عبد العزيز محيي الدين خوجة عندما تدبر الدنيا معرضة وتستيقظ الروح في حضرة الإياب بعد ان جرفتها العبابة في بحر الهوى وأثقلتها الأوزار وساقها الحنين والشوق الدفين الى خير ملتجئ في الارض تأمله يوم القيامة .. وهي بباب جاه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ترتفع الأكف والنفس في خشوع وسكينة تدعو خالقها خائفة متضرعة ترجو شفاعة نبيه الكريم وهي موقنة ان الاستقامة في اتباع شريعته والايمان في ارتضاء الامة بحدود الله من حكم ومحتكم. في حضرة خير الخلق تهيم الروح في سماوات الطهر والصفاء وتلقي بحمولتها في ساحة الكرم تلتمس الرحمة لنفسها ولمن ضل طريقه من خير امة اخرجت للناس. سألت القلب حين ثوى وتابا وأشرعتي تحفزني غضابا وأفق الأمس يغريني بعود وبي نفس تسائلني الإيابا أبينك والهوى ثأر دفين فلا تبغي رجوعاً أو عتابا وناداني نحيب في ضلوعي يحاورني فلم أحر الجوابا وما عهدي بقلبي وهو يبكي وقد قطف المنى دوماً غلابا وكان الحسن يغريه فيصبو ويحسو الشهد من فمه رضابا تلظى في الغرام وما تولى وقلبه العذاب فما أنابا وليل العاشقين سلاف وهم فلا تبقي على عقل لبابا وحين يجيء صبحهم نذيراً يذوب الليل أشتاتاً سرابا وبي شوق تمرد في الحنايا وعاصفة تقلبني اضطرابا وما هو بالغرام يذيب قلبي ولا حسناً عشقت ولا كعابا ولكني ، وذنبي قد دهاني أهيم بعثرتي أرجو المآبا وهل لي غير باب الله باب لأطرقه فيفتحه متابا وبشرنا رسول الله عفواً لمن نقى سريرته وتابا وعلمنا بأن الخير يربو وأن الله قد وعد الثوابا بمولده عرفنا الدين هديا وأن الذنب يورثنا الحجابا وأرشدنا لتوحيد وصدق وكان الدين أوثاناً كذابا وهلل عند بيت الله صوت بأن الشرك قد ولى وغابا وأن محمداً هلت رؤاه ففر الجهل مهزوماً مضابا وقد ضاءت بمولده الدياجي وعم البشر مكة والشعابا ونادى في الزمان بشير حق بأن الله قد ختم الكتابا وعلمنا الرسالة وهي وحي وبلغها ولم يخش الصعابا وقد باهى على الدنيا حراء وحق له ، فقد شهد العجابا وضج الغار أنواراً ومسكاً وفاح الكون أطياباً فطابا فجبريل تنزل بالمثاني وبالقرآن أحكمه الصوابا وكان الكون صحراء وقفراً فجاء محمد يحيي اليبابا وكان الكون ديجورا وظلماً فجاء محمد عدلا مهابا وهل خلق الإله كمثل طه وأكرمه وأعلاه اقترابا فإسراء ومعراج وكشف وأدناه الإله فكان قابا أليس محمد خير البرايا وأزكاهم وأفصحهم خطابا فليس كمثله ركب المطايا وليس كمثله وطئ الترابا فكان الجود في زمن جديب وكان الغيث والبحر العبابا وكان منزهاً عن كل نقص وكان الشمس لا تبقي ضبابا وكان حديثه للخلق وحياً وكان بيانه صفوا مذابا وكان بشيره بالخير يتلو وكان نذيره يدمي الحرابا وكم لمحمد منن علينا فأسداها وطوقها الرقابا ألم يعط الشفاعة دون رسل وإن سئلت شفاعته أجابا ومن كمحمد كرما وبذلا وأندى الخلق إنعاما مجابا رسول الله أثقلني عذابي وهل كالذنب يفرينا عذابا شربت الحزن كأسا بعد كأس وأترعني الهوى زيفاً شرابا أتيت لدربك الوضاء أمحو ظلاماً عاث في نفسي خرابا ولي أمل ، فبابك بحر فضل وإني قاصد هذا الجنابا فمنك الجود نأخذه ونعطي ومنك المزن تسقينا عذابا ومنك الفتح نطلبه ونرجو ونطرق دونه باباً فبابا صلاة الله نهديها لطه وكل صلاتنا ترجى احتسابا وفضل الله من طه علينا بلا عدد ولا يحصى حسابا