سناء الشعلان نافذة على المبدع عبدالله مليطان:هو أ.د عبدالله سالم مليطان،أديب ومفكر وإعلامي ليبي،يحمل درجة الدكتوراه في الفلسفة،ويعمل في كلية الآداب في جامعة طرابلس.له بصمته الواضحة في تاريخ الإعلام الليبي،ومن أشهر رجالاته،حيث عمل في الهيئة العامة للإذاعات الليبية منذ عام 1988 إلى عام 2005.له العشرات من المؤلفات الإبداعية والنقدية والمعجمية.كما عنده عدد عملاق من الأبحاث والمشاركات في المؤتمرات المحلية والعربية والعالمية.فضلاً عن إرث عملاق من البرامج الإعلاميّة المهمة.شغل كثيراً من المناصب،منها: مدير فرقة الشباب الثائر للمسرح بمصراته،ورئيس القسم الثقافي بصحيفة الشمس،ورئيس تحرير مجلة الإذاعة والفتح الثقافي والمشهد والجليس،ورئيس الهيئة الليبية العامة للكتاب،ورئيس مجلس إدارة شركة أبعاد للخدمات الإعلامية . أيّهم أنت الأكاديمي أم الإعلامي أم المبدع؟ لا هذا ولا هذا ولا ذاك .... أنا تلميذ صغير يحاول أن يقدم شيئاً يؤدي من خلاله واجبه نحو وطنه وأمته ... كل ما قدمته محاولات .. لم أبلغ حتى الآن الدرجة الأولى في سلم العطاء الذي يستحقه بلدي ووطني الكبير . ماذا علّمك الإعلام وممّا حرمك؟ علمني الكثير ... ومع ذلك لا أزال أتعلم .. يكفي أنه منحني فرصة التواصل مع الجميع والتفاعل معهم بشكل مباشر وتلقائي ... وهذه الفرصة ألزمتني بأن أفكر كثيراً في كل خطوة لم أعد ملك نفسي ينبغي علي ألا أضع نفسي إلا في المكان الذي يحب أن يراني فيه الآخر. لطالما كنت رئيس تحرير لأكثر من صحيفة ومجلة.ما هي الخبرة الإعلاميّة والإنسانيّة التي كسبتها من هذه الرئاسة المتكرّرة؟ كل الوظائف التي اشتغلتها في المجال الإعلامي كانت مدارس بالنسبة لي ... مارست فيها دور التلميذ الذي يحاول أن يتعلم من الآخر ... لم أكن أمارس مهنة رئيس التحرير بل المحرر الذي ينسق المواد ويشرف على اخراجها لأن المساحة الأكبر والأهم فيها كانت للأقلام الكبيرة والمبدعة التي لا تملك أمام كتاباتها إلا أن تجلس مجلس التلميذ ... كنت أقرأ ما يكتبون من باب الاستفادة والمتعة لا غير ... لذلك تعلمت منهم كيف يفكرون وكيف يكتبون ... بل وتعلمت من كثير منهم قيم أخلاقية أسهمت في تكويني وجعلت مني محل تقدير واحترام الجميع. ما هو العمل الإعلامي الأحبّ إلى نفسك؟ ولا يمكن أن تنساه؟ هناك تجربتان في حياتي أعتز بهما كثيراً اذاعياً وتلفزيونياً برنامج (دنيا الكتاب) الذي بدأت به اذاعياً في منتصف عام 1991م تم تحول إلى تلفزيونياً بعد سنتين ليستمر قرابة عشرين عاماً اسبوعياً ويومياً خلال شهر رمضان والذي سعدت فيه باستقبال غالبية الكتاب الليبيين وعدد ليس بالقليل من الكتاب العرب ... أما صحفياً فكانت صحيفة (المشهد) التي صدرت اسبوعياً عن رابطة الأدباء والكتاب الليبيين .. كنت رئيسا لتحريرها وكان المشرف العام على رئاسة تحريرها الدكتور علي فهمي خشيم .. وفيها كتب أغلب الكتاب الليبيين وعدد من الكتاب العرب منهم على سبيل المثال جورج جرداق وعبدالعزيز المقالح وجمال الغيطاني وزهور ونيسي ومحمد مصطفى قباج وزاهي وهبي وعبدالسلام لصيلع ونورة سعدي وآخرون ما هو العمل الإعلامي الذي تحلم بأن تنجزه؟ ولماذا؟ كثير جداً مما أحلم به لم أستطع حتى الآن انجازه ... لو كان ثمة بقية من العمر ربما أحقق بعض حلمي الذي أتمنى أن يرقى لذائقة وفكر وعقل المتلقي الذي هو زادي دائما ومنه أتعلم . وما هو العمل الإعلامي الذي تتمنّى أن تحذفه من تاريخك ومنجزك؟ ولماذا؟ بقدر اعتزازي بما حاولت تقديمه ... أتمنى أن أبدأ من جديد كي أقدم شيئاً يليق بقدر وقيمة المتلقي الذي أكن له كل تقدير . من هو الشّخص الذي حلمت بأن تجري معه مقابلة ولم تجرها؟ كثيرون ... كل من يضيف لي جديداً كنت أتمنى أن ألتقيه مع اعتزازي الكبير بمن التقيت بهم أنت ممّن يملكون مكتبة كبيرة ويعتزّون بها.ما المستقبل الذي تعدّ مكتبتك له؟ مكتبتي عزيزة علي بدرجة لا استطيع أن أصف حجم هذا الاعتزاز بها .. لذلك فإنني أنوي أن تكون في يوم ما ملكاً للأعز وهو وطني ليبيا ... ستكون بعون الله متاحة للباحثين والدارسين من أبناء وطني من أجل الاستفادة منها بما يعود نفعه لليبيا . عملت على إنتاج الكثير من المعاجم ،مثل معاجم الأدباء والشعراء والقصاصين الليبيين وللكاتبات والأديبات الليبيات،وغيرها.ماذا كانت رسالتك من هذه المعاجم؟ رسالتي هنا واضحة جداً .. جمع شتات الفسيفساء الليبية المتناثرة التي تمثل تاريخ وطني وتراثه وحضارته ... ما قمت به لا يعدو أن يكون سوى رصد لما هو كائن حتى يكون في متناول الجميع .... والحمد لله أن البحاث في تاريخ الثقافة الليبية المعاصرة قد وجدوا في هذه المعاجم بعضا مما يبحثون عنه وهناك رسائل علمية أكاديمية كثيرة عاد كتابها إلى هذه المعاجم ووجدوا فيها بعض ضالتهم وهو ما أفخر به بل هناك رسائل علمية أعدت عن بعض شخصيات لا يوجد عنها أي معلومة إلا في معاجمي وهو فخر أعتز به ... وهناك عدة كتب صدرت عن هذا المشروع لعدد من الكتاب العرب . ماهي قراءتك الخاصة للانتماء بعد ثورة ليبيا على النّظام السّابق؟ لأول مرة بعد أن أزال الله عنا غمة سبتمبر أصبحنا نحس بأن لدينا وطن اسمه ليبيا ... وأنها لنا لا لغيرنا. هل الثّورات العربيّة المعاصرة كانت ربيعاً أم فوضى مدمّرة؟ الثورات الكبرى والعظيمة كثورة فبراير في ليبيا والثورة المصرية وأم الثورات العربية المعاصرة في تونس لا يمكن أن تقيم الآن ... كما لا ينبغي أن تحاسب على ما تخللها من عثرات وما نتج عنها من فلتان أمني وفوضى .. لأن الشعوب هي التي صنعت هذه الثورات وهدير الشعب الثائر لا يمكن حصره شأنها شأن السيل الجارف الذي ينساب حاملا المياه العذبة والأحجار والأشجار والزهور وبقايا الأشياء ... لكن مع مرور الوقت تبقى المياه العذبة وتنبت الأشجار وتثمر وتتفتح الأزهار بينما بقية الأشياء العالقة بالمياه ستتلاشى مع الزمن . إلى أين ترى الثّورات العربية تسير بالإنسان العربي وبالحضارة العربيّة؟ إلى حيث يأمل ويحلم المواطن العربي ... الثورات العربية هي من سيعطي للمواطن العربي جرعات الأمل التي سيتغلب من خلالها على رداءة الواقع متطلعاً نحو المستقبل الذي يتناغم مع عمق تاريخ وحضارة هذه الأمة . ماهي ملامح التغيير على أدائك الإعلاميّ بعد ثورة ليبيا على النّظام السّابق؟ أنا شخصياً كنت أمارس فعل التغيير قبل ثورة فبراير .. صحيح أنني عملت في مجال الاعلام لسنوات طويلة وتقلدت بعض الوظائف الإعلامية البسيطة فيه لكنني كنت أجدف بمعزل عن واقع ذلك النظام ... لم أركن لتوجيهاته بالقدر الذي أستطيع من خلاله أمرر رسائلي ... مثلاً كان نعي الكاتب أو الفنان في ليبيا غير مسموع به في وسائل الإعلام وخاصة التلفزيون إلا بتعليمات مباشرة من مكتب معلومات القذافي لكنني كنت أتحايل على ذلك بأن أمرر النعي الذي أريد بالالتفاف حول الموضوع بأن ليبيا بلد الوفاء وقد خصصت يوما للوفاء ومن باب الوفاء نذكر الكاتب أو الفنان الذي رحل .. هكذا كنت أفعل لتأكيد دور وأهمية الكاتب أو الفنان الذي رحل من أجل الوفاء ... أيضا حين كانت الحرب على العراق كان الموقف الرسمي الليبي ملتزماً الصمت لكنني كنت أقدم حلقات تلفزيونية عن بغداد ودورها في الثقافة العربية وعن بيت الحكمة وأهميته في تاريخ الثقافة ... وأيضا نشرت بيان المثقفين الليبيين حول الحرب على العراق في صحيفة المشهد التي كنت رئيساً لتحريرها وكانت الصحيفة الليبية الوحيدة التي نشرت ذلك .. ويعلم الله ما عانت الجريدة من حروب من بعض أعوان النظام ومؤسساته بسبب ذلك ... هكذا كنت أفعل في زمن النظام الهالك وأنا مقتنع بأنني لو استشرت لتم الرفض ...كما وأنني كنت أركز في عملي الاعلامي على الهوية الليبية التي كان النظام يعمل على طمسها وبكل الوسائل لدرجة أننا لم نعد نستطيع أن نستخدم كلمة وطني إى مقرونة باللحم الوطني .. إلى جانب تركيزي على الرموز الوطنية التي كان النظام يحاول شطبها من التاريخ لأنه يرى أنه الرمز الأوحد ... هكذا كان عملي ومشروعي التأكيد على الهوية الليبية وعلى الرموز الليبية ولعل هذا الاتجاه واضح في مشروعي التوثيقي الذي تناول الشعراء والقاصين والمسرحيين والأدب الشعبي والكاتبات الليبيات وهي معاجم صدرت في طبعتين وبعضها أعيد طباعته في ثلاث مجلدات ضخمة تتناول المدونات الشعرية والقصصية والمسرحية الليبية ولا يزال المشروع قائما ليكون موسوعة ضخمة لكل الذين ألفوا كتبا في ليبيا ... هل طالت الثّورة الإعلام العربي؟ حين تحقق الثورة أهدافها في خلق الوعي سيغير كل شيء وسيكون الإعلام العربي أول من سيطاله التغيير. كيف تصف الإعلام العربي والإعلام الليبي؟ الإعلام الليبي ليس بدعاً ...شأنه شأن الإعلام العربي في كل شيء. برأيك الخاص أين المثقف العربي في الثّورات العربية المعاصرة؟وهل كان له دور في الثّورة؟ المحامون والأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسون كانوا هم طليعة الذين ساهموا في انبلاج ثورات الربيع العربي وهم بلا شك طليعة المثقفين العرب والمتنورين الذين دفعوا جماهير الشعوب العربية للمشاركة في ايقاد فتيل الثورات العربية ... لكن الكتاب والأدباء والإعلاميين العرب إلا قليل منهم لم يكن لهم الدور البارز أثناء الثورة ولا بعدها للأسف ... لكن الثورات العربية بحكم كونها ثورات عظيمة وذات أثر وتأثير عظيمين أفرزت كتابها وإعلامييها وقد اصبت بالذهول من كم الأسماء التي ظهرت بعد الثورات العربية وخاصة في بلدي ليبيا ... لقد برزت على الساحة الإعلامية الليبية أسماء كثيرة لم أكن أعرفها مطلقاً بعضها كان في بداياته الإعلامية والصحفية قبل الثورة وأغلبها لم يمارس العمل الإعلامي مطلقاً قبل ثورة فبراير .. ابتدئوا مسيرتهم الإعلامية مع انطلاق شرارة الثورة وهم يتصدرون المشهد الإعلامي الليبي حالياً وبمهنية عالية وبعض منهم أسس قنوات اعلامية وصحفية ومنهم من قضى نحبه خلال ثورة التحرير في ليبيا كمحمد نبوس الذي أسس قناة