أصدرت إدارة البحوث والتخطيط والتنمية بجامعة السودان المفتوحة ضمن سلسلة إصداراتها العلمية والثقافية كتاباً بعنوان (الشعر الشعبي السوداني) من تأليف الأستاذ محمد الفاتح أبو عاقلة رئيس قسم التثقيف والتنوير بالإدارة ويعالج جملة من القضايا المرتبطة بالشعر الشعبي السوداني ويوثق لأكثر من ستين شاعراً شعبياً. والمؤلف ممن أسهموا بحظ وافر في حركة الثقافة السودانية، حيث تبلورت اهتماماته بتوثيق التراث الشعبي السوداني من خلال برنامجه المشهور (بوادينا) والذي قدمه في الفضائية السودانية، وبرنامج (خيمة الحردلو) بإذاعة ام درمان والعديد من البرامج الاخرى في الاذاعات والتلفزيونات الولائية المختلفة. والشعر الشعبي نوعان الدوبيت الفارسي المعرب وهو فن حضري نقله العرب المشارقة في العصر العباسي من الفارسية إلى العربية وقالوا أن دوبيت كلمة فارسية معناها البيتان. والدوبيت الرجزي ونشأ في البادية ولا يزال أشهر أنواع الدوبيت بين السودانيين، وقد علل المؤرخون أن الرجز نشأ مقترنا بنغمات سير الجمل إذ يخفف عن الجمل وراكبه مشقة السير الطويل.وذكر الأستاذ محمد نور سيد أحمد من القاب الشعراء الشعبيين، الراوي هو الذي يقول الشعر من وجدانه ومن يحفظ شعر غيره أيضا يطلقون عليه " راوي" واللبيب هو الذي يقول الشعر ويغيبه بنفسه ويرويه غيره والمادح هو الذي يقول المديح أو يرويه عن غيره في الشئون الدينية والنميم هو الذي يترنم بالدوبيت. وعلل المؤرخون منهم الدكتور عبد المجيد عابدين في كتابه (تاريخ الثقافة العربية في السودان) عللوا أن دخول الدوبيت في السودان تم بواسطة رجال القوافل بين مصر والسودان عن طريق دنقلا وأخرى عن طريق اسيوط الفاشر (درب الأربعين) . وحينما نتحدث عن الشعر الشعبي نذكر الشاعر السوداني الشعبي محمد أحمد ابوسن الملقب بالحاردلو المولود في سنة 1820 م وتوفي في سنة 1917 وكان والده أول مدير لمديرية الخرطوم. والحاردلو من قبيلة الشكرية،الذين قدموا إلى السودان في أوائل القرن الخامس عشر. وشاعرنا الحاردلو وصف في شعره جمال البادية وتغنى بالشجاعة والكرم أما في الوجدانيات فله جولات وصولات وشعره يعتبر تخليدا للمقاييس السودانية في النواحي الجمالية للمرأة السودانية.