من سفح غيمة لمنحدر صعب نكتشف من خلاله حِرفة الشاعر ومدى تعمقه في وصف اللحظة عندما توجهنا معه لمنعطف مفاجيء مليء بالحزن والإنكسار عندما سلّط الضوء على مايجده العاشق من قسوة حادة تخدش كبريائه حين تتجاهله المحبوبة وكأنها اتقنت اللعبة المشاغبة التي يمارسها المحبوب عندما قال( وأرضى لحالي ) ثم كتب (اكذب عليك إن قلت عنّك ابرحل )وهذا يثبت مدى تجذّر الحب في قلبه وأن ليس بإستطاعته الإبتعاد حتى لو تظاهر بذلك وأن كل مايقوم به مجرد تداعيات يبحث من خلالها كشف الحب في قلب المحبوبة وفي الشطر المقابل يرفع الرداء عن عاطفته الجميلة الناصعة بالصدق حين قال (أجيك أنا وشوقي يسابق وصالي) هنا يُعلن كمية اللهفة التي تنبض بداخله ويتنقّل بها في طرقات الحب في كل حين من أجل محبوبته. في الحقيقة النص محمّلا بكل فصول الحب وطقوسه والحديث عن مكامنه يحتاج سردا طويلا وإلمام الشاعر بكل هذه التفاصيل وتوظيفها في نص شعري يوضّح تمكّن الشاعر من تشكيل العاطفة بكل جمالها إلى باقة شعرية تُقدم لعشاق الشعر والموسيقى كل مساء.