ليبيا الحرة وقدم روحة فداء لها حيث ثم اغتياله بعد انطلاق قناته ... هذا الشاب كان نتاج ثورة فبراير العظيمة بامتياز وغيره كثيرون لايزالون يديرون صحفاً وقنوات اعلامية حتى اليوم ... طبعاً هذا لا يلغي دور بعض الكتاب والإعلاميين المعروفين في ليبيا بمواقفهم الثائرة قبل ثورة فبراير ممن كان مناهضاً لنظام القذافي وعرض حياته للخطر بل والقتل داخل السجون كالعالم والمفكر الليبي الأمازيغي عمرو النامي في حين زج ببعضم في السجون مثل محمد الفقيه صالح وعمر الككلي وأحمد الفيتوري وجمعة بوكليب وعبدالفتاح البشتي وأحد بللو ونورالدين الماقني ومحمد المفتي ومهدي العدل وادريس بن الطيب وادريس المسماري الذي كان أول صوت يصدح بسقوط النظام وهو محملا على أكتاف شباب بنغازي في أولى المظاهرات التي خرجت مطالبة برحيل القذافي عن ليبيا في فبراير 2011م وهو ما شاهده العالم عبر القنوات الفضائية .. والإعلامي الشاب ربيع شرير الذي أسمع العالم صوته من ميدان الشهداء بمدينة الزاوية العنقاء غرب طرابلس منذ الأيام الأولى للثورة ثم تعرض للاعتقال والتعذيب في سجون القذافي الا أن الله من عليه بالنجاة حيث افرج عليه الثوار بعد تحرير مدينة طرابلس وكذلك الأمر بالفنان والصحفي عماد قدارة والقاص رجب خليل وغيرهم والصحفي الشاب عريش سعيد الذي كان مراسلاً من ميادين القتال في البريقة وما حولها من ميادين القتال قبل أن يقع في أسر كتائب القذافي وهناك كثيرون أجبرهم تسلط النظام على الهجرة والاغتراب خارج البلاد كمحمود الناكوع وفاضل المسعودي وعاشور الشامس وعمر الكدي ومجاهد البوسيفي ومحمد ربيع وغبرهم ...على فكرة أنا أيضاً عشت بعض عذابات السجن لقد دخلت سجن أبوسلم قبل أن أتجاوز العشرين وكنت حينها طالباً في الثانوية وكان رفيقي في نفس الزنزانة الدكتور عبدالقادر عبدالمجيد قطيش وهو طبيب اسنان معروف في بنغازي ... حتى الأطباء الذين طالهم القذافي وأودعهم السجون ... اقول هذا ليس استعراضاً بل تأكيداً لحقيقة فقط في زمن كثر فيه المتنكرون والمزايدون ومدعي الوطنية . كيف توصّف المسرح الليبي؟ وماهي مكانته بين المسارح العربيّة؟ ليبيا عميقة الصلة بالمسرح والدليل هو كم المسارح الأثرية التي تربض على شواطيء الساحل الليبي الذي يمتد بحوالي 2000كم على المتوسط .. في العهد الايطالي الذي عانت منه البلاد قرابة ثلاثة عقود كانت هناك حركة مسرحية صحيح كانت متعترة لكنها كانت تمارس دورها وفي العهد الملكي والقواعد كان هناك دور بارز للمسرح وخاصة في نقده السياسي والاجتماعي ... وبعد انقلاب سبتمبر أصبح المسرح يعاني من التأويل والاسقاط وغلق بعض الفرق ... صحيح كانت هناك مهرجانات مسرحية في بعض السنوات لكنها كانت محدودة وتواجه بعراقيل كثيرة .. لكن هناك بعض الفرق وبعض المسرحين الذين تكبدوا عناء ومشقة تلك الضغوطات وحاولوا بشكل وآخر التحايل على سلطة الرقابة وقدموا بعض الأعمال التي كانت تمارس فعل النضال لكنها لم تسلم من أيدي وبطش النظام ... كما وأن المسرح الليبي لم يكن منعزلا عن التجارب العربية الحديثة والاستفادة منها وهناك مسرحيين عرب كبار كانوا يعيشون في بنغازي ويعملون بجدية ولا أنكر أن تجربتهم كانت مهمة ومفيدة لعدد كبير من المسرحيين الليبيين كالسيد راضي وعمر الحريري وغيرهم من الفنانين العرب الكبار ... أيضا هناك أسماء عديدة للمسرحيين الليبيين الذي شاركوا في أكبر الأعمال الدرامية العربية من خلال بروزهم على خشبة المسرح الليبي.. ومن حيث النص المسرحي هناك نصوص مسرحية عديدة كتبها ليبيون وعالجت بعض القضايا العربية الكبرى وعرضت على أهم المسارح العربية وهو ما يؤكد مدى التواصل الليبي مع الواقع العربي أنت مشهور بولائك وإخلاصك لأساتذتك،وهذا يبدو بارزاً في تأليفك مصنّفات عن بعضهم.فما فلسفتك في ذلك؟ الوفاء لمن علموني وهو أمر طبيعي جداً ... ليس فيه منة ولا استعراض لولا علومهم ما تعلمت ولا زلت حتى اليوم وغدا إن كان في العمر بقية تلميذ صغير في حضرة من علموني . أتؤمن بحريّة التفكير أم بالرّقابة؟ التفكير مسألة ترتبط بالحرية ... إلا أن للحرية حدود بينما للتفكير ضوابط ... فأن تمارس الحرية ينبغي أن تعرف حدودك بحيث لا تتجاوز بحريتك حرية غيرك ... لكن أن تفكر فهو حقك فقط لابد أن تلتزم وأنت تفكر لتبدع بضوابط أخلاقية بحيث لا تفكر في ابداع ما يضر بالآخر ... فالذي فكر ليخترع ما يبد البشر كفر بعدها عن تفكيره بما كان مطمح لكثير من المبدعين (جائزة نوبل) مثالاً ... وحين تفكر باستعمال الضابط الأخلاقي ستقضي حتماً على غول الرقيب ... الرقابة غول كبير يخيف المبدع عامة لكننا حين نفكر باستعمال ضوابط أخلاقية سنحول دون توغله في نفوسنا . ماذا تقول للقاهرة التي في بالك،ولبيروت وبردى في رسائلك،ولبغداد الشوق والحصار،ولفلسطين التي في قلبك؟ يا قاهرة المعز .. ويا بيروت التحدي ... ويا بردى العذوبة .. ويا بغداد الرشيد ..ويا فلسطين التي في القلب ... كلكم في قلبي ووجداني طرابلس ليبيا التي تتألم لآلمكم وتحزن لحزنكم وتفرح لفرحكم وتبتهج لبهجتكم ... وهذا دليل محبتكم ودليل على أن الشاعر الليبي يحس بإحساسكم ويشعر بما تشعرون .. وما هذه القصائد التي ضمتها هذه الكتب إلا جزء من التعبير عن هذا الحب الذي يكنونه لكم . "هذا هو المصراتي"و" علي فهيم خشيم"مغامر لا يعترف بحدود للتفكير" .من هما المصراتي وعلي خشيم في نفس عبدالله مليطان وتكوينه ووعيه؟ لمصراتي وخشيم ... قامتان سامقتان في تاريخ الثقافة الليبية المعاصرة ... وهما علامة مهمة ليس لدي فحسب بل وفي نظر وتقييم أغلب المثقفين الوطنيين الذين لا يبخسون حق وقيمة الآخر مهما اختلفوا معه ... أما عن نفسي فقد تعلمت من المصراتي ما لم أتعلمه في المدارس وما لا تعلمه الجامعات أيضا .. معان وقيم ... أما خشيم فهو الذي تعلمت على يديه كيف تقنع الآخر بفكرتك لتبرهن على كونك محايداً . * أين المسرح من تجربتك ومشروعك النقدي؟ -حين كنت طالباً في الثانوية كنت ضمن الفريق المسرحي ثم أسست مع مجموعة من الشباب فرقة للمسرح بمصراتة اسميناها (الشباب الثائر) وشاركت في عدد من المهرجانات المسرحية بليبيا ... وأصدرت (مدونة المسرح الليبي) في ثلاث مجلدات وهي رصد لتجربة الكاتب الليبي في الكتابة المسرحية وتاريخ المسرح ونقد المسرح ... ماذا تعني لك الكلمات التالية؟ أ- الحبّ: الحياة. ب- الحرّية : أن تتعايش مع الآخر وكلاكما يحترم رأي الآخر. ج- الحبيبة : أنفاسي التي أتحسس من خلالها اني أعيش. د- الحقيقة : حين تغيب ندرك أهميتها. و- مكتبتك : المكان الذي أشعر فيه بأنني على قيد الحياة ز- ليبيا : كل شيء هي.