من خلال متابعاتي للقنوات الفضائية واذاعات FM السودانية قبل شهر رمضان المعظم وبرامج شهر رمضان لاحظت أنه لا يشتد حراكها الا في هذا الشهر المبارك تتسارع فيه هذه الفضائيات للمنافسة الشديدة بينها ولكن مع الاسف كلها متشابهة ومتقاربة لبعضها البعض حتى الاذاعات FM هي الاخرى برامجها متقاربة ومتشابهة لبعضها ..هذا يرجع لعدم الادراك والمفهومية لوضع البرامج المتنوعة حتى هذه البرامج ما قبل شهر رمضان ايضا هي الاخرى تجدها متشابهة ومع الاسف الشديد كل البرامج كلامية اكثر ما تكون ذات فائدة تذكر وهذا يرجع للابناء من الشباب الجدد من الاذاعيين من الجنسين لم يبذلوا جهدا في التفكير في وضع برامج ذات فكر جديد من حيث المادة ومن حيث الفكرة والابتكار وفي هذه اللحظة الواحد يتذكر عمالقة المبدعين الكبار في جهازي الاذاعة والتلفزيون الذين وضعوا لنا بصماتهم في هذه الاجهزة من برامج منوعة ذات مستوى رفيع مازالت خالدة في اذهان المستمعين والمشاهدين لهم منا كل الود والتقدير فيما قدموه لنا طيلة حياتهم العملية واذكر منهم واغلبهم في ذمة الله وعلى سبيل المثال محمد خوجلي صالحين وكمال احمد الطيب وعبدالوهاب احمد صالح وحمزة مصطفى الشفيع وعمر عثمان ومحمد البصيري وأحمد سليمان ضو البيت وذو النون بشرى .. ومنهم الاحياء امثال عمر الجزلي وعلم الدين حامد وغيرهم .وهناك المخرجون امثال البروفيسور صالح الدين الفاضل ومعتصم فضل وكمال عبادي وعبود سيف الدين وعمر اسماعيل العمرابي والكل في هذه الاجيال المبدعة كانت ومازالت مبدعة , رغم انهم اصبحوا الآن في قيادة اعلامية اكبر كمسؤولين في الاجهزة الاعلامية في اذاعة وتلفزيون كمديرين لهذه الاجهزة بل ومع الاسف الشديد لم يكلف هؤلاء الشباب انفسهم لكي يستفيدوا من هؤلاء القامات إعلامياً وانا متأكد لو تقربوا لهؤلاء الفطاحلة لكان هؤلاء الشباب من المبدعين في البرامج سواء منوعة او ثقافية او فنية او ادبية حينما دخلنا في هذه الاجهزة اذاعة وتلفزيون استفدنا منهم كثيرا لاننا كنا اكثر تقربا منهم والاحتكاك به لكي نكسب منهم طريقة العمل الاعلامي وطرق التقديم في البرامج المنوعة والاخرى وبهذا قد نجحنا في اعداد برامج عالية المستوى والمضمون والفكرة وكنا جادين في العمل الاعلامي لدرجة الاستاذة المرحومة ليلى المغربي اهدتني برنامجا اسمه (اول واخر) برنامج خفيف الظل وايضا الاستاذ المرحوم ذو النون بشرى ايضا قدم لي برنامج (ذاكرة الزمن) عبارة عن سهرة مع كبار الفنانين القدامى وهذا يذكرني بالفنانين الكبار حينما يجدون فناناً من الشباب جادا ومتقدما بخطى ثابتة يقدمون له العون ومثال لذلك حينما ظهر عبدالعزيز المبارك في الساحة قدم له الفنان العملاق الطيب عبدالله اغنية معروفة وايضا الدكتور الكابلي اعطى الفنان القامة ابو عركي البخيت الأغنية المشهورة (زمان الناس) وهنالك الكثيرون من المطربين الكبار اعطوا الفنانين الشباب وهذا يعتبر دعما وتواصلا بين الكبار والشباب سواء اكان في الفن او الشعر الخ .وبالعودة للاخراج كانت الاذعة حينما يتم تعيين مذيع او مذيعة جدد تمررهم على الاقسام الاذاعية لكي يكتسبوا خبرة العمل الاذاعي ودائماً نجد الاذاعيين اكثر نضجاً . اتمنى من الشباب الجدد في القنوات الاذاعية والتلفزيونية الفضائية ان يكلفوا انفسهم بالاجتهاد والنشاط والحركة الدؤوبة بأن يفكروا في الفكرة الجديدة من حيث المضمون والمحتوى وفي الاتفاق وتقديم البرامج ذات المستوى الرفيع والأحسن لكي يستفيد منها المستمع والمشاهد وللحديث بقية. النائب الاول لرابطة الإعلاميين السودانيين بجدة