تتجه غرفة الشرقية التجارية إلى إنشاء قسم يعنى بالمسئولية الاجتماعية ودعم الجمعيات الخيرية بالأفكار والرؤى التخطيطية لعمل مؤسساتي لنقلها من جمعيات استهلاكية إلى جمعيات مستدامة وفق أعلى المعايير المؤسسية وبناء نظام مالي ومشاريع تجارية يحفظ لها الاستمرار وتقديم برامج اجتماعية. وكشف رئيس الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية عبدالرحمن العطيشان، عن وجود مشروع تدرسه الغرفة بجهود ومشاركة من قبل أعضاء الغرفة والاستعانة كذلك بأفكار وآراء عدد من الأعضاء البارزين من خارج الغرفة ، وذلك لدراسة أحوال السوق والأحوال العامة والخروج بأفكار جيدة ووضع نظام يؤخذ من قبل المؤسسات ويتم التعديل عليها لدعم العمل الخيري وتبني المبادرات المتميزة ، مشيرا إلى أنه لدى غرفة الشرقية لجنة الأوقاف لدعم الجمعيات المختلفة فالشركات والمؤسسات اليوم لديها جهود خيرية وتحتاج لمثل تلك البرامج التي يعمل عليها بنظام عمل مؤسسي، مبينا بأن المبادرات يجب أن تكون مدروسة بشكل جيد من جوانب مختلفة وليست فقط لإطلاق المبادرة من باب المبادرة ويراعى فيها الوقت مناسب ، مشيرا إلى استمرار غرفة الشرقية في دعم برنامج اصنع مهارة بعد مضي عشر سنوات من النجاحات التي حققها ليس على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى دول الخليج العربي. جاء ذلك خلال لقاء لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية لأحياء (الروضة، الاتصالات، الريان، الواحة) بالدمام " تنمية " مساء أمس الأول بمجلس إدارة غرفة الشرقية إلى جانب أعضاء المجلس التنفيذي لمجلس شباب الأعمال بالشرقية للتباحث حول الآلية في رفع مستوى الموارد المالية. ومن جانبه اعترف رئيس مجلس إدارة لجنة التنمية الاجتماعية محمد بن حمد الخميس، ان الجمعيات الخيرية بالمملكة جميعها جمعيات استهلاكية بنسبة 95%، مشيرا إلى إن شركة مكنزي العالمية قدرت في دراسة لها حجم الإنفاق الخيري والاجتماعي في المملكة يصل بين 1،5- 2% من الناتج المحلي أي ما يقارب 20 مليار دولار سنويا هذا المبلغ الذي يضخ في برامج العمل الخيري والاجتماعي وتسأل ما هي نسبة المشاريع المستدامة من هذا الرقم، الإجابة استشهد بها الخميس من باحث أمريكي في منتدى جدة الاقتصادي 2012م ذكر إن 90% من مشاريع العمل الخيري بالمملكة هي مشاريع استهلاكية وليست مشاريع تنموية مستدامة ، بل أوضح الخميس إن هذه النسبة متواضعة الذي ذكرها الباحث الأمريكي بل إن الحقيقة تصل إلى حوالي 95% هي مشاريع استهلاكية ووجدت ذلك من خلال عملي في اكبر المؤسسات السعودية المانحة. وقال إن هناك مشروعا من بضع مئات الدولارات اوجد تغيرا كبيرا حتى على مستوى العالم وهو قرامي بنك"بنك القرية" الذي أسسه البرفسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام، وبعد 30 سنة من تاسيس البنك في 1983م له الآن 2468 فرعا في بنجلادش يعمل به 24700 موظف هذا الفكرة الملهمة من ملك التحليل المالي ساهمت في تغير أحوال كثير الفقراء ، ثم تبنت جمعية مصرية "جمعية رجال الأعمال في الإسكندرية" عام 1991م هذا البنك قام به رجال أعمال واليوم هذه الجمعية في مصر منذ إنشائها مولت 2،2 مليون قرض تمويل بقيمة 4،8 مليار جنيه ضخت في التنمية. وقال إن العمل لدينا في الجمعيات الخيرية بالمملكة عمل استهلاكي يحسب بعدد البرامج ويحسب بما ضخ من أموال في حين يفترض أن يقاس بكم فرصة وظيفية خُلقت ، العمل الاجتماعي بحاجة إلى رجال الأعمال أكثر من غيرهم والعمل الاجتماعي يحتاج فكر رجال الأعمال أكثر من مالهم وإذا أدير العمل الاجتماعي كعمل مؤسسي وليس بحساب التكلفة والعائد على الإنفاق سيأتي ثماره. وزاد الخميس إن البرفسور محمد يونس قال في اجتماع الغرف التجارية السعودية بمدينة الرياض "إن العمل الخيري والاجتماعي في المملكة بحاجة إلى الأفكار أكثر من الأموال"، لافتا الخميس إلى إن غرفة الشرقية من الغرف التي لديها مبادرات متميزة في المملكة والمجتمع بحاجة إلى أفكارهم ومنهجيتهم أكثر من مالهم لتطوير العمل في الاجتماعي في الجمعيات الخيرية بالمملكة. وأبدى رئيس مجلس شباب الأعمال بغرفة الشرقية مساعد الزامل، استعدادهم لتبنى أداور فاعلة في النهوض بالعمل الاجتماعي من خلال الشراكة المجتمعية مع اللجان الأهلية والجمعيات الخيرية وقال " لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نضع جل إمكانياتنا وطاقتنا لتحقيق هذه الشراكة". وأكد في الختام إن المسئولية الاجتماعية في مملكتنا الغالية لا تقع على عاتق لجان التنمية والجمعيات الخيرية فقد إنما على عاتقنا جميعا مؤسسات حكومية وأهلية وأفراد.