1 التلفاز أمامي وأنا أكتب هذه السطور على قناة القرآن الكريم , فأنا ممن يعشق هذه القناة بشكل كبير , حتى أنني اترك التلفاز مفتوحا عليها وأنا خارج الحجرة , وفي كل مرة أقول جزى الله ملكنا خادم الحرمين خير الجزاء على هذه القناة , لكنني انتقل الى العربية أو الجزيرة عند حلول موعد نشرة الاخبار .. أمامي وانا اكتب هذه السطور مجريات الهجوم الإسرائيلي الشرس على أهلنا في غزة , فيما عرف بعملية " الجرف الصامد " وهي نسخة مكررة من حربي 2008 و 2012 اللتين كانتا حرب ابادة جماعية من الصهاينة استباحوا فيهما الارض والبشر . 2 ويظل السؤال المرير المملوء بالقرف - لماذا هذه المآسي علينا نحن العرب في كل مكان وزمان , فقضيتنا المركزية – القضية الفلسطينية – والتي مازالت جرحا نازفا في خاصرتنا منذ أكثر من ستين عاما , توالدت حولها قضايا كثيرة من الخليج الى المحيط , حتى صارت ديار العرب حالة نشارا بين كل دول العالم , قتل ظلم حرق تشريد تناحر , ولكن فلسطين تظل همنا وارقنا وعذابنا واملنا . 3 ولله در شاعر المقاومة الراحل محمود درويش , عندما ترنم بقصيدة "عابرون في كلام عابر " فكانت اشد من الطلقة على الصهاينة , وقد نشرتها صحيفة "معاريف" الاسرائيلية اليمينية , وقامت بترجمتها إلى العبرية في صفحتها الأولى ... أيها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف - ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا منكم دبابة اخرى- ومنا حجر منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقص.. و انصرفوا وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء