لم تأخذ معك كل شيء وتتركني أسيرة للدموع يهدهدني الغياب ويطنب الحزن أوتاده في مساحاتي التي تعودت على الارتباط بك والتجوال في حقولك والرقص تحت مطر مشاعرك والتحليق في سماء عذوبتك والاندفاع صوبك والإبحار نحو حدود يداعبها غيمك الساحر ليهمس لي السحاب بود أنه آسر وبحر هادر وموج متلاطم وأحاسيس ندية ومراكب ود أخوض بها كل مدن الألق وواحة أمان انتشي في حياضها يا رفيق الدرب ويا أنيس كل وحدة ويا ضياء كل بسمة ويا أجمل نسمة تحتويني ولحظاتي لا تزهر إلا بك ولا تتوهج إلا حينما تنعم بدفئك ولا تبرز إلا باحتوائك ولا تمطر إلا في واحاتك ولا تنساب إلا في رحابك ولا تنطلق إلا منك إليك فأنت دائما تنتشلني من غياب اللحظات ومن تعب المساءات ومن أنين الساعات ومن حصار الموانئ ومن حرقة الوقت ومن بعثرة الأحاسيس ومن كل حصار يضنيني وكل دمعة تقتلني وكل غياب لا يمنحني الأمان ، بك أسافر إلى مواطن الأمل وواحات الربيع وموانئ البهجة أهجر كل ألم ويختفي كل تعب وتزول كل آثار الحيرة التي تستوطن على حدودي الزاهية التي تعيد تشكيل وقتي الذي ينبض بمشاعرك المتدفقة وشلالاتك الساحرة وبدفء هطولك الذي يمنحني كل أمل لتبقى أنت سراج يضيء أعماقي ولكن متى تعود فالشوق لك عارم ومشاعري تنادي عليك وأنفاسي مشتاقة لروعة حضورك وليلي محتاج لأن ينيره قمرك ويتوهج فيه تغريدك سيف المرواني عازف شجن السعودية