قبل بضعة أيام من انتخابه رئيسا لمصر في مايو الماضي قام المشير عبد الفتاح السيسي بزيارة للقبائل التي تعيش على الحدود مع ليبيا. ويقول شيوخ القبائل إن السيسي القائد العام السابق للقوات المسلحة حثهم خلال الزيارة على مساعدة مصر في التصدي لخطر قد يتحول إلى كابوس أمني يتمثل في متشددين ارهابيين يعملون على الجانب الآخر من الحدود مع ليبيا. وقال محمد الراجحي أحد زعماء القبائل: "السيسي جاء إلينا وطلب منا الوقوف وراء قوات الأمن والجيش لمساعدتهما في السيطرة على الحدود لأن ما يحدث في ليبيا يمثل خطرا جسيما على مصر." وأضاف الراجحي في مدينة السلوم الحدودية أنه طمأن السيسي هو وزعماء قبليون آخرون على أنهم سيقدمون له العون. وذكر مسؤولون أمنيون مصريون أن الفوضى في ليبيا سمحت للمتشددين الارهابيين بإقامة معسكرات تدريب مؤقتة على بعد كيلومترات فحسب من الحدود المصرية. ويقول هؤلاء المسؤولون إن المتشددين لديهم طموحات مشابهة للمجموعة التي انشقت على تنظيم القاعدة الارهابي واستولت على مساحات من الأراضي العراقية. وتقول مصادر أمنية إن المتشددين في ليبيا يحاولون العمل مع جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية أخطر الجماعات الاجرامية في مصر التي تعمل انطلاقا من شبه جزيرة سيناء قرب الحدود مع اسرائيل ويتعامل معها الجيش والأمن في مصر بكل قوة وحزم وحقق نجاحات كبيرة قلصت كثيرا من عملياتها الارهابية. والعداء قديم بين المتشددبن والدولة في مصر . فقد اغتالوا الرئيس السادات عام 1981م وتصدت حكومة الرئيس السابق حسني مبارك لحملة ارهاب من جماعات ارهابية متطرفة استمرت سنوات في التسعينات. لكن استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية في هجوم خاطف على مساحات كبيرة من أراضي العراق زاد من الإحساس بأهمية التصدي للارهابيين على امتداد الحدود مع ليبيا. وبناء على تقارير عراقية قال مسؤول أمني يتخصص في الجماعات الارهابية :"نجاح هؤلاء في العراق يدعم الارهابيين في ليبيا والآن يشعرون أن الوقت قد حان لاظهار قوتهم" . وقد حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن الارهابيين الذين يعملون في الشرق الأوسط يشكلون خطرا على الجميع وقال إن مصر لن تسمح للاضطرابات في ليبيا بتهديد الأمن الوطني المصري. ويقول خبراء ومحللون أمنيون إن المعسكرات في ليبيا تتكون من مبان بسيطة مبنية بالأسمنت من طابق واحد في الصحراء. ويضع الارهابيون فيها عصابة رأس سوداء ويرفعون أعلام تنظيم القاعدة الإرهابية ويتمرنون على الرماية في ميادين رماية مؤقتة. وليس من الواضح عدد الارهابيين في المعسكرات. ويقدر بعض الخبراء عددهم بما يتراوح بين 2000 و4000 . وقال مسؤولون ليبيون إنهم على علم بوجود مشاكل أمنية على الحدود وإنهم يتعاونون مع السلطات المصرية. ويقول مسؤولون مصريون إن بعض الارهابيين حصلوا على عفو من الرئيس المعزول مرسي أحد قادة جماعة الإخوان الارهابية المحظورة وأضافوا أن القتلة الارهابيين فروا إلى ليبيا بعد أن شنت الحكومة المدعومة من الجيش حملة على الجماعات الارهابية بينما سافر آخرون إلى سوريا. ويقول مسؤولون إن صفوف الارهاب تضم مصريين مثل ثروت شحاتة الذي حكم عليه بالاعدام غيابيا لمحاولته قتل رئيس الوزراء المصري في التسعينات. وقال المسؤولون إن لارهابي شحاتة سافر إلى أفغانستان ثم عاد إلى مصر متوقعا أن تكون الحياة أيسر في مرسي الذي كان يدعمهم هو وجماعته. وقال عمران أمبو أحد شيوخ القبائل وهو على دراية بأعمال التهريب "أخطر المناطق هي المنطقة المعروفة بالجبل الأخضر وتحيط بها من كل الجوانب رمال متحركة." وقال عيد السرحاني أحد الشيوخ القبليين في خيمة قرب الحدود "خطر هذه الجماعات الارهابية في كمية ونوعية الأسلحة التي يمكنهم جلبها من ليبيا.