يعتبر الفيلم السويسري التسجيلي للمخرج السويسري د.م.دافيد أول فيلم يصور في السودان عام 1910 م عن رحلة صيد قام بها المخرج والذي تم عرضه بعد عامين بمدينة الأبيض كأول مدينة تشهد عرضاً سينمائياً في السودان أمسية الثلاثاء 27 فبراير 1912 م بحضور هربرت كتشنر،ليؤرخ بداية السينما في السودان. وتاريخ السينما في السودان تاريخ عريق تعود جذوره إلى أوائل القرن الماضي بعد سنوات قليلة من اختراع السينما، حيث كان وراء مقهى الخواجة لويزو في مدينة أم درمان حوالي 1913 م أناس يشاهدون السينماتوغراف عندما كانت مجرد مناظر وصور للتسلية والفرجة، تعرض أمام قطعة من القماش الأبيض بواسطة جهاز أطلقوا عليه الفانوس السحري.وقبل دخول العشرينات من القرن الماضي اتسعت حركة المشاهدة السينمائية وشاهدت الجماهير السينما المتجولة في المدارس والميادين العامة، وانتهى عقد العشرينيات بإنشاء أول قاعتين للعرض السينمائي بالخرطوم وهما سينما الجيش (النيل الأزرق فيما بعد) وسينما اسكتنج رنج (كلوزيوم) فيما بعد. وعن بدايات السينما السودانية قال عميد كلية تنمية المجتمع بجامعة وادي النيل دكتور هشام محمد عباس الذي قام بدراسة تحليلية للفيلم السينمائي الروائي الأول (آمال وأحلام) الذي عرض لأول مرة في 18 /8 /1968م قال لصحيفة (المجهر): إن كتاب (السينما في السودان ماضيها وحاضرها ومستقبلها)الذي قام بتأليفه رائد السينما السودانية الأستاذ كمال محمد إبراهيم يعتبر من أهم المراجع في تتبع البدايات الأولى للسينما في السودان، حيث ذكر أنه جاء في مذكرات السير ستيوارت سايمز الحاكم العام للسودان في الثلاثينيات في مؤلفه(Tour of Duty جولة عمل) إن أول عرض سينمائي في السودان تمّ بتوجيه اللورد كتشنر عندما كان في زيارة للسودان في مهمة رسمية عام 1911م، وكان ذلك الفيلم إخباري قصير صامت تمّ عرضه في مدينة الأبيض ضمن الاحتفالات التى أقيمت بمناسبة إكمال مد خط السكة الحديد إلى هناك. وأضاف هشام:" هذا لا يعني البتة أن ذلك التاريخ كان بداية للعروض السينمائية في البلاد، غير أنه كانت تقام عروض لأفلام صامتة بعد منتصف العشرينات على سينما (سكيتنج رنك) بالخرطوم لصاحبها (عما نويل ليكوس) اليونانى الجنسية ولمشاهدة الأفلام الأمريكية. وقال دكتور هشام يمكن اعتبار الثامن عشر من فبراير من كل عام عيداً للسينما الوطنية السودانية حيث شهد ذلكم اليوم أول عرض للفيلم السينمائي (آمال وأحلام) بالمديرية الشمالية وتعتبر مدينة عطبرة أول مدينة عرفت دور السينما في السودان. وعلى الرغم من العلاقة القديمة مع السينما فإن السودان أنتج فقط خمسة أفلام روائية هي (آمال وأحلام) للرشيد مهدي و(تاجوج) لجاد الله جبارة، و(يبقى الأمل) لشركة عليوة و(رحلة عيون) لأنور هاشم و(بركة الشيخ) لمصطفى إبراهيم وكان يمكن (لعرس الزين) أن يكون الفيلم السادس لولا أن الإنتاج غير سوداني (كويتي). الأمين العام لاتحاد السينمائيين في السودان الأستاذ عبادي محجوب قال:" في وقت مضى انتشرت دور العرض السينمائي في مدن السودان المختلفة إلى أن وصلت حوالى (67-70) دور عرض سينمائي. وفي عام 1970 م تم تأميم الإستيراد والتوزيع دون الإنتاج ودون دور العرض وبعد 7 سنوات أنشئت مؤسسة الدولة للسينما. وشهد العام 1991 م تصفية مؤسسة الدولة للسينما وقسم السينما في مصلحة الثقافة ووحدة السينما في التلفزيون بل أغلق نادي السينما بعد 20 عاماً من تأسيسه".