وجه الرئيس السوداني المشير عمر حسن أحمد البشير في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الخامس لجهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج الذي بدأت فعالياته بالخرطوم يوم الأحد الماضي وجه المسؤولين كافة بتنفيذ السياسات المعلنة تجاه السودانيين العاملين بالخارج بالتدرج في تخفيف الأعباء عن كاهل المغتربين والعمل الجاد لقيام جامعة المغتربين حفاظا لحقوقهم في القبول والرسوم الجامعية حسب التوصيات العلمية والعملية، وقال اننا نعمل بجد واجتهاد لوضع حد للمعاناة في بلادنا، ونتطلع الى أن يجد ابناء بلادنا حياة كريمة في بلادهم أو في دول المهجر. ونادى الرئيس السوداني بالعمل الجاد وتناسي الخلافات والتسامي فوق الأهداف والأهواء الشخصية، والمطامع الضيقة، وكسب الوقت المتاح لجعل الوحدة الوطنية خيارا اوحد للبلاد معولا على وحدة الصف ودعم السلام وترسيخ دعائم التنمية المستدامة، مبينا ان مرحلة السلام الشامل من أخطر المراحل التي نعيشها، وتليها الانتخابات ونختمها بالاستفتاء على المصير للجنوبيين والذي نرجو أن تأتي نتائجه دعما للسودان الموحد، ودعا البشير الى اصدار قانون دولي لحماية حقوق المغتربين خاصة وأن السودان يمر بفترة تحول جعلت منه نقطة جذب للعمالة الأجنبية، الأمر الذي يستدعي أن تحفظ حقوق المواطنين من التغول الخارجي، مثل ما نرعى حقوق الأجانب ببلادنا، مشيرا الى أن التعقيدات السياسية والأمنية والحرب الدولية على الارهاب اتخذت منحى قد يؤدي الى ظلم الكثيرين، ومن الأوجب رعاية حقوق المهاجرين. ودعا البشير المغتربين السودانيين إلى مواصلة جهودهم في اسناد الاقتصاد السوداني الوطني الذي تعافى بفضل دعمهم على أن ينال العاملون بالخارج نصيبهم غير منقوص في تخفيض الرسوم، وتبسيط الاجراءات حتى تصل إلى القيمة الصفرية، مشيدا بالدور الحيوي والمحوري للمغتربين في نقل صورة البلاد للخارج والترويج بخبراتها والتنبؤ بخيراتها في مجالات التعاون البناء والتعايش السلمي بين الأديان، متعهدا برعاية توصيات مؤتمر المغتربين الخامس وتوليه الاهتمام المطلوب. من جانبه دعا تاج الدين المهدي الأمين العام بجهاز المغتربين الى ضرورة اعادة النظر في قانون جهاز المغتربين بما يتواءم مع المتغيرات ولمزيد من الادوار التي تفرضها مرحلة السلام، مبينا ان المؤتمر الخامس للسودانيين العاملين بالخارج يمثل قوة اضافية لخطوات تجويد الاداء من خلال ما سيتمخض عنه من توصيات ومقترحات، وابان تاج الدين خطة جهاز المغتربين في المرحلة المقبلة والتي تتمثل في مشروع للاسكان للعائدين من الخارج والمشروعات الاستثمارية، بالاضافة للمشروع الشامل لحصر واحصاء السودانيين العاملين بالخارج ومشروع عودة الخبراء والكفاءات، ومشروع نقل المعرفة والتقانة، مبينا ان دور جهاز المغتربين ليس مجرد جباية للضرائب، وانما دور الجهاز القائد والموجه والراعي والمنفذ لخطط ومشاريع ابناء السودان العاملين بالخارج، واشاد الأمين العام بقرارات رئيس الجمهورية بالاعفاء الجمركي للأمتعة والمتعلقات الشخصية للعائدين نهائيا لما يمثله القرار من تشجيع لوصول المشروع إلى غاياته النهائية. وفي ذات الجلسة أكد رئيس الجاليات السودانية بالخارج وممثل المغتربين حسن عبدالعزيز على أن تنامي الالتزامات والأسر القى بظلاله على المغتربين مما افرز اسرا كاملة عاطلة عن العمل في الخارج ونتجت عن ذلك اوضاع مزرية تتطلب اجراءات عاجلة لاعادتهم الى البلاد، وشدد عبدالعزيز على ضرورة مراجعة أسس ومعايير قبول أبناء المغتربين في الجامعات والمعاهد العليا، وتعديل قانون جهاز العاملين بالخارج وتحويله إلى وزارة، ومنحه المزيد من الصلاحيات، مبينا ان قرارات تخفيض المساهمة الوطنية كان لها اثر ايجابي مطالبا بازالتها نهائياً. هذا ومن المقرر ان يكون المؤتمر الخامس لجهاز شؤون العاملين السودانيين بالخارج قد اختتم فعالياته مساء امس الاثنين باصداره لقراراته وتوصياته الختامية بعد ان تكون لجانه المختصة قامت بمناقشة الثلاث عشرة ورقة التي طرحت امام المؤتمر. وفي منحى آخر وافق مجلس الوزراء السوداني في جلسته الدورية امس الاول برئاسة الرئيس عمر البشير على طرح موقع مطار الخرطوم الدولي الحالي للبيع لتوفير التمويل اللازم لتشييد مطار الخرطوم الدولي الجديد بغرب ام درمان خلال اربع سنوات، كما قرر المجلس طرح عطاء تشييد المطار الجديد بعطاء مفتوح لكل الشركات المحلية والعالمية بعد اجازته بصفة نهائية لموقعه الجديد، وأكد الأمين العام لمجلس الوزراء عمر محمد صالح للصحافيين ان الاستثمار في موقع المطار الحالي سيكون ايضا مفتوحا للمستثمر الوطني والأجنبي، مشيرا الى أن هناك أولويات لنوع الاستثمار واعلن صالح عن قرار مرتقب بتحويل هندسة المطارات لشركة مساهمة عامة لتقديم خدمات هندسية متطورة لكل مطارات السودان، وحول الاصلاحات التي تجريها الآن السلطات بمطار الخرطوم الحالي، قال ان الاصلاحات فرضتها دواعي الاستعداد للقمة الافريقية التي ستستضيفها الخرطوم في مطلع شهر يناير المقبل وتهيئته لاستقبال الرؤساء الأفارقة المشاركين بالقمة المرتقبة.