المغتربون شريحة كبيرة ومهمة من الشعب السوداني بل يمثلون نموذجا مصغرا للسودان ككل بكل تركيبته ونسيجه الاجتماعي . فالجاليات السودانية بدول المهجر مكونة من جميع قبائل السودان المنتشرة في طول البلاد وعرضها , فلكل منها ممثلون من أبنائها . وتتشكل شريحة المغتربين في بنائها من كل طبقات المجتمع وتشمل مكوناتها المثقفين والمتعلمين بمختلف المجالات العلمية , ومنهم العمال والرعاة وغيرهم. ومثل السودانيون بالخارج البلاد خير تمثيل وساهموا بخبراتهم وكفاءاتهم في تنمية الدول وامتدت مساهماتهم للوطن , حيث تلعب الجاليات السودانية بالمهاجر المختلفة دوراً كبيراً في تقوية العلاقات مع الشعوب وتعزيز الصورة الإيجابية للسودان بالخارج والمحافظة على الهوية السودانية إضافة إلى دورها في معالجة العديد من القضايا. ومن الناحية الاقتصادية يعتبر المغتربون داعما كبيراً لخزينة الدولة من خلال تحويلاتهم المالية وبالتالي رافدا مهما وركيزة كبرى من ركائز الدخل القومي, بالإضافة إلى الرسوم المتحصلة منهم في السفارات والقنصليات السودانية في مختلف أنحاء العالم .. فهم بمثل ما عليهم واجبات تجاه الوطن , فلهم حقوق أيضا على الدولة يجب الإيفاء بها . وتبدأ مطالبهم من الخدمات المقدمة – والتي يجب تيسيرها لهم - عند إجراء أية معاملة في جهاز شؤون المغتربين بالخرطوم أو بالسفارات والقنصليات السودانية خارج الوطن . وهناك مشكلة البيروقراطية في الدوائر الحكومية التي يعاني منها المغترب . جامعة المغتربين التي أنشئت حديثا – وهي نتاج توصيات مؤتمرات سابقة - تحتاج إلى التطوير والتوسع لتستوعب أكبر عدد من الطلاب في جميع التخصصات . بنك المغتربين الذي يعتبر وعاءً اقتصاديا مهما فلابد من إنجازه ليكون داعماً لمشاريع المغتربين في مجال التمويل الأصغر والجانب العقاري والسكني . يجب أن تكون هنالك شراكة ذكية بين المغترب والدولة من خلال مشاريع استثمارية في مختلف المجالات لكي تعود بالنفع الكبير للطرفين بالإضافة إلى توفير فرص العمل لكثير من العمالة في الداخل. بمشيئة الله سينعقد المؤتمر العام السادس للمغتربين اليوم الثلاثاء 19- أغسطس الجاري وحتى الخميس 21 منه بقاعة الصداقة بالخرطوم .. ويمثل المغتربين فيه 375 جالية ومنظمة للسودانيين بالخارج تم توجيه الدعوة لهم لحضور المؤتمر. أتمنى أن يخرج المؤتمر بتوصيات يتم تنفيذها وتعمل على حل المشكلات كافة التي يعاني منها المغتربون ،وأن تطرح حوافز تشجيعية تساعد في تحويل العاملين بالخارج لمدخراتهم للبلد. للتواصل [email protected]