استؤنفت الاشتباكات بين محتجين مناهضين للحكومة وقوات الشرطة في العاصمة الباكستانية إسلام اباد وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لمنع المحتجين من الوصول إلى مقر إقامة رئيس الوزراء نواز شريف. وأظهرت لقطات تلفزيونية حية رجالا يحملون هراوات ويركضون في فوضى في شارع بوسط العاصمة وقد وضع بعضهم أوشحة قطنية على وجوههم للحد من تأثير الغاز وقد عاد التلفزيون الوطني الباكستاني بي.تي.في الى البث بعد ان دخل جنود وقوات أمن باكستانية الى المبنى في العاصمة إسلام أباد عقب اقتحام محتجين المبنى وانقطاع البث. وقال شاهد إن القوات اصطحبت المحتجين المناهضين للحكومة إلى خارج المبنى واخضع المبنى لحماية الجيش. واعلن مذيع في قناة "بي تي في" ان "متظاهرين اقتحموا مقر التلفزيون وهم يفصلون الاسلاك. نحن في حالة حصار، وهم يقومون بالتشويش على البث". وبعد ذلك بلحظات توقف الارسال. وحطم المتظاهرون منشات للشبكة وازالوا صورا لرئيس الوزراء نواز شريف. وبعد نصف ساعة قام الجيش الذي يحظى باحترام المتظاهرين بخلاف الشرطة مع عناصر شبه عسكريين باخراج المتظاهرين دون مواجهات من المقر حيث استؤنف البث بشكل طبيعي. وتشهد العاصمة اسلام اباد منذ اواسط اب/اغسطس تظاهرات لمعارضين بزعامة عمران خان نجم الكريكت السابق والداعية الاسلامي طاهر القادري للمطالبة باستقالة شريف. ويزعم المعارضون ان انتخابات 2013 التي جاءت بشريف إلى السلطة كانت مزورة، رغم ان مراقبين محليين واجانب وصفوا تلك الانتخابات بالحرة والنزيهة. واتسمت التظاهرات بالسلمية حتى مساء السبت عندما دعا الزعيمان المعارضان مؤيديهما الى التوجه الى مقر رئيس الوزراء القريب من الحي الذي يضم السفارات الرئيسية. وامام توافد الاف المتظاهرين، لجات الشرطة للمرة الاولى الى الغاز المسيل للدموع . واوقعت هذه المواجهات التي لا تزال مستمرة الاثنين في وسط اسلام اباد ثلاثة قتلى على الاقل وقرابة ال500 جريح من بينهم مئة امراة وطفل، بحسب الاجهزة الصحية. وفي بلد يحفل تاريخه بالانقلابات، يشتبه المحللون في ان يكون العسكريون وراء تحرك خان والقادري بغية اضعاف شريف تمهيدا لاحداث فوضى تستدعي تدخلا قويا من الجيش. وياخذ الجيش على شريف بحسب هؤلاء المحللين التاخر قبل اطلاق عملية عسكرية في حزيران/يونيو ضد معاقل حركة طالبان في شمال وزيرستان، ومحاولته للتقرب من الهند ومحاكمة الجنرال برويز مشرف بتهمة "الخيانة العظمى" وهو ما يشكل سابقة في تاريخ البلاد. ميدانيا، يشيد المتظاهرون بالجيش الذي يحمي المباني الرئيسية في وسط المدينة لكن دون ان يتدخل في المواجهات، كما يدعون العسكريين الى حسم الموقف لصالحهم. وقالت احدى المؤيدات لطاهر القادري والتي تخيم منذ اسبوعين في العاصمة "نتوقع مساعدة من الجيش فنحن نؤمن به. وان شاء الله سينقذنا الجيش اذ سيتدخل لصالحنا". من جهته، صرح القادري "اهنئكم على احترامكم لتوجيهات الجيش" حول اخلاء مقر التلفزين. والاحد عقد قادة الجيش اجتماعا في مقر قيادة الجيش في مدينة روالبندي القريبة من اسلام اباد اصدروا في ختامه بيانا قالوا فيه انهم "وإذ يجددون تأكيدهم على دعمهم للديموقراطية" فانهم تباحثوا خلال الاجتماع "بكثير من القلق في الازمة السياسية الراهنة والمنحى العنيف الذي اتخذته". وسبق ان قام الجيش الاسبوع الماضي بدور "الوسيط" في الازمة لكن دون تحقيق نجاح اذ اشترط المعارضة استقالة شريف وهو ما رفضته الحكومة.